الأحد  05 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

رمضان رقم 11.. شو أخبار غزة؟

2017-05-19 07:03:02 AM
رمضان رقم 11.. شو أخبار غزة؟
تعبيرية عن قدوم رمضان

 

أحمد بعلوشة

 

عشر سنوات تعيش فيها غزة حالة استثنائية تمخضت عن أحداث الانقسام عام 2007، ما أدى تدريجياً إلى عزلها عن المدن الفلسطينية الأخرى، وأبعدها عن التواصل مع العالم الخارجي الذي يفصلها عنه حصاراً ومعابر وانقسام سياسي ومجموعة من الأزمات التي فاقمت من عزلتها وغيرت من معالمها.

 

كيف تستقبل غزة رمضان هذا العام؟

 

تقول نور ابراهيم (34 عاماً)، أنَّ الأمور خلال السنوات الأخيرة لم تتغير كثيراً عليها، وتوضح لـ "الحدث": " هي مثل كل عام، لكن بميزانية أقل وقلق أكبر، شهر رمضان شهر له طابعه واحتياجاته الخاصة، لكن باعتقادي أنَّ هذا العام قلّ شغف الناس تجاه العادات الرمضانية لأسباب مادية ونفسية، وبدأت الأسر بالاستعداد لهذا الشهر بطريقة مختلفة خالية من المغالاة وأكثر تصوفاً من النواحي الغذائية".

 

وحول ما إذا كانت أجواء رمضان ما زالت موجودة بشكلها الكلاسيكي، أم أنها تغيرت، تتابع نور: "الأمور تغيرت جداً، في السابق كانت الأجواء حقيقية، الحالة النفسية للشعب بأكمله تغيرت، ولم يحدث ذلك اعتباطاً، وإنما جاءت هذه الحالة بعد سلسلة من الحروب والتضييقات الأمنية والتجارية على الشعب بشكل كامل، كان رمضان بمثابة مكافأة إنسانية ونفسية سنوية، إلا أنَّ الأوضاع جميعها لم تعد مثل السابق".

 

من جهته، يرى خالد فرحات (25 عاماً) أنَّ "الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها سكان القطاع أثرت على مقدرتهم الشرائية بشكل عام، وهذا سيؤثر بشكل كبير على مقدرة العائلات الغزية على توفير احتياجاتها خلال الشهر"، ويتابع فرحات "هناك أمور سليقية وتلقائية لدى الناس تدفعهم لأنَّ يواكبوا شهر رمضان حتى وإن فاقت هذه المواكبة قدرتهم الشرائية إلا أنهم يحاولون خلق أجواء إيجابية وروحية تُخرجهم من الحالة الصعبة التي يمرون فيها".

 

أما نور، فتعتبر أن الوضع السياسي أعدم الكثير من التفاصيل الرمضانية، بالإضافة إلى أنَّ إغلاق المعابر التجارية ضيّق الخناق على السلع وضاعف من سعرها، وصارت الموارد الأساسية تسبب ارتباكاً لأرباب العائلات "لقد ضيّقوا الخناق بشكل حقيقي، وصار الشهر الفضيل بالفترة الحالية أوجع من أي وقت مضى".

 

وفي السياق، يفيد رئيس دائرة الإعلام في غرفة تجارة وصناعة غزة الدكتور ماهر الطباع لـ "الحدث" بأنَّ "رمضان يأتي في ظل اشتداد الحصار المطبق على قطاع غزة الذي تعرض خلاله لثلاث حروب في أقل من خمس سنوات، ما أدى إلى نشوء أزمات عديدة يمر بها القطاع".

ويردف الطباع: "اليوم حين نتحدث عن شهر رمضان، فإنَّه العام الحالي في أسوأ ظروفه تقريباً، حيث ارتفاع معدلات البطالة التي تصل إلى 41% حسب مركز الاحصاء الفلسطيني، بوجود أكثر من 200 ألف عاطل عن العمل، إضافة إلى ارتفاع معدلات الفقر والفقر المدقع بنسبة تصل 65%".

 

"ما يزيد عن مليون شخص في قطاع غزة يتلقون المساعدات من الأونروا والمؤسسات الإغاثية الأخرى" يقول الطباع، مضيفاً: "المواطن غير قادر على تلبية احتياجاته الأساسية، والضربة القاسمة كانت خصم رواتب الموظفين بنسبة تتراوح بين 30 إلى 50%، وقد طالت هذه الخصومات طبيعة العمل، وبعض أصحاب الوظائف العليا الذين تجاوزت نسبة الخصم لديهم 40%؛ ما أثر على اقتصاد قطاع غزة الذي يعتمد بالدرجة الأولى في ظل الحصار على رواتب موظفي السلطة الفلسطينية في تحريك وتنشيط الأسواق لعدد محدود من الأيام".

 

ويؤكد الطباع أن المبالغ التي تم اقتطاعها من رواتب الموظفين كانت تمثل بالأصل الأموال التي كانت تخرج من البنوك إلى الأسواق بفعل القروض، وبالتالي لن يكون الموظف قادراً بعد خصم القروض والمستحقات على تلبية احتياجاته الأساسية.

 

أما على صعيد الأنشطة الاقتصادية، فيوضح الطباع أنَّ "قطاع غزة يعاني من أزمة كهرباء خانقة وصلت فيها ساعات الوصل إلى 3 ساعات يوميا،ً وهذا يؤثر على كافة الأنشطة الاقتصادية وعلى المناحي الحياتية الأخرى. نحن نتحدث عن أزمة رواتب، أزمة كهرباء، أزمة معابر، غير أنَّ الأزمات الجديدة تنسي المواطن الأزمات القديمة، الأمر الذي قلل من سقف التمنيات والتوقعات".

 

ويبين الطباع أنه ومع دخول شهر رمضان فإنَّ "النقطة الأهم تكمن في أزمة الرواتب، بالتزامن مع مشكلة الكهرباء التي تتضاعف في أصعب موسم وهو فصل الصيف الذي يحوي بضاعة موسمية كالملابس وألعاب الأطفال ومستلزمات البحر، والمواد الغذائية التي تحتاج إلى أجهزة حفظ وتبريد وبالتالي هذا يعني مزيداً من الخسارات".

 

وفسَّر رئيس دائرة الإعلام في غرفة التجارة والصناعة هذه الأزمة بمثال واقعي قائلاً: "اليوم كنا في زيارة مصنع آيس كريم، المصنع لا يستطيع الإنتاج لأنه لا يستطيع التوزيع وأصحاب البقالات لا يستطيعون شراء الآيس كريم لعدم وجود الثلاجات للتبريد –بفعل انقطاع الكهرباء-.

 

أزمات خانقة على كافة الأصعدة تعصف بقطاع غزة وتجعل من شهر رمضان عبءً كبيراً على الأهالي الذين لا يمكنهم توفير مستلزماتهم المتضاعفة بتضاعف المصروفات والزيارات والالتزامات، وتتقارب مع حلول عيد الأضحى أيضاً وموسم العودة إلى المدرسة، وهي أمور بمجملها تقول أنَّ غزة لا تستطيع أن تتمتع بأية مناسبة منذ ما يزيد عن عشر سنوات!