السبت  04 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ماذا فعلت ريما بالضبط؟ / بقلم: نبيل عمرو

2017-03-21 10:22:58 AM
ماذا فعلت ريما بالضبط؟ / بقلم: نبيل عمرو
نبيل عمرو

 

وما الجديد الذي استحقت عليه وسام الشجاعة والبطولة؟

 

لم يكن العالم بحاجة الى تقرير الاسكوا كي يتعرف على ماذا تفعل إسرائيل بالفلسطينيين، وماذا تبيت لهم على المدى القريب والبعيد، العالم يعرف ان الاستيطان هو جريمة حرب وفق كل القوانين والأعراف السياسية والأخلاقية والإنسانية، واستمرار احتلال شعب آخر هو أيضا جريمة حرب، خصوصا اذا كان هو الاحتلال الوحيد المتبقي في القرنين العشرين والحادي والعشرين، والذي لا تخفي إسرائيل سعيها لأن يكون احتلالا دائما تحت مسميات وصيغ متعددة.

 

والعالم يعرف ان المستوطن ينعم بالماء الفلسطيني الى درجة الإهدار، والفلسطيني صاحب النبع يعيش على حافة العطش، والعالم يعرف ان ما بين إسرائيل المحتلة والفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال، ليس مجرد تمييز عنصري، بل هو افدح من ذلك، فهو قتل جماعي ووقف للنمو ومصادرة للمستقبل.

 

تقرير الاسكوا أشار باحترافية ومنهجية وبالمعلومات، الى بعض ما يعانيه الفلسطينيون، وبعض ما يرتكبه محتلوهم من آثام لا تتوقف.

 

السيدة ريما خلف بموقفها المتحدي قالت للعالم العربي كلمة واحدة "أمريكا ليست قدراً، وأمريكا يمكن ان تُفضح، وامريكا التي نصبّت من نفسها حارسا يحمي الظلم الإسرائيلي، يمكن ان يقال لها لا، ولكن بلغة الخبراء والمختصين ذوي المصداقية العالية".

 

ريما خلف كشفت للعالم ان أمريكا تسلب الفلسطينيين حق الشكوى، وتقول لهم وهي المدعية بأنها ستحل قضيتهم، إقبلوا بما أنتم فيه، وتلقوا الضربات في كل نواحي حياتكم وحاضركم ومستقبلكم، ونحن لكم بالمرصاد لو قلتم "أخ".

 

مندوبة إسرائيل في الأمم المتحدة اوفت بوعدها، وبدأت بممارسة دورها كحاجز عسكري انتقل من حزما لينتصب في نيويورك، هكذا وعدت كما وعد رئيسها ترمب بأن لا تسمح لكلمة واحدة بالمرور، اذا لم تكن تسبح بحمد إسرائيل، وها هي اوفت بوعدها والقادم سيكون أكبر.

لقد كسبت ريما خلف المعركة الأخلاقية مع أمريكا وإسرائيل، وأثبتت ان المجال واسعٌ امام كلمة حق تقال، وان المحسوم الأمريكي في نيويورك قد يسحب أوراقا نتيجة ضغط على الأمين العام، الا انه لن يمنع الحقيقة من الوصول الى العالم، الذي يعرفها غير انه بحاجة الى ان نظل نذكره بها.

 

العرب يملكون من أسباب القوة ما لا تملكه إسرائيل، ولكن ما معنى أسباب القوة اذا لم تقترن بالشجاعة والاقدام، الا ان ريما خلف فعلت وتحدّت وفازت، ولأن الشجاعة حين تكون على حق، هي الأقوى والابقى فقد خرجت ريما خلف من الوظيفة الضيقة والمكبلة بالقيود، الى فضاء أوسع جعلها في أيام المرأة العالمية بطلة العام بلا منازع.

 

 لن نقول لابنة فلسطين والأردن والعروبة والعالم الأخلاقي شكراً، فلسنا هنا في معرض توزيع الجوائز، بل نقول للذين يجلسون في سدة القيادة قلّدوا هذه السيدة وافعلوا ما فعلت، ففي هذا الزمن، العالم لا يصغي لغير الشجعان.