الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

دلالاتٌ ووجع زدرافكو كيسيوف ترجمة وتقديم: خيري حمدان

2017-05-09 12:09:37 AM
دلالاتٌ ووجع
زدرافكو كيسيوف
ترجمة وتقديم: خيري حمدان

ولد الأديب زدرافكو كيسيوف عام 1937 في مدينة زافيت البلغارية، لكنّه أمضى جلّ حياته الواعية في مدينة روسي الواقعة على نهر الدانوب، حيث عمل في مجال الصحافة والتحرير الأدبي. شغل منصب رئيس نادي المثقفين والسكرتير الأول لاتحاد الكتاب في مدينة روسي خلال: 1976 – 1991. شغل منصب رئيس تحرير مجلة المناخ الأدبي "سفيتلوستروي خلال: 1982 – 1991. عضو في اتحاد الكتاب والمترجمين منذ العام 1970. 

 

صدرت له مجموعة من دواوين الشعر أهمّها، "إيحاء" 1962، "حوارٌ ذاتيّ" 1966، "دعوةٌ لأغنية 1972، "منظرٌ داخليّ" 1976، "وما زلتُ أحلمُ بتلّة" 1976، "وجعٌ ضروريّ" 1978، "علاماتٌ فارقة" 1985، "مخطوطةٌ سريّة" 1987، "شريعة" 2002، "صوتٌ سماويّ" 2002، "وقتٌ رجعيّ" 2007. ترجمت أعماله للغة البولندية، الرومانية، الأستونية، الإنجليزية، الروسية، اللتوانية، السلوفاكية وغيرها. شارك في العديد من المهرجانات الأدبيّة والشعريّة. نال الكثير من الجوائز الوطنية الرفيعة. مجموعاته الشعرية ضمن مقتنيات مكتبة جامعة أوكسفورد، هارفارد، مكتبة الكونغرس الأميركي وغيرها من المكتبات العالمية. توفي بتاريخ 23 يناير 2015 في مدينة روسي.

 

دلالات

ЗНАЦИ

 

لا يمكنُكَ أن تدركَ بعد

أنّ اللهَ ليسَ مصادفةً

قد حجبَ وجهَه عنكَ

هو بذلك يمتحنُ إيمانَكَ به

 

وفي الوقتِ نفسهِ

ترى العاقّ لا يفتأ

يقرظُ ويمتدحُ ذاتَه

كامرأةٍ مبتذلة

تخشى تجاهُلَكَ إيّاها

 

وترغبُ

ترغبُ بلهفةٍ

سلبَ روحَك.

 

تحذير

ПРЕДУПРЕЖДЕНИЕ

       

حينَ تتوجّهُ للخالِقِ بالصلاة

- يخبرُني الملاكُ

أنتَ بهذا تخاطبُه

وحين تقرأ الآياتِ المقدّسة

 

اللهُ بهذا يخاطبُك

إذا قمتَ بالخطوةِ الأولى

أو الثانيةِ على حدة

لن تبلغَ درجةَ التوحّدِ مع الله

 

- يقولُ لي الملاكُ

وربّما يتهيّأ لي ذلك.

 

شريعة

КАНОН

 

وريقةٌ بيضاء واحدة

كأنّها شفقٌ أبيض

على الطاولةِ في العتمةِ

 

لا تلمسوها

لا تملأوها بسقطِ الكلامِ

إذا كنتَ عاجزًا عن منحِها

قليلا من النورِ

يفوقُ نورَ بياضِ الورقةِ الفارغة.

 

صُبْح

УТРО

 

يبدو أن المنبّهَ انتظرَ لحظةَ

محاولةَ غلقَ جفنيّ المتعبيْن

ليهدُرَ محمومًا في ساعةِ الدُجى

مع أنّي بالكادِ تمكّنتُ من مدّ قدميّ

 

في خفّي المنزلي بهنأة

أشعرُ كيفَ يندسُّ كلّي ثانيةً

 

في حذاءِ الحياةِ القاسيةِ الصعبةِ

حذاءٌ حديديّ ثقيلٌ وصلب.  

 

جرح

РАНА

 

تلقيتُ الكثيرَ من الجراحِ حتّى يومِنا هذا

تارةً من صديقٍ وأخرى من غريم

تارةً في نزالاتٍ عنيفةٍ وأخرى دونَ مقاومة

 

لأتحوّلَ إلى جرحٍ كبيرٍ نازفٍ لا يبرأ

وباتتْ كلّ لمسةٍ حتّى العفويّة مصدرَ وجعْ

توجعني الضرباتُ والعناقُ يؤلمُني

 

والحقيقةُ والكذبُ المزري

توجعُني الموسيقى والصمتُ

والنورُ والعتمةُ توجعُني أيضًا.

كلّ مشاعري وجع.

لكنّي أفضّلُ أن يبقى جرحيَ نازفٌ لا يتعافى

فما أن يبرأ حتّى ينقلب إلى ضدِّهِ

قطعةً لحمٍ فائضةٍ دونَ مشاعر.

 

امرأة

ЖЕНА

 

ضئيلةٌ أنتِ في ساعاتِ الليل 

حتّى أنّكِ تتوهينَ بينَ أحضاني

وعندَ الصبحِ تمتطّينَ فجأةً

 

تكبُرين لتملأي البيتَ

وتبدأ مرحلةُ تكاثرِ الجمال

تتضاعفينَ مئة بل ألفَ مرّةٍ

تنتشرينَ في الحافلاتِ والشوارعِ والمباني

تقفينَ خلفَ الرفوفِ والأكشاكِ

وماكيناتِ الحياكةِ وغليِ القهوة..

أتعرفين، أفشلُ أحيانًا بالتعرّفِ عليكِ

لكنّي متيقّنٌ بأنّكِ أنتِ، الابتسامةُ

والإيماءاتُ واللفتاتُ ذاتها.

 

النظرةُ المداعبةُ الساحرة،

على أتمّ الاستعدادِ لاجتذابي

لا، لا أقوى على إشتمالِكِ

لا أقدرُ على ضمّك واستيعابك

 

وأنتظرُ على أحرّ من الجمرِ حلولَ الليل

لآخذكِ ثانيةً بينَ أحضاني

مع أنّكِ تتوهين فيّ دومًا

لتملئيني مجدّدًا

حتى الخليةِ الأخيرةِ في جسدي.