الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

إضراب الأسرى والاستسهال... كتب: أحمد زكارنة

2017-05-16 01:51:42 PM
إضراب الأسرى والاستسهال...
كتب: أحمد زكارنة

الأسهل لكل منا، أن يسجل موقفه من اضراب الأسرى على مواقع التواصل الاجتماعي، ويأكل..

تماماً كما هو الأسهل للقائد السياسي، أن يعلن عن تضامنه ودعمه لأمعاء اسرانا في خيمة واحدة في كل مدينة على الأقل، شرط أن تتواجد الكاميرات كي تسجل هذه اللحظة التاريخية، خاصة والبلاد باتت على متن عدسة هنا وأخرى هناك.

 

والأسهل من السهل، لدكاكين المجتمع المدني وأقصد ما تسمي أنفسها بـ "NGO" التي تحصد رواتبها باسم المعاناة الفلسطينية، أن تفتح صفحات على موقع الفيس بوك باعلانات ممولة، فقط لتقول: إنها مع جوع الأسرى، كحق إنساني تعترف به الأعراف والقوانيين الدولية والإنسانية - بصرف النظر استشهد الأسير أم انتصر- لا يهم، المهم إن فاتهم موقفنا وأعني "الأسرى"، تذكروا أننا هنا كنا.

ويمكنها في الطريق أن تصغ بيان إدانة للسلطة، لعدم اخراجها للمقاتلات الحديثة والقديمة كي تحرر الأسرى من قبضة المحتل وليكن ما يكون.

 

ومن المهنية أن تعمل وسائل الإعلان، وأقصدُ "الإعلام" رسمية كانت أو خاصة، على فتح موجات متواصلة عن إضراب الأسرى، لا يظهر فيها سوى بعض اغنيات فناني الدرجة العاشرة وهم يصدحون بالأصوات الغليظة والشعارات الرنانة "كرامة اسرانا عنوان عزتنا"، عوضاً عن فتح موجات تتحدث باللغات الحية والميتة بلغة انسنة الأسير المضرب، لا بطولاته التي وإن تعاظمت ستبقى بطولة إنسان من لحم ودم.

 

ويمكن لكتاب "الفيسبوك" وعوضاً عن مشاركتهم الميدانية، تسجيل تفرّدهم في التلصص على كل تفاصيل المشهد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتظير حول فداحة الخراب بفلسفة يسارية تقدمية اهلكها الزمن، برغم أن يسار بأكمله كمن "خرج ولم يعد".

 

والأسهل من الإسهال، أن يمارس البعض منا فعل الكتابة في جردة حساب كتلك التي تقرأون عبر شاشاتكم الآن، فقط لنرضى أنفسنا، فلا " ننصتُ لأمِّ تحجُّ لابنٍ تبرأ منّا/ من صاحبِ المقهى/ من النادلةِ/ من الزبائنِ والمارة/ من السيدِ والعبد...

هنا حيث الوقتُ أثرُ الفوضى/ خطى الخراب/ نعزفُ ونغني لوطنٍ، يُخطئُ في إعرابِ: "مــن نحــن".

 

* إشارة أولى: الصورة المرفقة لخيمة الاعتصام، والميدان خالٍ من عدسات الكاميرات...

*إشارة ثانية: يقول النفّري في مخاطباته: يا عبد قد رأيتني في كل قلب، فدل كل قلب عليّ، لا على ذكرى، لأخاطبه أنا فيهتدي، ولا تدله إلا عليّ، فإنك إنْ لم تدله عليّ، دللته على التيه، فتاه عني وطلبتك به".

*إشارة أهم: لنشد خيط الأنانية الذي تراخى علينا أن نكرر السؤال: من نحن؟؟؟.