الأحد  28 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

(والصلحُ) أولـهُ كـلام/ بقلم: تيسير الزّبري

صريح العبارة

2016-12-06 11:17:54 AM

(والصلحُ) أولـهُ كـلام/ بقلم: تيسير الزّبري
تيسير الزّبري

 

من العلامات البارزة في خطاب الرئيس محمود عباس في جلسات المؤتمر السابع لحركة فتح الحديث عن ضرورة إنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني، وقد سبق ذلك تأكيد مجموعة من المتحدثين في الجلسة الأولى على ضرورات إنهاء الانقسام، وعلى أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية بمن فيهم كلمة السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس ".

 

عنوان هذا المقال مأخوذ من عجز بيت الشعر العربي ....والحرب أولها كلام؛ وما دام السيد الرئيس، هو المسؤول الأول عن العمل الفلسطيني، فمن حقنا (نحن) أن نتساءل لماذا لم يتم طي هذه الصفحة السوداء من تاريخ شعبنا، وقد مضت عليها السنوات العشرة الماضية، لكن إن تحققت المصالحة، وكما يقال أن تأتي متأخرة خير من أن لا تأتي؛ ذلك يعني أن إعادة الوحدة للصف الفلسطيني هي الكفيلة بإعادة الثقل للموضوع الفلسطيني بدلا مما هو عليه الوضع الراهن، وهي الكفيلة برفع المعاناة عن أهلنا في قطاع غزة، وإعادة الوحدة، وهي مفتاح الحلول لكافة قضايانا الداخلية بما فيها إعادة بناء وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية  وإشاعة الحياة الديمقراطية في الحالة الفلسطينية الداخلية.

 

في كل يوم نتأخر فيه عن تحقيق الوحدة فإن الوضع السياسي الفلسطيني الداخلي يزداد سوءاً، وكما هو الحال مع جبل الرمل، ففي كل يوم يزداد علواً وتصبح إزالته أكثر صعوبة، ولا يمكن أن ننهي كل الذي تراكم طيلة السنوات بضربة قاضية، أو توقع نتائج فورية يخرج علينا بعدها دعاة الانقسام صارخين في وجوهنا: "ألم نقل لكم". علينا العمل خطوة وراء خطوة، ولا ننتظر نتائج سريعة؛ فلدينا اتفاقات وطنية في القاهرة والشاطئ، وهي في انتظار خطوات تنفيذية والعمل على سد الفراغات بروح الإجماع الوطني، وليس بروح المحاصصة؛ كما جرى في محطات سابقة.

 

ومما يستحق التوقف عنده في خطاب السيد الرئيس أيضا؛ هو عودة الحديث عن دعوة المجلس الوطني للانعقاد، وهنا يجدر القول أن دعوة المجلس الوطني بقوامه الحالي دون تفعيل لجنة الإطار القيادي المؤقت لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية إضافة للفصائل الإسلامية قد تخلق إشكالات جديدة في الوضع الفلسطيني، وللتذكير فإن "الإطار القيادي المؤقت" كان قد جرى الاتفاق عليه في آذار من العام 2005 في القاهرة .

 

إنهاء الانقسام وفق الاتفاقات المجمع عليها لا يجب أن ينتظر انتخابات جديدة؛ بل إن من المفترض أن يتم في إطار حكومة وحدة وطنية تشارك فيها القوى الإسلامية، وهي التى تحضر لانتخابات تشريعية ورئاسية جديدة، وفي مدة زمنية متفق عليها وطنيا.

 

إنهاء الانقسام فعلياً من المفترض أن يتوازى مع خطوات داخلية لها علاقة بتمتين الجبهة الداخلية، ومن ضمنها التوقف عن إصدار قوانين مؤقتة (إلا في حالة الضرورة القصوى). كلما ابتعدنا عن تحقيق الوحدة الداخلية الفلسطينية، كلما ازدادت الأمور سوءاً كما هو الحال فى الكُثبان الرملية، ومن ضمنها ما تشير له المنظمات الحقوقية الفلسطينية من اعتداءات على الحريات وعلى المساس بالسلطة القضائية ....

 

حتى الآن لم تلق الدعوات ولا الاجتماعات المتلاحقة في أكثر من عاصمة الاهتمام من المواطن العادي، ليس لأن هذه الدعوات غير مهمة؛ بل لأن المواطن أصبح يشعر بالملل من كثرة المحاولات الفاشلة والتكتيكية؛ فهو –أي المواطن– يسمع ولا يرى طحنا، نأمل أن نرى طحنا من وراء هذه الدعوات الجديدة ...وكفى.