الحدث- محاسن أصرف
"والله قلبي حَنْ لطلتهم" هكذا نطق لسان والدة الأسيرين صلاح وفهمي أبو صلاح من شمال قطاع غزة في يوم الأسير الفلسطيني الذي يُصادف اليوم 17 نيسان2017، هذه المرأة وعشرات الأمهات جئن اليوم إلى ساحة الصليب الأحمر ضمن فعاليات يوم الأسير الفلسطيني للتضامن مع أبنائهم الذين يخضون إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على الممارسات اللا إنسانية والانتهاكات المتصاعدة بحقهم من قبل إدارة مصلحة السجون.
وعبّرت الأمهات في أحاديث منفصلة مع "الحدث" عن أملهن بانتصار فلذات أكبادهن لينالوا حقوقهم التي تمنعها عنهم إدارة السجون وعن أملهن أيضًا بإنجاز صفقة وفاء أحرار 2 على إثرها يتم تبيض السجون من الأسرى، لكنهم يُطالبون المُقاومة بوضع شروط إلزامية على الاحتلال تمنعه من إعادة اعتقال أبنائهم بعد التحرر.
إضراب مماثل
وكانت "أم ضياء الأغا" قد اتخذت زمام المبادرة بالإعلان عن الانضمام للأسرى داخل السجون وبدء معركة الكرامة معهم بالإضراب عن الطعام حتى نيل حقوقهم، والتحقت بها الكثير من الأمهات اللاتي وجدنّ في الإضراب السلوى لمشاركة أبنائهم وجعهم، تقول "الأغا" لن أتراجع عن الإضراب إلا بانتصار أبنائنا في السجون.
والسيدة "الأغا" فقدت بكرها "ضياء" أسيرًا منذ العاشر من أكتوبر عام 1992 ولم تفلح أي من صفقات التبادل في تحريره باعتباره محكوم مدى الحياة، وهو الحكم الذي تمنحه المحاكم الإسرائيلية لمن تتلطخ أيديهم من الفلسطينيين بدماء الإسرائيليين.
وتتهم "إسرائيل" الأسير ضياء الأغا بتنفيذ عملية فدائية في مستوطنة "جانيتال" بمجمع غوش قطيف الإسرائيلي الذي كان يجثم على الأراضي الفلسطينية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
تأمل والدته التي تحرمها إدارة مصلحة السجون من زيارة ابنها بين الحين والآخر تحت ذريعة المنع الأمني؛ أن يُحقق الأسرى غايتهم من الإضراب ويحصلون على أبسط حقوقهم الإنسانية التي يُحرمون منها، داعية الأمهات إلى مشاركتها في الإضراب نُصرة لأبنائهم خاصة في ظل الظروف المأساوية التي يعانوها، وأكدت أنها لن تعود إلى بيتها إلا بتحقيق أبنائها الأسرى مطالبهم العادلة.
فيما تُطالب والدة الأسيرين "صلاح وفهمي أبو صلاح" من شمال قطاع غزة كافة الجماهير الفلسطينية بمؤازرة الأسرى في السجون الذين يُقاتلون وحدهم السجان الإسرائيلي في معركة الأمعاء الخاوية، وقالت: إنّه من الواجب علينا مساندة الأسرى ودعمهم لينالوا حريتهم وحقوقهم".
على المقاومة أن تفي بالوعد
وعلى مقربةٍ منها افترشت والدة الأسير "خالد النجار" خيمة الاعتصام وبيدها صورة لفلذة كبدها الذي اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء العدوان على قطاع غزة يوليو 2014، تقول وعلامات الحزن بادية على ملامحها: "نُطالب كافة الجهات الرسمية والمقاومة الفلسطينية أن تخطو خطوات ثابتة في تحرير أبنائنا الأسرى بصفقة مُشرفة" وتابعت: " على المقاومة أن تفي بوعدها للأسرى وأن تضع الشروط التي تُلزم إسرائيل بالإفراج عنهم وتضمن لهم عدم الاعتقال مُجددًا بعد التحرر".
واعتقل الأسير "النجار" في ا25 يوليو 2014 بتهمة الانتماء والعضوية في حركة الجهاد الإسلامي والمشاركة في أنشطة تابعة للحركة، تقول والدته: "حُكم عليه بالسجن الفعلي 6 سنوات ويقبع في سجن ريمون" وتُضيف أنها منذ اعتقال لم تتمكن من زيارته إلا قليلًا جدًا.
وغير بعيد كانت والدة الأسير "بهاء الدين القصاص" تحتضن صورة ابنها "بهاء" المحكوم بالسجن 23 عامًا، تقول لقد أمضى منها 15 عامًا وأخشى أن ينقضي أجلي قبل أن تنقي مدته، تأمل السيدة من قادة المقاومة الفلسطينية التي تحمل على عاتقها هم الأسرى وتعمل على تحريرهم الإسراع في إنجاز صفقة جديدة يُحرر بمقتضاهم الأسرى ذوي الأحكام العالية، أضافت: " المقاومة أعلنت أن لديها الأدوات لتحرير الأسرى عليها الآن تنفيذ الوعود التي قطعتها منذ انتهاء حرب 2014".
وشددت أنها اليوم ستتعالى على آلامها ومرضها لتتضامن مع ابنها وكافة الأسرى داعية إلى الجميع إلى التضامن الإضراب عن الطعام حتي ينال الأسرى حقوقهم الإنسانية.
يُذكر أن أكثر من 1500 أسير فلسطيني شرعوا اليوم إضرابًا عن الطعام في كافة السجون الإسرائيلية للضغط على إدارة مصلحة السجون تحقيق مطالبهم ومنحهم بعض حقوقهم التي منعوها عنهم منذ 2006 وتتمثل في منحهم الفرصة للتواصل الإنساني مع أهلهم وذويهم عبر تركيب هاتف عمومي في كافة السجون والأقسام، وانتظام زيارات الأهل مرة كل أسبوعين كما كانت في السابق بالإضافة إلى السماح لكافة أقارب الأسير بزيارته والتصوير معه مرة كل ثلاثة أشهر وكذلك إدخال الأطفال من الأبناء والأحفاد ما دون الـ16 عامًا إلى الأسير وتمكينه من ملاقاتهم بشكل مباشر بعيدًا عن شبك الزنزانة، كما يُطالب الأسرى بإنهاء سياسة الإهمال الطبي وإخضاع الأسرى المرضى لإجراءات فحص دورية وتمكينهم من إجراء العمليات الجراحية اللازمة دون مماطلة أو تسويف، فهل سينجح الأسرى في انتزاع حقوقهم من إدارة السجن؟ وهل ستفلح المُقامة بإلقاء البشرى على أهالي الأسرى بعقد صفقة وفاء أحرار ثانية في القريب العاجل؟!