الأحد  25 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص "الحدث"| على حافة الموت.. تدخل البطل وأنقذ حياة الطفل أسامة

2016-12-20 10:09:33 AM
خاص
د. ليلى غنام تكرم مؤيد وضياء وتقدم هدية للطفل أسامة (عدسة المحافظة)

 

الحدث- أية داود

 

من جديد عاد الطفل أسامة ليمارس طقوس حياته اليومية، داخل المنزل، يحمل جهاز "الآيباد" ويشاهد أفلام الكروتن المفضلة لديه، أم خارج المنزل تحديداً في فناءه، عاد ليركل كرته بكامل عافيته، ومن جدار إلى جدار آخر تصطدم الكرة ويلحقها ذو السبعة أعوام، وصوت ضحكاته تملأ المكان.

 

أما أم أمير، فتشاهد طفلها الصغير من بعيد بعيون حائرة بين قلق وخوف مستمر على صحته، وبين فرحة عادت إليها من جديد، كما عاد هو من الموت قبل نحو أسبوع.

 

تروي السيدة عواشرة تفاصيل الحادث المروع الذي وقع قبل نحو أسبوع، عندما خرج طفلها الصغير إلى ساحة المنزل ليمارس هوايته المفضلة، كرة القدم، وعلى حين فجأة عم الهدوء المكان، وسكت أسامة قبل أن يكست ضجيج الكرة المتدحرجة بعيداً.

  

السيدة عواشرة في لقاء خاص مع "الحدث"، قالت أن قلب الأم أخبرها أن شيئاً غير طبيعي يجري في هذه الأثناء لأسامة، فسارعت إلى الخارج وكما توقعت لم تجده في ساحة المنزل، ولم تجده شقيقته التي هرعت تبحث مع والدتها خلف سور الجيران.

 

إذا أين أسامة؟

خلال عملية بحث سريعة قامت بها أم أمير وابنتها،  شاهدت تضاريساً غير مألوفة في ساحة المنزل، فتبين أن باب الحفرة الامتصاصية مفتوح.

 

"أنا من الخوف طلعت على أسامة برا البيت بدون غطاء على شعري، وأنا أدور عليه انتبهت أنو باب حفرة الامتصاص مفتوح، وعندما نظرت بداخلها، وجدت أن أسامة سقط بداخلها، ولم يبقى منه ظاهراً سوى طرف قدمه على سطح الماء" هكذا وصفت أم أمير الحادثة.

 

وتابعت "حاولت انقاذه لكن دون جدوى بسبب بعد المسافة، وعند البحث عن أحد يساعدنا في انقاذ أسامة، هرع شاب من قريتنا اسمه مؤيد غفري ويعمل في الكهرباء قريباً من منزلنا ومعه ابن أخيه ضياء، ودارت التساؤلات ما الذي يحدث.... إلخ"، عندها قالت أم أمير بصوت مرتجف: "إبني أسامة سقط بالحفرة".

 

هنا بدء الدور البطولي المحتم على مؤيد لانقاذ حياة الطفل أسامة، ماذا سيفعل؟ من أين يبدأ؟ وماذا يوجد بداخلها؟ وكم يبلغ العمق؟ لم يفكر بكل هذه الأسئلة قط، بل سارع وقفز داخلها.

 

يروي مؤيد لـ"الحدث" ما جرى معه داخل الحفرة بعدما قفز بداخلها، "وجدت كل ما فيها ساكن دون حركة، ولا يدل على وجود الطفل بداخلها، وكل ما بالحفرة معتم يصعب رؤيته".

 

عندما دقق مؤيد بالنظر وجد لون "سلفر" يدلل على جسم ما غارق بداخلها، وإذا به طرف من حذاء الطفل أسامة على بعد 3-4 أمتار منه، حاول أن يمد يده لإنقاذ الطفل ولكن دون جدوى بسبب بعد المسافة.

 

مؤيد، الذي اعتاد على الطيران خلال ممارسة هوايته المفضلة كرة الطائرة، هذه المرة مارس الغوص وقرر النزول إلى قعر الحفرة دون الإهتمام لحياته في محاولة لإنقاذ أسامة، وبمساعدة من إبن أخيه ضياء الذي مد له الحبل ليمسك به.

 

جرت المحاولة بصعوبة لسحب الطفل الذي كان عالقاً بسبب سحب مياة  الصرف الصحي لجسده، والذي بقي عالقاً ما بين الدقيقتين إلى ثلاث دقائق دون القدرة على التنفس.

 

لحظات سريعة مرت على الحاضرين كأنها سنوات، بعدما تم إخراج الطفل من الحفرة، فاقداً للوعي معدوم النبض ولا يتنفس.

 

حاول مؤيد من خلال الإسعافات الأولية التي قدمها للطفل إنعاش قلبه من جديد، وإعطاءه تنفس اصطناعي، واستمرت حالة الانعاش هذه مدة عشر دقائق حتى عاد أسامة لوعية، وقذف ما في جوفه من قاذورات على ملابس مؤيد.

 

 نقل أسامة إلى مستشفى ترمسعيا القريب، ومن هناك نقل إلى مجمع فلسطين الطبي، بعد تقديم الإسعافات الأولية له.

 

وخلال رحلة علاجية امتدت لنحو أسبوع، تم انعاش قلب الطفل أسامة من جديد، وتنظيف الرئتين، وإجراء الفحوصات الاحترازية له، وهو ما أشادت به أم أمير.

 

غادر أسامة المستشفى وعاد إلى الحياة

القدر شاء أن يتواجد في المنطقة بطل كالشاب مؤيد، إلا أنها رسالة إلى الآمهات، أن لا تغيب طفلها عنها مهما بلغ من شقاء، فدقائق معدودة كفيلة بأن تقذف به إلى الحياة الآخر.ة

 

أما عن مؤيد فقد نال من المجد ما نال بعدما كرمته محافظة رام الله والبيرة د.ليلى غنام، وهو ما فعلته أيضاً مختلف مؤسسات قرية سنجل شمال رام الله، وكان لضياء نصيب آخر من هذا التكريم.