الأربعاء  02 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما مدى جدية الإدارة الأمريكية الجديدة نقل سفارة بلادها إلى القدس؟

2016-12-16 06:41:17 PM
ما مدى جدية الإدارة الأمريكية الجديدة نقل سفارة بلادها إلى القدس؟

الحدث/ وكالات

تشهد دولة الاحتلال الإسرائيلي هذه الأيام حالة من الزخم، بشأن مدى جدية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب فيما يتعلق بنقل مقر سفارة بلاده من مدينة تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، وهي الخطوة التي من المتوقع، حال حدوثها، أن تشعل الأوضاع في الأراضي المحتلة والعالم العربي.

 

ويتزامن هذا الزخم مع اختيار ترامب للمحامي اليهودي ديفيد فريدمان، ليكون سفيرا للولايات المتحدة الأمريكية في إسرائيل، في خطوة فسرها البعض بأنها تأتي في إطار التمهيد لنقل مقر السفارة.

 

موقف اليمين واليسار

 

وأعربت أوساط سياسية يمينية متطرفة في إسرائيل عن ارتياحها الشديد عقب إعلان اسم السفير الأمريكي، ومن ذلك وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، رئيس حزب “البيت اليهودي” اليميني المتطرف، والذي علق عبر حسابه على موقع “تويتر” متمنيا النجاح للسفير فريدمان، الذي اعتبره من أكبر أصدقاء إسرائيل، ونشر صورة تجمعهما سويا.

 

وأثارت خطوة اختيار فريدمان في المقابل انتقادات واسعة بين أوساط يسارية إسرائيلية، رأت أن الخطوة تعني أن إدارة ترامب ستطلق العنان لحكومة نتنياهو لاتخاذ ما تراه من خطوات على الأرض، من شأنها أن تشعل الأوضاع بالأراضي المحتلة.

 

وأصدرت حركة “السلام الآن” الإسرائيلية اليسارية بيانا، انتقدت فيه الخطوة، وأعربت عن انزعاجها الشديد، معتبرة أن اختيار فريدمان “يعد رسالة مزعجة من جانب ترامب بشأن مستقبل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي”.

 

نقل السفارة لا محالة

 

لكن ما يثير الانتباه، حسب موقع "إرم نيوز الأردني" بخلاف تزامن ترشيح فريدمان مع الزخم بشأن مقر السفارة، ما كشفه موقع قناة 20 يوم أمس الخميس، حيث أكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد التقى مؤخرا عددا من وزراء حكومته وأجرى معهم حوارا مغلقا، أكد خلاله أنه تلقى تأكيدات من مستشاري ترامب بشأن خطوة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

 

واستعان الموقع بسبق حصل عليه الصحفي بن كسبيت، وهو أحد الصحفيين الإسرائيليين البارزين بصحيفة “معاريف”، ويعد من المنتقدين لسياسات نتنياهو، أكد خلاله أن رئيس الموساد يوسي كوهين التقى سرا مع مسئول كبير للغاية يعمل إلى جوار ترامب بشكل أساسي، وحصل منه على تأكيدات لا تقبل الشك بأن ترامب عازم بالفعل على نقل السفارة إلى القدس.

 

وحدد الصحفي موعدا محتملا لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وتوقع بناء على تصريحات منسوبة لنتنياهو استطاع الحصول على مضمونها، أن الخطوة ستتم العام المقبل، خلال احتفالات إسرائيل بمرور 50 عاما على ما تصفه بـ”توحيد القدس وتحرير يهودا والسامرة” في حزيران/ يونيو 2017، منوها أن هذا الموعد سيشهد “هدية” من جانب إدارة ترامب لإسرائيل.

 

وكشف بن كسبيت أن فريق تابع للرئيس الأمريكي المنتخب يعمل حاليا على التعرف على المناطق الأنسب بمدينة القدس المحتلة يمكن أن تصبح مقرا للسفارة الأمريكية.

 

وحدد هذا الطاقم بعض المناطق، ومنها على سبيل المثال “فندي ديبلومات” وعنوانه “1 شارع كفار عتسيون،  القدس الغربية”.

