الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص "الحدث"| أزمة الفكة حالة موسمية تزور أسواق القطاع كل عام

2017-05-18 03:06:34 PM
خاص
تعبيرية

 

الحدث- محاسن أُصرف

نصف ساعة وأكثر من الزمن قضتها الفتاة "نور يحيى" قبالة موقف السيارات بانتظار أن تُقلها أيّ من سيارات الأجرة من مكان مسكنها في خان يونس جنوب قطاع غزة إلى مدينة غزة مكان عملها لكن دون جدوى، ما أصابها بحالة من الغضب، تقول: " السائق يشترط أن تكون الأجرة "فكّة" بالعملة المعدنية وهو ما بات صعبًا في الأسابيع الأخيرة" وتُضيف أن الفئة النقدية التي كانت تحملها لم تتجاوز الـ 20 شيكلًا ومع ذلك لم تستطع أن تجد صرافة لها.

 

ولا يبدو حال الفتاة "نور" استثنائيًا بل عاديًا خاصة في ظل تجدد أزمة الفكّة في مثل هذه الأوقات في كل عام، إذ يُقبل الباعة والتُجار في الأسواق الفلسطينية إلى تخزين الفكّة قبل شهر رمضان أملًا منهم في عدم تعطل تجارتهم وحركة البيع والشراء في حوانيتهم.

 

يؤكد "أبو مؤنس" 55 عامًا من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، أنّه يحاول جاهدًا توفير القطع النقدية المعدنية في بقالته الصغيرة كي لا تتوقف عملية البيع والشراء لديه خاصة قبل أسابيع من شهر رمضان المبارك والمواسم الأعياد، لافتًا أن الحركة التجارية في هذه الأوقات هي وسيلة الإنعاش الوحيدة التي تُحي بقالته وتعوضه الكساد الذي يُواجهه على مدار العام.

 

الرجل الذي يستقر حانوته على الجهة اليُمنى من دوار أبو حميد شرق المدينة، أكد لـ "الحدث" أنّه لا يمل من توفير الفكّة للزبائن بغية المحافظة على استمرارهم بالشراء منه، فهو يُعيل أسرة من 14 فردًا واحتياجاتهم تتزايد في شهر رمضان إضافًة إلى إصراره على زيارة الأرحام وتقديم هديا رمضان، يقول: "كل ذلك يحتاج إلى دخل مستمر لا يُمكن توفيره بتنفير الزبائن بعدم وجود الفكّة".

 

وفي مركز المدينة كان الفتى "عبد الله" يُحاول أن يجد صرافة 10 شواكل من أجل أن يُعيد 9 منها لأحد الزبائن أراد أن يشترى منه بعض ما يبيع من "النعناع" يقول:" طول اليوم وأنا بتنقل من محل لمحل عشان الفكّة فأحيانًا أحصل عليها وأحيانًا لا"، ويُضيف أنه يُوفر قرابة الـ 30 شيكل فكّة في جيبه قبل أن يذهب إلى نقطة البيع في وسط المدينة مقابل كراج السيارات، لكنها سرعان ما تختفي.

 

ويُعيل الفتى عبد الله والدته وشقيقته المريضة بعد أن توفى والده قبل عامين بجلطة قلبية، يؤكد أنّ الأزمة تتجدد في المواسم من كل عام قُبيل رمضان والعيد والعودة إلى المدارس، يقول: "اعتدت على ذلك وأحاول جاهدًا أن أوفر الفكة من البقالات الصغيرة أو بائعي الدخان القريبين من المنزل قبل الذهاب إلى العمل".

 

إضرار بالتعاملات التجارية

والحال مختلف قليلًا لدى البائع "أبو حمزة بلبل" 28 عامًا، فقال: "إن عدم توافر الفكّة واختفاؤها خلال المواسم يُضر كثيرًا بالتعاملات التجارية، مؤكدًا لـ "الحدث" أنّه ومع اقتراب رمضان لم يتمكن من تصريف بضاعته إلا قليلًا" وقال: " بعض الزبائن يأتي بورقة نقدية بقيمة 100 شيكل فيما لا تتجاوز قيمة ما يشتريه الـ 20 شيكل، يتساءل من أين سآتي بـ80 شيكل فكّة".

 

ويضطر البائع بلبل إلى رفض عمليات شراء من قبل مواطنين لا يمتلكون الفكة أو قطع نقدية يُمكن تصريفها سريعًا، مطالبًا الجهات المعنية العمل على توفير الفكة وعدم تخزينها رحمًة بالباعة والمواطنين- على حد تعبيره-

 

بدوره أرجع "معين رجب" الخبير في الشأن الاقتصادي سبب أزمة الفكّة المتجددة بغزة في نفس الوقت من كل عام إلى نقص العرض الكلي من السيولة النقدية مقابل زيادة الطلب عليها من قبل الناس لتأمين احتياجاتهم، وأضاف: أن الاحتلال الإسرائيلي غالبًا ما يُعمق الأزمة بإعاقة وصول الأموال النقدية إلى القطع بالإضافة إلى عجز البنوك في غزة أحيانًا عن شحن الأموال من إسرائيل إلى القطاع وبالعكس، وتابع أن الحل إدخال السيولة النقدية بالإضافة إلى توجيه كبار التجار بعدم احتكار الفكّة.