خاص "الحدث"| رغم تأكيد صرف الرواتب .. قلق يُساور موظفي السلطة بغزة من تكرار الخصم

الحدث- محاسن أُصرف

أكدت السلطة الفلسطينية بدء صرف رواتب موظفيها في المحافظات الجنوبية اليوم الثلاثاء مساءً عبر الصرافات الآلية وغدًا صباحًا في البنوك، إلا أن هذا الخبر لم يُدخل الاطمئنان على قلوب الموظفين الذين طال انتظارهم لرواتبهم منذ الخميس الماضي.

وسيطرت حالة من القلق على موظفين كُثر ممن سحبوا قروضًا لتسيير أمور حياتهم المعيشية، فهم يخشون أن تصل نسبة خصم البنوك لأقساط القروض المستحقة إلى 100% فيما آخرون يخشون أن تستمر نسبة الخصم من رواتبهم كما في الشهر الماضي 30- 60% الأمر الذي سيُعجزهم مُجددًا عن الوفاء بالتزاماتهم المالية لأسرهم وذويهم وسيُجدد تراكم الديون عليهم.

خشية من تكرار الخصم

وينتظر الموظف العسكري "محمد الصعيدي" حلول المساء ليأوي إلى البنط يتفقد راتبه لهذا الشهر، يقول: "لدينا التزامات متضاعفة هذا الشهر وخصم الراتب كما في السابق سيؤثر بشكل جلي على أوضاعنا المعيشية خاصة أننا على أبواب الإجازة الصيفية وشهر رمضان".

ويتلقى "الصعيدي" راتبًا بقيمة 2500 شيكل إلا أنّ ما صُرف له منها عن شهر مارس قرابة الـ 1200، عمد إلى توزيعها على كافة نفقاته المعيشية من مواصلات لأولاده في المدارس وديون على البقالة إضافًة إلى المصروفات المنزلية اليومية، وقال: إن المبلغ المخصوم حرمني وأسرتي من بعض الاحتياجات كإمداد المنزل بالكهرباء عبر الاشتراك بالمولد العام في الحارة التي أسكنها".

وبسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل يفوق الـ 18 ساعة يوميًا اضطر الموظف "الصعيدي" إلى الاشتراك بمولد كهربائي يمده بساعات كهرباء تصل إلى 12 ساعة بفاتورة شهرية 120 شيكلًا، لكنّه تخلى عنها مع خصومات الرواتب، ويخشى أن يُحرم هذا الشهر من احتياجات أُخرى.

وبدوره عبّر موظف آخر، من بلده بني سهيلا بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة عن خشيته من تكرار خصم الرواتب وبقيّم أعلى، خاصة في ظل تأخر صروفها لمدة أسبوع كامل عن موعد صرفها لموظفي الضفة المحتلة الخميس الماضي، وقال: "إنّه بسبب الخصم لم يتمكن من سداد دينه كاملًا للبقالة البالغ 700 شيكل فقط دفع جزء ورحل الجزء الآخر لهذا الشهر، كما أنّه عجز عن تقديم المساعدة المالية التي يُقدمها شهريًا لوالدته المُسنة وشقيقتيه اللتان تُعانيان إعاقة جسدية".

ليس لدينا علم

وبحسب "عارف أبو جراد" فقد أكدت وزارة المالية في رام الله، في اتصالٍ هاتفي معه على صرف رواتب الموظفين في المحافظات الجنوبية اليوم عبر الصراف الآلي وغدًا عبر البنوك، وقال أبو جراد لـ "الحدث" :" حتى اللحظة لا يوجد معلومات مُؤكدة عمّا إذا كانت  الرواتب منقوصة كما حدث في شهر مارس/ أذار الماضي، أو كاملة وفقًا لتطمينات سابقة" ، وتابع كذلك نسبة خصم الأقساط المستحقة على الموظفين المقترضين لا معلومات رسمية قيمة ما سيُخصم.

وأشار" أبو جراد" إلى أنهم سابقًا حصلوا على تطمينات بصرف رواتب الموظفين لشهر أبريل/ نيسان كاملة إضافًة إلى ما تم خصمه عن الشهر السابق، وقال:" الساعات القليلة القادمة هي من ستحمل الإجابة".

يُذكر أن خصم الرواتب أثر على الحالة الإنسانية والمعيشية للموظفين وأعجز غالبيتهم عن تلبية احتياجات أسرهم بنسب متفاوتة وفقًا لقيمة الخصم والتي تراوحت بين 30-60%، ما دعا آلاف الموظفون إلى الخروج في مسيرات احتجاجية على الخطوة العقابية التي بررتها السلطة وقتها بأنها تأتي ضمن خطة التقشف المالي التي أقرتها الحكومة، فهل سيعودون لميدان الاحتجاج مُجددًا إذا ما تأكد الخصم؟!