الأحد  11 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص "الحدث"| رئة الضفة تعاني من العجز الجزئي

2016-11-14 11:31:17 AM
خاص
"احراج" جنين (أرشيف)

 

الحدث- علاء صبيحات

الأحراج رئة الضفة، خضراء تصفرّ بفعل الأجواء، وانتهاكات الاحتلال، واعتداءات القطع غير القانوني، كلّ منهم يقضم طرفا من مصانع الأوكسيجين، لينالوا من صحتنا ونقاء أجوائنا، غير آبهين إلا بالمصالح الشخصية حتى لو أدى ذلك لقلب الخضراء إلى صحراء، في حين أن الأحراج  تعاني من نقص في الأشجار أصلا في قرى جنين ومدينتها، مهما كان للأشجار من قيمة في صناعة الأوكسجين، وجعل الأرض التي بين هذه الأحراج متنزها، ومنزلا آمنا لطيور معذبة، وحيوانات خجولة، كل هذا لا يهم أيا من الانتهازيين.

 

إحصائية الأحراج في جنين

يقول رئيس قسم الغابات والمراعي في مديرية زراعة جنين المهندس بلال نزال، إن جنين تمتلك 52 ألف دونم حرجي في مناطق "A,B,C"، وتشمل هذه الإحصائية حرج "العمرة" المصادر بعد بناء جدار الفصل العنصري، حيث أن مديرية الزراعة في جنين تتعقب الأحراج في مناطق "A,B"، في حين أن مناطق "C" هي أحراج تابعة للإدارة المدنية، لكننا نحاول بجهودنا الشخصية متابعة هذه الأحراج، وتحويل المعتدين عليها بالقطع إلى القضاء الفلسطيني، فهي بالنهاية أشجارنا.

 

كيفية تدهور الأحراج

يؤكد نزال أن بعض الانتهاكات بحق الأحراج، تأتي من قبل اليهود، حيث أقام مستوطنتين أخليتا حديثا، وهما مستوطنتي "جنيم" و"كديم" في الأحراج الفلسطينية، وفي مستوطنة "كديم" قام الاحتلال بقطع 1500 شجرة كحزام أمني للمستوطنة.

 

وكذلك تحدث اعتداءات من قبل بعض أهالي المنطقة، خاصة في فترة الشتاء حيث تستخدم أخشاب الأحراج للتدفئة، فيتم قطعها من قبل هؤلاء الأشخاص، وتقوم مديرية زراعة جنين بملاحقتهم والقبض عليهم وتحويلهم للقضاء، ومديرية الزراعة تتابعهم خصوصا منذ شهر تشرين الثاني وحتى شهر نيسان تقريبا، فهذه الفترة تكون شديدة البرودة فيكثر الطلب فيها على الأخشاب.

 

يضيف نزال أن المشكلة الأساسية في نقص عدد أشجار الأحراج تعود إلى الرياح العاصفة، والأمطار الغزيرة، خاصة أن التراب في بعض المناطق يصل سمكه من 10 إلى 20 سم فقط، ولأن الأشجار الحرجية في غالبيتها مخروطية "صنوبر، وسرو"، وأعمارها تزيد على الستين عاما، فوزنها بالأطنان، لذا فما إن تهب رياح عاصفة وتتبعها أمطار، تسقط الأشجار التي تكون في أوج قوتها وعطائها.

 

كيفية التخلص من الشجر التالف

يؤكد لنا بلال نزال أن عملية التخلص من الأشجار تبدأ في آخر الشتاء، وتقوم المديرية بإحصاء الأشجار الجافة والساقطة بفعل الأمطار والرياح، فإذا كان عدد الأشجار كبيرا يتم الإعلان عنه في الصحف المحلية كمزاد للمعنيين، أما إذا كان العدد صغيرا فيطرح المزاد محليا، بعد أن يعلن عنه، ثم يأخذه الذي يدفع أكثر، ويبدأ بعمله تحت الرقابة حتى لا يتم قطع أشجار غير تالفة.

 

التشجير من جديد

يؤكد نزال أن زراعة الأشجار في الأحراج، مكان الأشجار التالفة كان منذ سبع سنوات قليلا جدا، حيث أنه كان يعتمد على مشاريع صغيرة تابعة لمؤسسات الـ"NGOS"، فكان عد الأشجار التالفة لا يقارن بتلك المزروعة في تلك الفترة، أما منذ بدء مشروع فلسطين خضراء قسم التحريج، منذ سبع سنوات تقريبا فقد تمت زراعة 1500 دونم في قرى جنين مثل جلقموس وبلعمة وعرانة ودير غزالة ويعبد والطرم وغيرها، وهي الآن في طور النمو.

 

ويقول نزّال إن تشجير هذه الأحراج قد اعتمد على أشجار الخروب والبلوط، لعدة أسباب أهمها أن هذا النوع من الأشجار على عكس المخروطيات، فجذورها وتدية، تحفر عميقا في الصخر قبل أن تبدأ بالنمو، حيث أن شجرة البلوط تُعِدّ جذورها لمدة أربعة أعوام، خصوصا أن طبيعة الأحراج في جنين هي مناطق شديدة الانحدار، والتربة غير سميكة، أما طبيعة جذور الأشجار المخروطية كالسرو والصنوبر، فهي جذور سطحية، وهي سهلة الوقوع، ولهذا تم زراعة الخروب بدل الصنوبر.