الثلاثاء  30 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مروان والقيادة

2017-05-17 05:22:49 PM
مروان والقيادة
مروان البرغوثي

بقلم: نبهان خريشة*

 

مروان البرغوثي لديه كل الاسباب التي تقوده للشك في موقف القيادة السياسية منه، فهي من رفضت الطلب (مجرد الطلب) من الاسرائيليين اطلاق سراحه اثناء مرحلة "شهر العسل" مع الاسرائيليين في الفترة بين عامي 2005 و 2009 ، واهمالها لمواقفه على امتداد 15 عاما من اعتقاله.

 

وذهبت القيادة لأبعد من ذلك خلال اضراب الاسرى عن الطعام 2017 بمحاولتها الالتفاف على قيادته لهذا الاضراب، من خلال فتحها قناة تفاوض مع اسرائيل لتسوية ازمة الاسرى المضربين عن الطعام، لا لسبب سوى عدم تحقيق الاسرى انتصارا ينسب لمروان، ما قد يعزز شعبيته في اوساط الشعب الفلسطيني ويجعل منه المرشح الاقوى لتولي قيادة الشعب الفلسطيني.

 

وربما تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن في المؤتمر الصحفي الذي عقد في مركز الاعلام في رام الله يوم الثلاثاء 16/5/2017 تؤشر بوضوح الى المفاوضات التي تجري من وراء حجاب بين السلطة واسرائيل لتسوية ازمة الاسرى المضربين.

 

يقول محيسن حرفيا: " ما يجري ليس مفاوضات، هي عبارة عن حمل رسائل الاخوان قادة الاضراب التي يعبر عنهم الاخ مروان البرغوثي للجانب الاسرائيلي ... وكان اتفاق ان يتم التفاوض دائما مع الاخ مروان .. حاليا الاخ مروان يقول إن الأهم لدينا هو المطالب، فاذا اسرائيل استجابت لهذه المطالب فان القيادة السياسية التي تجري اتصالات مع الجانب الاسرائيلي (وكما قلت اتصالات من اجل حمل الرسائل) فالاخ مروان عند ذلك سيأخذ قراره بفك الاضراب".

 

من يقرأ هذا التصريح او يستمع اليه يخرج بنتيجه انه يحمل في طياته تأكيد ما حاول محيسن نفيه، فليس صحيحا ان اسرائيل لا تعلم بمطالب الاسرى التي نشرتها كافة وسائل الاعلام المحلية والاقليمية والعالمية والاسرائيلية قبل بدء الاضراب في 17نيسان 2017 ، كما ان مطالب الاسرى ثابته لم تزدد او تنقص خلال فترة اضرابهم، وهي ليست بحاجه لساعي بريد !! ..

 

والقول بان القياده تحمل رسائل الاخوان قادة الاضراب للجانب الاسرائيلي لا يتمتع بالمصداقية لأن الاسرى مصرون على ان تجري المفاوضات مع قادة الاضراب بزعامة البرغوثي مباشرة !! وربما يجادل البعض أنه لو كان للقيادة موقفا من مروان فلماذا طرحته مرشحا لعضوية اللجنة المركزية لحرركة فتح في انتخابات المؤتمر الحركي الاخير؟

 

الجواب على ذلك يتلخص بأن القيادة لم تكن راغبة في الماضي ولا اليوم ولا في المستقبل بوجود مروان في صفوفها ولكنها مضطرة لذلك لثقله في صفوف حركة فتح ولوزنه الوطني في اوساط الشعب الفلسطيني .. ولكن القيادة لا ترى مشكلة في ان يكون "مزهرية" على طاولة مركزية فتح ليس الا !!

 

نبهان خريشة- صحفي فلسطيني