الحدث - أحمد بعلوشة
بدأ موسم الزيتون هذا العام في الخامس عشر من تشرين الأول/ أكتوبر، وشهد اهتماماً واسعاً من أهالي القرى والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث يعتبر الزيتون في فلسطين أحد ركائز الاقتصاد المحلي وواحد من عناصر الأمن الغذائي الهامة بالنسبة للمواطنين لما لهذا المحصول من مساحة اهتمام، حيث تبلغ أشجار الزيتون قرابة نصف المساحة المزروعة من إجمالي المحاصيل.
منذ خمسة أعوام، بلغ معدل إنتاج فلسطين السنوي من زيت الزيتون قرابة العشرين ألف طن، العدد المتراجع مع الممارسات المستمرة للاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل قطع الأشجار وتجريف الأراضي على أيدي مستوطنيه وجيشه، وهذا ما أكده وزير الزراعة الفلسطيني د. سفيان سلطان.
وبالتواصل معه، أفاد الدكتور سلطان لـ "الحدث" بأنَّ "معدل الناتج المحلي للزيتون لهذا العام يقارب الناتج في العام الماضي"، مضيفاً: "من المتوقع أن يكون لدينا 18 ألف طن زيت، وهو معدل قريب من العام الماضي الذي بلغ 19500 طن، وبرغم أنه أقل في العام الحالي، إلا أنَّ نسبة السيولة أعلى من العام الماضي، الأمر الذي عوَّض نسبة الزيت المتوقعة".
وتابع سلطان: "كل سنة يتم زرع مئات الآلاف من أشجار الزيتون، وعمدت وزارة الزراعة إلى تطوير القطاع الزراعي من خلال مشروع تخضير فلسطين، حيث يتم زراعة 5000 دونم من الأراضي بحد أدنى بأشجار الزيتون التي تشكل جانباً مهماً من الاقتصاد الفسطيني".
وحول ممارسات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة تجاه القطاع الزراعي في فلسطين، أكد سلطان: "ممارسات الاحتلال متواصلة وتزداد شراسة باعتداءات المستوطنين الذين يتعمدون الاعتداء على أشجار الزيتون، حيث أنَّ كثير من المناطق تم فيها قطع أشجار الزيتون، وطالت هذه التجاوزات المزارعين أثناء تواجدهم في موسم قطف الزيتون". مشيراً إلى أنها ممارسات مستمرة ولم تتوقف أبداً.
المشاركة في موسم قطف الزيتون هي تقليد سنوي يقوم به المواطنون الفلسطينيون بقطف ثمار الزيتون الذي يعتبر من أهم السلع الاقتصادية والوطنية، حيث ترتبط هذه الشجرة بصمود الشعب الفلسطيني، ولها علاقة بالحياة اليومية والاقتصاد والدخل.
وكان مدير عام المركز الوطني في البحوث الزراعية في وزارة الزراعة زياد فضة، أوضح بأنَّ "وزارة الزراعة تولي قطاع الزيتون أهمية كبيرة، حيث أنَّ هذا القطاع يعتبر من القطاعات الهامة اقتصاديا، وهو قطاع كبير جداً من حيث عدد الأشجار الموجودة ومن حيث الإنتاجية وأهمية زيت الزيتون، إضافة إلى أهمية شجرة الزيتون في مقاومة الاستيطان وتثبيت الأرض الفلسطينية".
يذكر أنَّ زراعة أشجار الزيتون في فلسطين تعود إلى آلاف السنيين، وهذا ما يبرر وجود أشجار زيتون معمرة موجودة إلى الآن، وشهد قطاع الزيتون في فلسطين مؤخراً تراجعاً من حيث القيمة الاقتصادية للمنتجين الى العديد من الاسباب أهمها سياسة تجريف الأراضي وقطع أشجار الزيتون التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي، إضافة إلى أسباب مناخية متعلقة بالتراجع في كميات الأمطار الهاطلة حيث ان زراعة الزيتون في فلسطين تعتمد اعتمادا كليا على مياه الامطار.