الأحد  19 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص "الحدث"| مكبات النفايات في رام الله والبيرة.. هل وضعت في برامج القوائم الانتخابية؟

5 ملايين شيقل تكلفة مكبات النفايات شهرياً

2017-05-08 08:58:57 AM
خاص
مكب نفايات


 

الحدث- يزن أبوسمية

 

تعاني محافظة رام الله والبيرة من مشكلة عدم وجود مكبات صحية للنفايات، يرافق الأمر انتشار واسع للمكبات العشوائية التي تسبب الضرر المتواصل للبيئة والإنسان.

 

ونتيجة لقلة وجودها، إضافة لعدم مطابقة هذه المكبات مع المواصفات النموذجية، تكبدت خزينة البلديات مبالغ طائلة، فلم يعد غريباً أن ترى النفايات على جوانب الطرقات، وفي شوارع الأحياء السكنية المكتظة، ويعود ذلك لعدة عوامل أبرزها رفض الاحتلال الاسرائيلي إقامة مكبات للنفايات على أي منطقة من مناطق "ج"، والإزدياد في البناء والاكتظاظ السكاني الحالي، مما يمنع إنشاء مكبات بالقرب من هذه المناطق السكنية، عدا عن المبالغ الكبيرة التي تنفق على خدمات إزالة النفايات.

 

وبحسب جهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني كان في العام 2014 (156) مكباً للنفايات منتشرة في أنحاء الضفة الغربية، منهم  ثلاث مكبات صحية إقليمية فقط.



22 عاماً من الرفض بسبب الاحتلال

مدير عام صحة البيئة في وزارة الصحة د. إبراهيم عطية قال، إن مكبات النفايات بحاجة لعمل شاق، وتحتاج لمساحات كبيرة من الأراضي الواسعة، وللحفر فيها بعمق كبير جدا، وتحتاج أيضا لدراسات، ويجب أن تتكون من ست طبقات عزل مما يجعل تكلفة إنشائها عالية.

 

وأضاف: "أن تكلفة عدم وجود مكبات تكلفنا 5 ملايين شيقل شهرياً".


وتابع، "منذ عام 1995 والاحتلال يرفض رفضا قاطعاً إنشاء مكب للنفايات في  محافظة رام الله والبيرة وخصوصا في مناطق "ج".

 

وأفاد عطية "كانت محافظة رام الله والبيرة قد قررت إنشاء مكب نفايات في منطقة دير دبوان، لكن أهالي القرية والمناطق المجاورة لها قاموا برفع قضية في المحكمة ضد إنشاء مكب للنفايات بسبب قربه من المناطق السكنية".


وأفاد عطية، "قبل ثلاث سنوات وافق الاحتلال على إنشاء مكب في منطقة "الفلد" شرقي قرية رمون والتي تعد ضمن مناطق "ج" ، حيث منع أهالي القرية حفاراً  تابعاً لوزارة الحكم المحلي بدأ الحفر في تلك المنطقة، حيث كان لديهم قناعة بأن هذا المكب سيستخدم للمستوطنات أيضا، مما أدى إلى وقوع مناوشات بين أهالي القرية وقوات الأمن التي رافقت الحفار".

 

وأكد عطية أن محافظة رام الله تعمل حاليا عدة دراسات لحل هذه الإشكالية الكبيرة.
 

وقال: "بعد اغلاق المكبات في محافظة رام الله والبيرة تقوم المدينتين باستخدام مكب زهرة الفنجان الواقع في مدينة جنين والذي بدأ تشغيله عام 2007 مما يزيد الأمر تعقيداً بسبب الحواجز الاسرائيلية والتكلفة الباهظة".



النفايات على هامش التخطيط الهيكلي 
 

من جانبه، بين رئيس بلدية سردا أبو قش رفعت أبو سمية، أن قضية مكبات النفايات هي العائق الأكبر أمام البلديات، فهي مشكلة لا تقتصر على بلدية معينة، إنما تخص كافة الوطن لعدم وجود مكبات للنفايات تابعة للمحافظات تعمل على إعادة التدوير، فمكب زهرة  الفنجان في جنين هو الوحيد في الوطن الذي لديه القدرة على إعادة التدوير، مما يكلف ميزانية البلديات التي تتعامل مباشرة مع مكب زهرة الفنجان مبالغ خيالية. 


وأوضح أبو سمية، أن المشاكل التي تواجه بلدية سردا أبو قش حتى توفر مكب للنفايات، أن جميع أرضيها تدخل ضمن المخطط الهيكلي، وبالتالي لم يأخذ بعين الاعتبار عند عمل المخطط الهيكلي للمنطقة أنها بحاجة لمكب نفايات.


وأضاف، حاولت البلدية أن تتوصل لإيجاد حل مع بلدية الزيتونة "المزرعة وأبو شخيدم" لكن المبالغ أصبحت تتراكم كل عام بحيث كنا ندفع ما يقارب ست آلاف قبل ثلاث سنوات والان ندفع ما يقارب 55 ألف.
 

وتابع، "بحال قمنا بالرفض لدفع هذا المبلغ سوف نواجه أزمة أخرى ربما تكلف البلدية أموال بشكل أكبر مما يجبرنا كل عام أن ندفع هذا المبلغ مع الارتفاع الذي تطلبة المنطقة المالكة للمكب".


وقال أبو سمية، "يجب على وزارة الحكم المحلي تفعيل مجلس خدمات موحد لإيجاد حل باسرع وقت ممكن، وحتى هذه اللحظة لم يتم انشاء مكب لمحافظة رام الله والبيرة  لاعتراض اهالي منطقة رمون على ذلك". 
 

"ولا ننسى قضية الاحتلال الذي يضيق الخناق على البلديات بحجة وجود مكب النفايات التابع لبلدية الزيتونة في منطة "ج" الامر الذي يجعلنا في توتر تحسباً من توجيه اخطار لاغلاق المكب بين ليلة وضحاها" بحسب ما ذكر أبو سمية.

 


مناطق "ج" العائق الأكبر

 
رئيس بلدية الزيتونة عبد الله لدادوة قال إن  "هذه قضية يصعب علينا البت فيها بشكل وحيد فهي مشكلة تواجة محافظة رام الله والبيرة كما تواجه كافة محافظات الوطن، فالاحتلال الاسرائيلي هو السبب الرئيسي في التضيق علينا في إنشاء مكبات نفايات، بلدية الزيتونة على سبيل المثال تقيم مكب نفايتها على منطقة "ج" الامر الذي يرفضه الاحتلال بشكل قطعي ومن المتوقع إغلاق المكب من قبل الاحتلال في أي وقت قريب.


وأضاف، أن المبالغ التي تدفع للمكب تذهب لصالح العمال القائمين عليه، كما تذهب لسيارات النفايات فهي بحاجة لصيانة دائمة.

 

وتابع، "في ظل عدم وجود مكب في محافظة رام الله والبيرة نحن نعمل جاهدين على مواجهة الاحتلال الذي يحاول اغلاق المكب".

 

مشاكل كثيرة عالقة، من ضمنها ما طرح حول مكبات النفايات ولكن إلى متى ستبقى هذه القضية عالقة دون حلول؟، مما يتسبب في زيادة  مكبات عشوائية للنفايات، التي تسبب ضررا للمواطنين وللبيئة، أم هل سنرى حلولا أخرى تمكن البلديات من إنشاء مكبات للنفايات؟، علما أننا على موعد قريب من الانتخابات البلدية، وهذه القضية غائبة تماما عن أذهان المرشحين للانتخابات البلدية، وخصوصا في حملاتهم الانتخابية.