السبت  27 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

دولة الإمارات الفلسطينية / بقلم رامي مهداوي

2017-04-08 10:55:18 AM
دولة الإمارات الفلسطينية / بقلم رامي مهداوي
رامي مهداوي

 

بسبب المجاملات الكاذبة بين السياسيين، وأيضاً بسبب المحاولات المختلفة من أجل الحفاظ على صورة النظام السياسي الفلسطيني المهترئ أمام المجتمع الدولي لا نشاهد الحقائق المختلفة التي تتشكل بأدوات مختلفة، مما يجعلنا نغوص بالتفاصيل تاركين الصورة الأكبر وهو ضياع جوهر القضية بأن الدولة الفلسطينية أصبحت سراب ومنقسمة على ذاتها من أجل الحفاظ على مصالح فئوية لا أكثر ولا أقل. فهل بدأنا دخول مرحلة جديدة من مراحل ضياع القضية الفلسطينية؟ بالتالي فرض تغيرات على أرض الواقع من حيث الخارطة الجيوسياسية.

 

منذ "خطة فك الإرتباط أحادي الجانب" عام 2005 التي نفذها رئيس حكومة الإحتلال الإسرائيلي أرئيل شارون، والإحتلال الإسرائيلي يهدف بشكل واضح بعزل قطاع غزة عن المشروع الوطني والتحرر، وإضعاف القيادة الفلسطينية بالعديد من الأدوات المحلية والدولية. فكان الهدف بعيد الأمد للإستراتيجية الصهيونية هو نزع القطاع من مفهوم "الدولة" وزراعة الضفة بالمستوطنات بالتالي إغتيال مشروع "الدولة".

 

نحن ساعدنا بإرادتنا تعزيز ذلك بشكل غير مباشر من خلال أدوات الديمقراطية التي استثمرها البعض من أجل آيدلوجيات مختلفة غير مدركين بأننا مازلنا تحت إحتلال. مما جعلنا كفلسطينيين حقل تجارب في كيفية رسم حدود جديدة ضمن مفهوم تقسيم خارطة الوطن العربي بما يتلاءم مع الشرق الأوسط الجديد المنقسم على ذاته.

 

وللأسف وقعنا في الفخ الصهيوني الكولونيالي، وخير دليل على ذلك ما تم بالماضي من جولات "المصالحة" في شتى العواصم العربية وغير العربية لتثبت لنا بأنها ليست سوى محاولات تجميلية للواقع القبيح المتمثل في المحطة السياسية التي وصلت لها القضية الفلسطينية، لا أحد يريد أن يعترف بأن مشروعه فشل، بل ونتشبث بأظافرنا على لحم المواطن المطلوب منه الصمود على حساب حليب طفله وقوت رزقه.

 

ما العمل؟ وهل علينا أن نجد مخارج منفردة؟ وتقديم أنفسنا كقرابين في مذابح مشروع تصفية المشروع الوطني وتقرير المصير؟ أم أن على كل لون وطيف تقديم وثائق جديدة تتلاءم مع المرحلة للحفاظ على ذاته!! وللأسف أصبحنا ننتتج أدوات ومسميات تتلاءم مع المرحلة متناسين الهدف الأساسي، مبررين ذلك بأن الواقع الحالي صعب تغييره، ونكتفي بوضع قضيتنا في سلة غيرنا لتفقيس مشاريع تركية وايرانية وأمريكية وروسية!!

 

من لا يسمع نبض الشارع الفلسطيني لا يستطيع رسم سياسات مستقبلية في كيفية مواجهة الواقع، ومن يراهن على الأجندات الخارجية سيخسر بجدارة، حان الوقت للتعامل مع الواقع قبل تقسيم ما تبقى منه تحت مسميات ومتطلبات مختلفة، فالقضية ليست بحاجة الى حكومات جديدة أو جولات مصالحة بقدر ما هو مطلوب الإجابة ماذا نحن نريد وكيف نحقق ما نريد؟ وربما نحن بحاجة الى إعادة صياغة المشروع الوطني؟ أم إننا استسلمنا وقبلنا دولة الإمارات الفلسطينية المتحدة وربما يريدها البعض غير متحدة، التي تكون كل إمارة فيها مستقلة عن الأخرى؟ وتكون كل إمارة تحت حكم ما؟ فيما تظل إسرائيل ممسكة بخيوط اللعبة ومسيطرة على الأوضاع الأمنية للحفاظ على ذاتها أولاً وأخيراً!!

 

 

للتواصل:                

 [email protected]

   فيسبوك RamiMehdawiPage