في غزة .. الصقيع يُتلف المزروعات ويُشعل أسعار الخضراوات

غزة- محاسن أُصرف

بعد أشهر طويلة من انخفاض أسعار الخضراوات والدواجن في قطاع غزة، عادت إلى الارتفاع مُجددًا، الأسباب لا تعدو التغيرات المناخية من تأخر للأمطار تارًة ووصول موجات الصقيع مبكرًا هذا العام تارًة أُخرى، الأمر الذي أنهى آمال العديد من المزارعين في الحصول على أرباح جيدة من شأنها أن تُعينهم على تلبية احتياجات أُسرهم.

يؤكد مزارعون لـ "الحدث" أن موجات الصقيع فاجئتهم هذا العام على غير موعدها المتوقع دومًا في يناير، وقالوا أن تبكير الصقيع دمر محاصيلهم من الخضراوات المزروعة في المناطق المكشوفة منذ شهري يوليو وأغسطس والتي كان من المتوقع جنيها في ديسمبر قبل دخول موجات الصقيع كالمعتاد.

وأفاد المزارع صدقي شاهين من بلدة خزاعة شرق محافظة خان يونس أنه تكبد خسائر كبيرة جراء موجة الصقيع التي جاءت مُبكرًا، ويُضيف رغم العديد من الإجراءات التي نصحتنا بها وزارة الزراعة إلا أن الخسائر كبيرة.

ويملك المزارع شاهين قرابة 15 دونمًا مزروعة بأصناف من الخضراوات كـ الكوسا والباذنجان والسلق والسبانخ، يقول :"جميعها تضررت وحُرقت أوراقها"، وبيّن أن موجة الصقيع كانت سببًا في ارتفاع أسعار الخضراوات في القطاع خلال الأيام القليلة الماضية وفقًا لمعادلة العرض والطلب.

ارتفاع غير مقبول

من جانبهم عبّر مواطنون في قطاع غزة لـ "الحدث" عن استيائهم من ارتفاع أسعار الخضراوات في الآونة الأخيرة وأكدوا أن الارتفاع يواجهه عجز في ميزانياتهم التي لم تعد تفي باحتياجاتهم الأساسية مُطالبين الجهات الرسمية في القطاع محاولة ضبط السوق.

وقال المواطن جمال وافي:"لا يُعقل أن يُحمل المواطن خسائر المزارع"، وبدا الرجل مستاءًا بعد عودته من السوق خالي الوفاض إلا بعض كيلوات من الخضار كالبطاطا والبندورة لافتًا أن سعر الكيلو من البطاطا تجاوز الـ 2.5 شيكل فيما البندورة بلغ سعر الكيلو ونصف منها 5 شيكل، وتابع :" أن العائلات التي عدد أفرادها كبير لا يُمكنها الاكتفاء بكيلو أو اثنين وبالتالي فهي مُطالبة بزيادة الميزانية المُخصصة لشراء الخضراوات أو تتجه للمعلبات".

وغير بعيد عنه كان المواطن أبو نبيل النجار يضرب كفًا بكف بعد أن سأل البائع عن ثمن الكيلو من الكوسا، يقول :"لقد وصل إلى 4 شيكل" وأضاف أنه بحاجة إلى 20 شيكل تقريبًا لشراء خمس كيلوات منها لتكون طعام غذاء له ولأسرته المكونة من 13 فردًا، وتابع أن هذا المبلغ إذا أَضيف له مُلحقات أخرى لإعداد وجبة "محشي" مثلًا يكون مكلف ولا يتناسب مع يومية عمله التي لا تتجاوز 25 شيكل في اليوم.

الزراعة تُفسر الظاهرة

بدورها وزارة الزراعة أكدت لـ "الحدث" أن الصقيع حالة مناخية طبيعية تحدث في كل عام وتؤثر بشكل كبير على جودة المزروعات، وأضافت على لسان حسام أبو سعدة رئيس قسم الخضار في الإدارة العامة للإرشاد بوزارة الزراعة بغزة :"أن وصول درجات الحرارة في ليل الشتاء إلى مستويات صفرية يُتلف النباتات أثناء النمو" مؤكدًا أكثر المناطق الزراعية التي تضررت من موجة الصقيع "جنوب القطاع"  الذي يكثر فيه الزراعات المكشوفة خاصة لمحاصيل الكوسا والباذنجان.

ويزرع قطاع غزة سنويًا قرابة 5 آلاف دونمًا من الباذنجان، ومثلهم آخرين من الكوسا غالبيتهم في المناطق المكشوفة الأمر الذي يُعرضهم لخسائر كبيرة، وبحسب بائعي خضار ومتسوقين في الأسواق الغزية فإن سعر الكيلو من الباذنجان قبل موجة الصقيع وصل إلى شيكل واحد والكوسا 2 شيكل فقط، مؤكدين أن الأسعار ارتفعت إلى الضعف بعد موجة الصقيع نظرًا لتلف المزروعات وزيادة الطلب عليها في ظل عرض أقل بكثير من المعتاد – حسب تقديرهم-

وفي ظل ذلك توقع المسئول أبو سعدة، أن تستمر الأسعار في الارتفاع خاصة في ظل توقعات الأرصاد الجوية بانخفاض درجات الحرارة ودخول منخفض جوي عميق الثلاثاء القادم، داعيًا المزارعين إلى محاولة تغطية مزروعاتهم بالإضافة إلى إشعال أكوم من القش داخل المناطق الزراعية المكشوفة لرفع درجة الحرارة، ناهيك عن ري المحاصيل من مياه الرشاشات والآبار واتخاذ التعليمات التي تُصدرها وزارة الزراعة لتجنيب أنفسهم خسائر طائلة.