الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص"الحدث"| في غزة: ندرة الأمطار والأزهار .. تهوي بإنتاج العسل هذا العام

2017-05-25 12:34:55 PM
خاص
جني العسل- ارشيف الحدث

 

الحدث- محاسن أُصرف

 

لم يزهو المزارع "أبو إبراهيم مسلم" 55 عامًا من المحافظة الوسطى بقطاع غزة؛ فرحًا بجني محصول العسل هذا العام، فالإنتاج في خلاياه تراجع قرابة النصف ما أنهى أمله بتحسين وضعه المعيشي لحين القطفة الثانية في موسم الصيف.

 

ويعتمد إنتاج العسل في قطاع غزة على موسمين رئيسيين أحدهما في الربيع والآخر في الصيف، ويخبرنا "مسلم" أنّه يُعول كثيرًا على موسم الربيع نظرًا لجودة ووفرة الإنتاج حيث وجود النباتات الطبيعية التي يتغذى عليها النحل بخلاف موسم الصيّف إذ يتغذى على السكر- وفق قوله- لكنّه يؤكد أن الموسم هذا العام غير مبُشر وتوقع أن يزداد ضعف إنتاج الخلايا خلال الصيف ما يؤثر على مستوى دخله.

 

ويملك "مسلم" 300 خلية، وتُشكل تربية النحل مصدرًا رئيسيًا لدخله، مؤكدًا أنّه يفعل ما بوسعه من أجل الحفاظ على مهنته وذلك عبر تحسين تقنيات الإنتاج في مزرعته بوضع خلايا النحل وسط أرضه الزراعية والتي يعمد إلى تشجيرها باللوزيات والحمضيات خاصة البرتقال باعتباره غذاء أساسي للنحل ويكون أعلى جودة حيث يتراوح إنتاج الخلية الواحدة من العسل بين (10-13) كيلو وأحيانًا تصل إلى 15 كيلو جرام تُدر عليه دخلًا يُعينه على استكمال متطلبات الأسرة لمدة عام- وفق قوله-

 

وشكا بعض مربو النحل في قطاع غزة في سياق مقابلات منفصلة مع "الحدث" من تراجع إنتاج محصول العسل في مناحلهم هذا العام، ويقول "إبراهيم المصري" من شمال قطاع غزة: " إنّه يُكافح من أجل استمرار مهنته باعتبارها مصدر رزقه الوحيد" وأضاف الرجل الذي يملك أكثر من عشرة مناحل تستقر على أرضه الزراعية المُقدرة مساحتها بـ 5 دونمات: أنه تأخر هذا العام في جني محصوله من العسل وفقًا لحالة تأخر الإنتاج.

 

الاحتلال يُحارب مربو النحل

ويعمد الاحتلال الإسرائيلي إلى إتباع العديد من السياسات التي تضر بالإنتاج الزراعي على طول الحدود الشرقية للقطاع مع الاحتلال وتتراوح بين تجريف البيارات وحقول البرتقال ورش المبيدات الضارة على المحاصيل والنباتات هناك بغية قتلها وكشف أي محاولات للمقاومة، وفي هذا السياق يُؤكد المصري أن أرضه تعرضت على مد سنوات الحصار العشرة الماضية للتجريف وبخاصة حقول البرتقال التي تُشكل المصدر الرئيسي لغذاء النحل.

 

وكان "المصري" يملك قرابة الـ 70 خلية إلا أن إجراءات الاحتلال قضت بإنهاء إنتاج 30 خلية فيما بقيت 40 واحدة تُصارع البقاء – وفق تعبيره-، وبيّن أن انهيار انتاج الـ 30 خلية أضناه بخسارة بلغت 7.500 دولار أمريكي حيث تبلغ كلفة الخلية الواحدة 250 دولار أمريكي.

 

ويُشير مختصون إلى أن إنتاج العسل هذا العام شهد تراجعًا كبيرًا مُقارنة بالأعوام السابقة، مرجعين ذلك إلى الزحف العمراني وندرة الأمطار إضافًة إلى سياسات الاحتلال على طول المناطق الحدودية برش المبيدات والتي أثرت على نمو الأعشاب التي تتغذى عليها المناحل.

 

وفي هذا السياق يؤكد "طاهر حمد" مدير دائرة الإنتاج الحيواني بوازرة الزراعة في غزة، أن تراجع كميات الأمطار التي سقطت على أراضي قطاع غزة كان سببًا رئيسيًا في تأخر إنبات الأزهار وبالتالي ضعف نشاط النحل في عملية تكوين العسل، وقال لـ"الحدث" : "إن الإنتاج هذا العام ضعيف مقارنة بالأعوام السابقة"، وقدر نسبة إنتاج الخلية هذا العام بـ 7-9 كيلو جرام مقارنة مع العام الماضي إذ وصل إنتاج الخلية الواحدة إلى 12 كيلو جرام ساهم في تغطية احتياجات القطاع.

 

وفي حديثنا مع "أحمد زعرب" نائب رئيس الجمعية التعاونية لمربي النحل جنوب قطاع غزة، أوضح أن نسبة التراجع في إنتاج العسل هذا العام جاوزت الـ 200 طن، وأضاف أن معدل إنتاج الخلية الواحدة لم يتجاوز الـ 8 كيلو جرام.

 

وبحسب البيانات المتوفرة لدى وزارة الزراعة فإن قطاع غزة يحوي قرابة الـ 20 ألف خلية بمتوسط إنتاج 340 طن سنويًا منها 240 طن يتم إنتاجها خلال فصل الربيع و100 آخرين تُنتج في الصيف.

 

ويرى المزارعون ومربو النحل أن هذه الكميات لن تتوفر هذا العام ما دعاهم إلى مطالبة الجهات المختصة بالعمل على استيراد العسل، وهو ما أكدت عليه وزارة الزراعة، فيما المواطنين لم يُبدوا أي اهتمام باستيراد العسل وتوفيره في الأسواق أم لا، ولعل مرد ذلك – كما فطنا من لقاءاتنا ببعض المواطنين- ارتفاع ثمن هذا المنتج سواء المحلي أو المستورد منه وعدم ملائمته للأحوال الاقتصادية التي يمرون فيها في وقتٍ يُعانون من أزماتٍ متتالية تُثقل كاهلهم ولا تدعهم يُفكرون إلا في توفير أساسيات العيش.

 

ويتراوح ثمن الكيلو جرام الواحد من العسل بين (50-60 شيكلًا) الدولار 3.59 شيكلًا، وهو ما يجعل الفرد الغزي لا يقوَّ على اقتناء أكثر من نصف كيلو وللضرورة فقط، فيما تُقدر وزارة الزراعة الاستهلاك المحلي من العسل سنويًا بـ (300-350 طنًا).