الحدث- علاء صبيحات
الثمر المليء بالشوك، الذي يُزيِّن موائد المواطنين بعدما يقطف من المزارع بات تجارة تُدرُّ ما لا يقل عن 330 ألف شيقل يوميا على سوق الخضار المركزي في نابلس، كما كشف المحاسب هناك عنان بشكار.
وفي حوار خاص مع "الحدث"، أكد بشكار أن حجم تجارة "العكوب" بين مدينة نابلس شمالاً إلى جنوب الضفة الغربية تبلغ ما لا يقل عن 5 ملايين شيقل سنويا.
أين المزرعة؟
تتركز مزارع العكُّوب في جنوب الضفّة الغربية، وتتوزع على أصقاعها شمالا ووسطا، وتكون النسبة الأكثر بيعا في نابلس كما يذكر بُشكار، إذ يصل السوق المركزي للخضار في نابلس بشكل يومي 3 شاحنات كبيرة كل شاحنة فيها 3 أطنان على الأقل وكل سيارة ثمنها 110 آلاف شيقل على الأقل.
ويؤكد بشكار أن هذه الشاحنات الثلاث هي للسوق المركزي فحسب في حين تصل خارج السوق شاحنات كثيرة (لم يحدد عددها) من هذا الصنف تحديدا.
أين تذهب الأطنان؟
وعن سبب الكميات الكبيرة التي يُباع فيها العكُّوب في نابلس تحديداً قال بُشكار لـ "الحدث"، إن الأمر متأصل في نابلس لعدة أسباب أولها فائدته الصحية، وثانيها المباهاة في طبخه أمام الناس، حتى أن الضيف لمنزل نابلسي يُكبّرُ به عندما يُطبخ له العكوب.
كذلك هناك إشاعة تقول أن بعض النساء يبعنَ ذهبهن لشراء مخزون من العكُّوب، كما أفاد بشكار.
وفي غضون ذلك، قال بشكار إن المرأة في نابلس غالبا تخزِن ما بين 10 إلى 15 كيلوغرام من العكّوب، وهناك بعض النساء على حدّ قوله يمتلك "فريزر" خاص بالعكوب فحسب، فأهل نابلس يخزنون مالا طوال العام لشراء العكوب في موسمه من أجل الخزين والأكل في الموسم.
بشكار قال ضاحكا: "إن فتيات نابلس سيطلبن مهرهن عكُّوبا في يوم من الأيام".
ما ثمنه؟
يقول المحاسب في سوق الخضار المركزي في نابلس عنان بشكار لـ"الحدث" إن ثمن كيلو العكوب عند تاجر الجملة المباع لتاجر آخر يتراوح بين 7-12 شيقل.
وأوضح ذلك، أن سعر الكيلو المباع من "العكوب" يختلف بحسب تنظيفه، فمنه من يكون مليئا بالشوك لذلك ينخفض سعره إلى الحد الأدنى بحيث يباع كغم 7 شيقل، أما ما أزيل بعض أشواكه يكون سعره أعلى بشكل تدريجي ليصل 12 شيقل.
وعن سعره للمستهلك، أفاد أن البائع يزيد على المستهلك مبلغ 5 شواقل عن ثمن الكيلو الأصلي، وبالتالي في حال كان عكوبا ذو الـ7 شواقل فإن سعره في السوق للمستهلك يكون 12 شيقل.
وأضاف بشكار، أن بعض التجار من أجل تحقيقهم لربح أكبر يقومون بشراء شاحنة "عكوب" حمولتها 3 أطنان، ويبيعون نصفها في السوق بنفس الأسعار المذكورة سابقاً، في حين يقومون بتوزيع النصف الثاني على أُسرٍ تعمل مع التاجر في تنظيف "العكّوب"، ويدفع التاجر في هذه الحالة للأسرة 5 شواقل على الكيلو الواحد للأسرة، ثم يأتي في آخر النهار ويجمع عكوبه المنظف من الأسر ليبيعه في السوق خلال اليوم الثاني بسعر يصل إلى 40 شيقل للكيلو الواحد.
ما هو موسمه وكيف يحب أهل نابلس أكله؟
يجيب بشكار إن لذة العكُّوب تكون عندما يُطبخ في اللبن الطازج مع لحم الخروف، وأحيانا يُطبخ مع بيض الدجاج لكن له لذة لا مثيل لها في طبيخه مع اللبن.
أما عن موسمه فيبدأ منذ نهاية شهر شباط، وحتّى بداية شهر نيسان لما لا يزيد عن 40 يوماً لا أكثر، بحسب ما قال المحاسب بشكار، مضيفاً "يكون خلالها السوق يعجّ بالمشترين للعكوب، حيث تباع 12 طن منه خلال ساعتين من كل يوم، أما في آخر موسمه فإن الطلب يقل عليه لأنه يصبح أكثر قساوة ويفقد كثيرا من لذَّته".