السبت  11 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

عيد "الغفران" في "إسرائيل".. صوم وعبادة وشلل للحياة

2016-10-11 11:21:50 AM
عيد
من طقوس عيد الغفران (أرشيف)

 

الحدث- القدس


تحتفل إسرائيل بالكثير من الأعياد سنوياً، لكن يوم الغفران، هو الوحيد الذي تُصاب الحياة خلاله بالشلل التام، على مدى 26 ساعة متواصلة.


ويعتبر "الغفران" أقدس أعياد اليهود، وهو اليوم الوحيد الذي تفرض الشريعة عليهم صيامه.
 

وحسب العقيدة اليهودية، فإن يوم "الغفران" هو اليوم الذي نزل فيه النبي موسى (عليه السلام) من سيناء (شمال شرقي مصر) للمرة الثانية، ومعه لوحا الشريعة؛ حيث أعلن أن الرب غفر لليهود خطيئتهم في عبادة العجل الذهبي.
 

ويبدأ يوم "الغفران"، حسب التقويم العبري، ليلة التاسع من شهر "تيشريه" بالسنة العبرية (ليلة الثلاثاء)، ويستمر حتى بداية الليلة التالية.


وتتوقف الحياة تدريجيا في إسرائيل، بدءاً من ظهر اليوم الثلاثاء، وتتوقف تماماً حتى غروب شمس غداً الأربعاء.


وخلال "الغفران"، يتم إغلاق المعابر الجوية والبرية والبحرية؛ حيث تتوقف تماما عن الحركة، وكذلك المؤسسات العامة والخاصة، والمدارس والجامعات.
 

كما تمتنع السيارات والمواصلات العامة بجميع أنواعها عن الحركة، وتتوقف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة عن العمل.
 

وغالباً ما تكون الشوارع في إسرائيل خالية، خلال هذا اليوم، من المارة والسيارات، إلا من بعض سيارات الشرطة ودوريات شرطة حرس الحدود.


ويسبق المتدينون اليهود يوم الغفران بالتوجه إلى حائط البراق (يسميه اليهود حائط المبكى) الواقع جنوبي المسجد الأقصى، من أجل الصلاة قبل البدء بالصوم.


ومع غروب شمس اليوم الثلاثاء يلتزم اليهود منازلهم، فيما يستخدم بعضهم الدراجات الهوائية، في حال أراد التنقل؛ نظراً لعدم استخدام السيارات.


وتقول وزارة الخارجية الإسرائيلية، على موقعها الالكتروني: "يُعتبر يوم الغفران عطلة رسمية مطلقة؛ حيث تتوقف الإذاعات والتلفزيون عن البث والسيارات عن السير لمدة يوم كامل".


وأضافت: "لكون هذا العيد مخصصاً لمحاسبة النفس، بعيداً عن الحياة اليومية الاعتيادية، فإن الأمور الدنيوية المادية تنحسر لتحل محلها همومنا الروحانية".


وتابعت: "يصوم الناس مدة ليلة ويوم كاملين اعتباراً من غروب الشمس، حتى حلول الظلام في اليوم التالي، كما تنهي تعاليم الديانة اليهودية عن ارتداء الحذاء المصنوع من الجلد والتطيب والاغتسال والمعاشرة الجنسية".


ولفتت إلى أن يوم الغفران هو "يوم الصوم الوحيد، الذي تأمر به التوراة، ويكرسه المؤمن لتعداد خطاياه والتأمل فيما ارتكبه من ذنوب".


وتقول لوبا السمري، المتحدثة بلسان شرطة الاحتلال الإسرائيلية : "انتهت الشرطة من وضع كافة تجهيزاتها واستعداداتها ذات الصلة ليوم الغفران، بما يشمل نشر قوات واسعة من الشرطة وشرطة حرس الحدود وأخرى تعزيزية مع التركيز على مدينة القدس".


أما أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، فقال إن الجيش قرر فرض طوق شامل على الضفة الغربية، كما سيتم إغلاق المعابر مع قطاع غزة خلال يوم الغفران.


ولفت أدرعي إلى أن يوم الغفران هو "أقدس يوم في الأعياد والشعائر الدينية اليهودية".


وقال المتحدث الإسرائيلي: "يستمر الصيام فيه حوالي 26 ساعة تُكرّس معظمها للعبادة والصلوات والابتهالات وطلب المغفرة والثواب من البارئ عزّ وجل".


وتعمد شرطة الاحتلال الإسرائيلية إلى نشر عناصرها في المناطق الفاصلة ما بين القرى العربية واليهودية؛ حيث تمنع الدخول إلى المناطق اليهودية.


وخلال يوم "الغفران"، تُمنع حركة السيارات من الشطر الشرقي لمدينة القدس (حيث يعيش الفلسطينيون) إلى الشطر الغربي (حيث يعيش اليهود)، وذلك من خلال الحواجز التي تقيمها الشرطة على الشوارع.


كما تفرض المستوطنات، التي أقامتها إسرائيل على أراضي القدس، عقبات أمام التواصل بين أنحاء مدينة القدس ومركز المدينة، حيث المسجد الأقصى.


وأعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلية عن وجود طرق فرعية لوصول الفلسطينيين من شمالي وجنوبي المدينة، إلى مركزها لتفادي الشوارع المغلقة القريبة من المستوطنات.


وغالبا ما يرتبط اسم "يوم الغفران" مع حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973، التي انتصرت فيها مصر على إسرائيل، وتمكن الجيش المصري خلالها من عبور قناة السويس؛ حيث تزامنت هذه الحرب مع هذا العيد اليهودي.
 

وتقول وزارة الخارجية الإسرائيلية، على موقعها الالكتروني: "منذ عام 1973 أُضفي على يوم الغفران جو من الحزن بسبب ذكريات الحرب التي تعرضت فيها إسرائيل لهجوم مفاجئ من جانب مصر وسوريا".


ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الإثنين، الإسرائيليين إلى اليقظة في "يوم الغفران"، في إشارة إلى إمكانية تنفيذ الفلسطينيين هجمات.


وقال نتنياهو، في كلمة إلى موظفي مكتبه: "نعلم أن في هذه الفترة بالذات (فترة الأعياد) يحاول مشعلو الإرهاب والمحرضون على أشكالهم أن يشعلوا النيران".


وأضاف: "يجب على جميع المواطنين أن يُبدوا اليقظة". -

المصدر: وكالة الأناضول