الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الحدث الاقتصادي | أثاث مستعمل من اليهود إلى الفلسطينيين

2016-11-03 07:31:19 AM
الحدث الاقتصادي | أثاث مستعمل من اليهود إلى الفلسطينيين
أثاث مستعمل (أرشيفية)

 

الحدث- علاء صبيحات

 

يخجل كثير من الناس اقتناء أثاث يد ثانية، أو "المستعمل" كما يطلق عليه بالعامية، في حين أنه غالبا ما يكون بحالة ممتازة للاستخدام، خاصة بعد تنجيده، ولا يكون الأثاث خاصا بشيء معين من أقسام البيت أو أنواع معين، كثلاجة مثلا أو  غسالة، أو طقم كنب، بل يشمل كل شيء كمطبخ كامل، فيه كل تفصيل صغير، أو غرفة جلوس أو غرفة نوم، أو طاولة سفرة، أو كرسي واحد، لا يعيبها إلا خدش صغير أحيانا، وغالبا لا يعيبها شيء، سوى أن اليهود في عيد الفصح، يجددون أثاث منازلهم، أو بعضه، فيبيعون القديم أو يتخلون عنه.

 

من أين؟

 

هناك تجار، يمتهنون نقل البضائع المستعملة، من داخل مناطق (48) إلى الضفة، ليتم تنظيفها وتجميلها وتنجيدها إن لزم الأمر، لتعرض للبيع في معظم المناطق الحدودية داخل الضفة الغربية، خاصة منطقة "عزّون" في محافظة قلقيلية، التي تعجّ بمثل هذه المحال يمينا ويسارا، بكل ما يحتاجه المرء من أثاث، وأجهزة كهربائية، وحتى شاشات عرض من اثنين وأربعين بوصة.

 

هذا ما يؤكده مالك المحل التجاري لبيع المستعمل في شارع نابلس بمدينة قلقيلة، يزن سعسع، وعند سؤاله عن مصدر هذه السلع، قال إنه يتم إحضارها وفقا لعدة طرقٍ من الداخل إما عن طريق عمال نقل، من قلقيلية مهمتهم تقتضي نقل أثاث منزلي من بيت إلى بيت، مقابل جزء من البضاعة كأجر، أو من خلال مزاد علني على هذه البضاعة، يشتريها الدافع الأكبر، ثم تنقل للضفة، على حد قوله للتنجيد والتغليف، ومن ثم العرض.

 

من هم المشترون؟

 

تقدم أكثر من طبقة اجتماعية على شراء هذه البضاعة، خاصة طلاب سكنات الجامعات، والمقبلون على الزواج، من كافة محافظات الضفة، كما يقول سعسع.

 

ويضيف: "قانون العرض والطلب هو ما يحدد سعر السلعة، وليس جودتها، فكلما زاد الطلب على نوع معين من الأثاث، ارتفع سعره طرديا، بصرف النظر عن جودته."

 

ويوضح: "يزداد الطلب على هذه البضاعة على حد قوله في فصل الصيف، نظرا لكثرة حركة النقل، وكثرة البضائع خاصة أن عيد الفصح يكون في شهر نيسان، أواخر الربيع ومستهل الصيف، و السبب الرئيسي أن معظم المقبلين على الزواج هم الزبائن الذين لهم الحظ الوافر في مثل هذه الصفقات."

 

قائمة الأسعار

 

تتفاوت أسعار السلع في سوق الأثاث المستعمل، بحيث يتراوح سعر الثلاجة من 800 شيقل حتى 2,000 شيقل، كما قال سعسع.

 

في حين يبدأ سعر المطبخ كاملا من 1,000 شيقل، أما غرفة النوم فيبدأ سعرها من 1,500 شيقل، وقد يصل سعرها الى 7,000آلاف، اذا كانت من نوعية مميزة وبحالة ممتازة، أما شاشات التلفاز تبدأ من 600 شيقل، وطقم الكنب يتراوح سعره من 1,500 شيقل حتى 4,000 شيقل، أما الغازات والأفران فيبدأ سعرها من 250 شيقل.

 

 خلاصة القول إن البضاعة المستعملة تكون أغلى حالاتها أرخص من البضاعة الجديدة الرخيصة، ولها ميزة النوعية الممتازة، لذا فهي الأفضل من حيث الاختيار، اذا ما قورنت ببضاعة جديدة وغير مضمونة.

 

غالبا ما يجعل التخلص من الأثاث غير المرغوب فيه، إلى أشخاص آخرين، مقابل مبلغ مادي معين، صفقة تجعل الطرفان رابحان، لكن هل ستكون ثقافة الأثاث المستعمل، خارج إطار العيب و"البريستسج"، أم سيبقى تأثير المجتمع على مثل هذه التجارة له كامل التأثير؟.