الحدث- علاء صبيحات
يكثر في مجتماعاتنا، ككل المجتمعات، إشاعات لا أصل لها من الصحة، للكثير من ما يتعلق بحياتنا اليومية، وقد تؤثر هذه الإشاعات على حياتنا بشكل جذري، بحيث أننا قد ندفع من صحتنا وأموالنا و وقتنا الكثير، في سبيل التخلص من عادة ما، اعتقدنا أنها قد تضر ببقائنا على قيد الحياة، أو حتى على قيامنا بواجباتنا، فالأصل التحقق من أي معلومة طارئة، لكن انتشار الإشاعة، على مستوى كبير، يجعلنا تلقائيا نؤمن بها ولا نتحقق منها، ونتعامل معها كخبر مسلَّم.
هوائيات الإتصال اللاسلكي تسبب السرطان
ما من إنسان إلا وسمع هذه الإشاعة، بل ونشرها على أنها مسلّمة، لكن في مقال نشرته منظمة الصحة العالمية في أيّار من عام 2006، أنكرت ذلك بشكل قاطع، بحيث يوضح المقال ما يلي "إن القلق السائد بشأن هوائيات محطات الهواتف الخلوية وشبكات الاتصال اللاسلكي المحلية سببه الاعتقاد بأن تعرض كامل الجسم للإشارات اللاسلكية التي تنبعث منها يمكن أن يؤدي إلى آثار صحية على المدى البعيد. حتى الآن فان الأثر الصحي الوحيد الذي تم التعرف عليه عن طريق الأبحاث العلمية يعود إلى الارتفاع في درجة الحرارة (أكبر من درجة مئوية واحدة ) نتيجة التعرض لكثافة إشعاعية عالية والتي تتواجد فقط في بعض المؤسسات الصناعية مثل المسخنات التي تعمل بأشعة التردد اللاسلكي. إن مستويات التعرض لأشعة التردد الراديوي المنبعثة من هوائيات المحطات الخلوية وشبكات الاتصال اللاسلكي هي متدنية جدا لدرجة أنها لا تتسبب في إحداث آثار حرارية معتبرة و بالتالي ليست لها اثار صحية على الانسان".
ويضيف المقال شارحا "في الواقع وبسبب ترددها المنخفضٍ فان جسم الإنسان عند التعرض إلى مستويات متشابهة من موجات الراديو والتلفزيون وإشعاع أبراج محطات الهواتف الخلوية فان الجسم يمتص الأشعة المنبعثة من البث الإذاعي FM والبث التلفزيوني بمعدل خمسة مرات أكثر من امتصاصه للأشعة المنبعثة من المحطة الخلوية (البث الإذاعي FM يعمل بتردد 100 ميغاهيرتز وتردد المحطات الخلوية حوالي 1000 ميغاهيرتز) كذلك يساعد طول الجسم في امتصاص موجات المذياع والتلفزيون بشكل أكبر، علما بأن محطات البث الإذاعي والتلفزيوني تعمل منذ أكثر من 50 عام فإنه لم يتبين أن هذه المحطات لها أية آثار صحية مؤكدة".
ليخلص التقرير فيما بعد إلى أن الإصابة بمرض السرطان لمن يسكنون حول الهوائيات، لا يتعدى كونه بسبب انتشارية مرض السرطان، فنظرا لانتشار الأبراج الهوائية في البيئة، فمن الطبيعي جدا إصابة أشخاص مِمَن يسكنون بجانب هذه الأبراج، فلو حدث أن أصيب كل من يسكن بجانب هذه الأبراج بالسرطان، أو معظمهم لأصبحت هذه الأبراج سببا، لكن كما يشير التقرير، فلا يوجد أي بحث علمي أثبت تسبب الأبراج الهوائية بشكل مباشر بالسرطان.
الفول يسبب الكسل والغباء
تؤكد أخصائية التغذية، شروق المالكي لـ "الحدث": "إن أكل الفول والحمص ينصح به، خاصة الأطفال، ذلك لأنه مصدر عالي من البروتين، فالبروتينات تحتاج فترة أطول، يصل لغاية ثلاث ساعات، في عملية الهضم."
وتضيف وهي تحتوي على الأحماض الأمينية، وهذا الأمر سيثقل على المعدة أكثر بقليل من الوضع الطبيعي، لذا فهو قد يسبب الخمول، لكن لا يسبب الكسل، ولا الغباء إطلاقا، بل على العكس تماما، البقوليات عموما، والفول والحمص تحديدا، يحتويان على فيتامينات "C"، وهي فيتامينات مهمة لعمل الأنزيمات في الجسم، لكن كما تؤكد انه لا يوجد رابط علمي بين أكل الفول، والغباء، وما الخمول بعد اكل الفول إلا لأن مدة الهضم أطول قليلا، فحدث الخمول، لا يتجاوز كونه عملية هضم لا أكثر.
أكل السمك مع اللبن يسبب تسمم
وتضيف أيضا أن هذه المعلومة خاطئة كلياً، فلا يوجد مصدر موثوق منطقي أو علمي، خاصة إذا ما علمنا أن السمك هو مصدر خاص بالبروتين، وكذلك اللبن، إلا في حالات يكون السمك أو اللبن فاسدان، فإن ذلك لا بد له أن يسبب التسمم، لكن في الوضع الطبيعي لا يوجد ما يربط بين التسمم وأكل السمك واللبن معا، وقد يكون الشخص نفسه، عنده حساسية من أكل السمك، أو من الحليب، لكن هذه حالات نادرة، وتختلف عن التسمم، وتؤكد أخصائية التغذية أنها ليست أكثر من إشاعة، ويجب نفيها.