الإثنين  06 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما وراء الثقافة/ بقلم آمال شاهين

2016-10-26 10:13:37 AM
ما وراء الثقافة/ بقلم آمال شاهين
صورة تعبيرية

 

أيها الرقم الغيابي تراك في كل حين تمتلك اليقظة كي لا تُكشَف أسرار حقيقتك ,كي لا تقف أمام نفسك

 

متهما بعشوائية الضمير ,أيها الرقم تخاف ليلك فأنت للزمن فريسة نهايتها تسبق البداية ,هفواتك تختلط بك

 

تمتزج بأوردة تكاد تدفق دما هذا اذا كان الدم فعلا موجود ..                                                 

 

تُعارك أوراقا وأقلاما ولا تعي أنها ذخائر ثمينة يفتقدها الكثيرون ,هذا القلم وهذه الورقة لا بد وأنهما شاهدان يقفان في صمت من وهلة المشهد ,فمن رائحة القهوة تتمايل الحروف ولكن هل هذه الأبجديات تعي من صاحبها ؟هل تعي أنها في مصيبة تبتلي فيها النقاط حين ينتهي كل سطر يُذبح بقلم مكسور يتباهى بلونه وداخله سمٌ قاتل ؟.                                  

 

عند طرح لونك المفضل تأكد أن هناك متلقي ولكن ليس كلٌ يشبه الغير ,فمرّر سياطك الغبي خلف جدران جهلك المدعي أن العلم رايته المفضله .                                                                                                           

 

هل يستباح لك بشموخ ليس يعنيك وأنت فارغ لا تحاور إلا نفسك حين يحاورك الجميع ؟                             

 

من على منصة تعود لكي ترجع في عثرات تُقبّل المكان وهناك منصة أخرى ترجع لها لكي تعود بحقنة تجلب فيها كل نفس مريضة لا تستطيع إيقاف ذبذبات الصدى حين تضجُ كالفخ في اصطياد الفريسة .

 

لا بدّ من صحوة لكي لا تتلوث ثقافتنا بهؤلاء ,منهم من لا يمتون للثقافة صلة أو وجود, فهم كالسراب يصبحون حين يُسلط الضوء عليهم .

 

القلم الحر ونقيضه... كلاهما ينزف والأهداف ليست واحدة  فالأول سابقه الضمير يُلوح برايةٍ تحكم بالعدل

 

,تختلط أنفاسه بقلم يشدو عمق الأمور بحرفية تحاور النفس النقية ,التي تعتبر هذا اللون من الأقلام استمرارية

 

وخلود.وأما الثاني سابقه التدمير بخدعة تحاور هدف ليبتاع لنفسه مكانة ومنصب فوق سطحيات الأمور ,يلعب في ساحة

 

يظن أنه مالكها ,يخفق في إختيار المؤيدين لإنتهاء لعبته الدنيئة التي بدأها بالحيلة والخداع .

 

قف أيها القلم حين يصطحبك من يخذلك فأنت عنوان لكل مثقف شريف ,قف حين ترتاع من سطور تلعن صاحبها ,

قف حين تخنقك أفكار الجهل وثقافة الأنا ,وأكتفِ بكلمة كفى ...كفى فأنا مستاء غريق لا أسمح بأحد يعبث في دمي

فالجرح يكبر حين أكون أسيراً لعبودية البشر المزيفون .الحبر حين يصرخ من إعدام القلم يكون عطش لكل كلمة حق تُبلل

جفاف الأوراق ,الحبر حين يضوج أرقا من عبث الأقلام يكون عزفاً  تُطرب منه الآذان .

حين يختبئ وراء العلم صفقة مدروسة تبقى كآلة جذب للضعفاء منا أو الفقراء ,وللأسف قد لا يستجيب الرفض منهم لأي قرار يُتخذ ظناُ أنهم غاية وليسوا وسيلة لكسب الأموال على أسماءهم الصغيرة التي هي كبيرة بالفعل ,فالصفقة لا تتم إلا عن

طريق هؤلاء من البشر .

عندما نُلخص حالة ما لذوي الأقلام المتخفية بأوجه غير وجهها الحقيقي نكون قد لخصنا للعامة ما يحصل الآن وراء الثقافة كستار يخفي حقائق كثيرة تعبث في نفوس البشر .