 

وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية التي أكدت نقلا عن رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات الخميس الماضي قوله: إن مبنى السفارة الأمريكية معد سلفاً حال إصدار الرئيس الجديد دونالد ترامب قراره بنقلها للقدس المحتلة. قد خصصت مساحة لنقل التوقعات التي يمكن أن تحدث في حال تنفيذ وعد ترامب قائلة: إن إقدام إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس المحتلة، ينطوي على انعكاسات خطيرة.

 

ونقلت " هارتس" مخاوف المعارضين داخل جيش الاحتلال وجهاز الأمن الداخلي "الشاباك" من أن تؤدي الخطوة لاندلاع انتفاضة جديدة بالقدس الشرقية، والضفة الغربية وحالة من الغضب داخل العالم العربي والإسلامي. وأضافت "هآرتس" أن نقل سفارة أمريكا للقدس سوف يضع علاقات إسرائيل بما تسمى الدول العربية المعتدلة كمصر والسعودية والأردن على المحك.

 

 أما المؤيدين للفكرة سؤاء داخل الحزب الجمهوري أو السواد الأعظم من الرأي العام الإسرائيلي، يميلون للقول إن هذه التنبؤات مبالغ فيها، وتنم عن الجبن، وتهدف لدفع الرئيس ترامب للتراجع عن اتخاذ الخطوة التي يرى بعض المؤيدين أيضا أن هناك ثمنا فادحا على إسرائيل دفعه، مقابل ما يصفونه بـ"الإنجاز التاريخي".

 

وأوضحت "هآرتس" أن نتنياهو سوف يحصد الكثير من نقاط التفوق، فسوف ينظر الإسرائيليون لقرار ترامب كحدث قومي هام، وإنجاز شخصي لنتنياهو، وسوف تثبت خطوة نقل السفارة صحة الموقف المتعنت للحكومة الإسرائيلية تجاه عملية السلام، وأن استمرار الاحتلال وتوسيع المتسوطنات وغياب حل سياسي لا يشكل عائقا أمام تحقيق إنجازات سياسية من الدرجة الأولى. بالنسبة لترامب ورغم ما تحمله خطوة كهذه من مخاطر سياسية، فسوف يحظى بمديح 25% من يهود أمريكا الذين صوتوا لصالحه، وكذلك الكثير من اليهود الذين صوتوا لغريمته هيلاري كلينتون.

 

 وسوف ينظر الأمريكيون المقتنعون أن السياسة المهتزة لأوباما أضعفت مكانة الولايات المتحدة في العالم وتحديدا في الشرق الأوسط للخطوة بعين الرضا. وترتبط الانعكاسات المتوقعة للخطوة بطريقة تنفيذها، فمن غير الواضح ما إن كانت إدارة ترامب تسعى لنقل كل السفارات والقنصليات الأمريكية للقدس، أم ستبقى موزعة بين تل أبيب والقدس، أو ما إن كانت واشنطن ستعلن أن النقل يمثل اعترافا قانونيا بسيادة إسرائيل على القدس الغربية، وهو ما رفضت الولايات المتحدة الإقدام عليه منذ قرار التقسيم في نوفمبر 1947، الذي قضى أن القدس "كيان منفصل"(corpus separatum).

 

من غير الواضح أيضا ما إن كانت واشنطن ستؤكد أن الاعتراف لا يشمل القدس الشرقية، وبذلك تعكر قليلا النشوة الإسرائيلية وتربك نتنياهو وحكومته، أو ما إن كان ترامب سيمضي حتى النهاية ويعترف بضم إسرائيل القدس الشرقية، ويعلن أن الولايات  المتحدة تعتبر القدس عاصمة أبدية موحدة لإسرائيل، مثلما يعد الجمهوريون اليهود منذ سنوات.

 

وكانت كيليان كونواي  المتحدثة باسم ترامب قد أعلنت هذا الأسبوع أن نقل السفارة الأمريكية للقدس يمثل "أولولية قصوى" للرئيس المنتخب. ورحب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالبيان، وقال من أذربيجان إن هذه الخطوة ستكون "عظيمة".