الحدث الإسرائيلي
في ظلّ الحديث عن تصاعد التوتر بين إسرائيل وجبهة جنوب لبنان، نشرت مجلّة "بلومبرغ" الأميركية تقريرًا مطوّلاً تحدّثت فيه عن قرار قضائي جديد يخصّ مخازن الأمونيا في إسرائيل، والعمل الحكومي لإيجاد حلولٍ بديلة له، للحؤول دون خسارة مئات الإسرائيليين لوظائفهم.
وفي التفاصيل، فإنّ معمل الأمونيا تملكه الحكومة الاسرائيلية وتديره شركة "حيفا للكيمياء"، وتضمّ حاوياته نحو 12 ألف طن من هذه المادة الكيميائية، بحسب متحدث باسم المعمل، لكن بعد الأمر القضائي الأوّل، فقد تمّ تجفيف الإنتاج باستثناء 400 طن، ليأتي القرار الجديد وينصّ على ضرورة إفراع الكمية المتبقية، مع مهلة أقصاها يوم غدٍ السبت.
فقد أصدرت محكمة إسرائيلية أمرًا بإفراغ حاويات الأمونيا الكيميائية السامة في مدينة حيفا، والتي يمكن أن تكون هدفًا لـ"حزب الله"، وأمرت بإقفال مخازن الأمونيا التي أسست منذ 31 عامًا، بناءً على تقرير صادر عن بلدية حيفا حول تصاعد المخاوف من انبعاث سحب سامّة يمكن أن تقتل 16 ألف شخص.
وذكّرت المجلّة بالتهديد الذي أطلقه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بأن يُقتل عشرات الآلاف من الإسرائيليين عبر استهداف الحزب لخزانات الأمونيا، خصوصًا وأنّه يمتلك ترسانة صواريخ ضخمة. وأوضحت المجلّة أنّه إذا ما ضرب "حزب الله" البارجة (السفينة محملة بالأمونيا التي تغذي المعمل)، فسوف يقتل مئات الآلاف.
يوسي موبرواسير، مدير مشروع في مركز الشؤون الخارجية في القدس، وباحث سابق في الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية، رأى أنّ هدف "حزب الله" من التهديد باستهداف خزانات الأمونيا، هو تحويلها الى أداة لبثّ الرعب في قلوب الإسرائيليين.
ونقلت صحيفة "هآرتس" أنّ الشركة تسعى الى الحصول على إذن بإعادة تعبئة الخزانات، فيما عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعًا مع مجموعة من خبراء المصانع والأمن، للوصول الى حلول بديلة من أجل تخزين هذه المادة الكيميائية.
وقال نير كانتور، مدير مؤسسة تابعة لجمعية المنتجين في إسرائيل: "المصانع تحتاج للأمونيا، وهناك مؤسسات ومستشفيات تحتاج لهذه المادّة بشكل يومي. لا يمكن أن نخسر هذا النوع من المعامل بيوم واحد"، ولفت الى وجود خيار واحد بديل في الوقت الحالي هو استيراد الأمونيا من الأردن.
مأزق المخازن
ومأزق المخازن الذي وقعت فيه إسرائيل، يعكس تصاعد التهديد لإسرائيل شمالاً، خصوصًا أنّ "حزب الله"، المنظمة العسكرية والسياسية كما وصفتها المجلّة، هدّد بقصف مخازن الأمونيا، وهو مكان هام جدًا للاقتصاد الإسرائيلي.
سحب الموت
الأمونيا تعدّ مادّة رئيسية في إنتاج الأسمدة وغيرها من الفوائد ويستخدم في المستشفيات وغيرها، ولكنّها تصبح سامّة جدًا عند تعرّضها للهواء، إذ ترسل إنبعاثات سامّة أو ما وصفته المجلّة بـ"سحب الموت".
وقال أحد المعلّقين للمجلّة: "لا تحتاج كي تكون عالم صواريخ لتُدرك أنّ وجود هذا المعمل السام في منطقة مكتظّة بالسكان ليس مكانًا جيدًا".
صراع عمالي
وكشفت المجلّة أنّ شركة حيفا للكيمياء التي تدير المخازن تملكها شركة فرعية لمجموعة ترامب، أسهها الشقيقان جول وإدي ترامب.
وفيما تضمّ الشركة 600 موظف في إسرائيل و200 خارجها، تقدّر مبيعاتها بـ700 مليون دولار.
من جهته، قال آفي نيسينكورن، رئيس مجلس إدارة الإتحاد العام لنقابات العمال الإسرائيلية: "نحن نتحدث عن سيناريو أشبه بكابوس، إنّها ضربة قاسية لإسرائيل"، ودعا لإيجاد حلول تمنع خسارة آلاف الوظائف.