الجمعة  16 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تقرير "الحدث"| مُجددًا السلطة تُعاقب غزة بقطع رواتب أكثر من 270 أسيرًا

2017-06-05 03:27:11 PM
تقرير
وقفة في رام الله ضد قرار الخصم من رواتب موظفي غزة (الحدث: أرشيف)

 

الحدث- محاسن أُصرف

خيّمت مشاعر الصدمة المعقوبة بالسخط على الأسرى المحررين، بعد الأنباء المتواردة عن قطع السلطة الفلسطينية لرواتبهم التي كانوا ينتظرونها لتدبير أمورهم في شهر رمضان.

 

وكان العديد من الأسرى قد توجهوا إلى البنوك لاستلام مُخصصاتهم الشهرية عن مايو الماضي إلا أنهم فوجئوا بأن أرصدتهم صفرية، وقال بعض الأسرى لـ "الحدث": " إن ما تفعله السلطة إجرام وإنكار واضح لتضحياتهم داخل السجون وتصفير لسنوات الإبعاد التي عانوها عن أوطانهم بعد التحرر من قيمتها النضالية" وطالبوا بإلغاء القرار فورًا.

 

فيما أشار البعض الآخر إلى أن القرار جاء تنفيذًا لمطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أوعز خلال زيارته للأراضي الفلسطينية ولقائه الرئيس محمود عباس في بيت لحم بقطع مخصصات عائلات الشهداء والأسرى في سجون الاحتلال.

 

ولم يتم حتى اللحظة إحصاء الأسماء والأعداد للأسرى الذين قُطعت رواتبهم فيما تُشير التقديرات أنهم يربوا على 270 أسيرًا نتعن خمسة من داخل السجون، وقد اتُخذ القرار بقطع رواتبهم وفقًا لانتمائهم السياسي وخاصة ممن يتبعون تنظيميًا لحركة "حماس".

 

جريمة أخلاقية

من اعتبر "عبد الرحمن شديد" مدير مكتب إعلام الأسرى بغزة القرار جريمة أخلاقية ووطنية داعيًا إلى عدم تجاوزه والعمل الفوري إلى إلغائه ضمن حالة من التوافق والاجماع الوطني.

 

فيما عدَّ "عبد الله قنديل" المتحدث باسم جمعية واعد للأسرى والمحررين الاستجابة الفلسطينية للقرار الأمريكي بنزع حقوق الأسرى "تعدي وإساءة" لا يُمكن غفرانها ليس بحق الأسرى الذين أفنوا سنوات عمرهم داخل أقبية الزنازين من أجل حرية أكبر وأعم وأشمل للوطن وإنما بحق الشعب الفلسطيني كاملًا، داعيًا إلى لفظ تلك الإجراءات التعسفية والعمل على تكريم الأسرى وتقديرهم بعدم منع حقوقهم عنهم.

 

مكافئة سنوات الأسر بمنع الراتب

من جانبه أشفق الأسير المحرر "نهاد أبو كشك" على حال أسرته في ظل قطع الراتب كاملًا وعدم تقاضيه له بدءًا من هذا الشهر إلى وقتٍ لا يعلم أيطول أو يقصر، يؤكد المحرر "أبو كشك" أنه كان ينتظر الراتب لتأمين الاحتياجات الضرورية لأسرته خلال شهر رمضان غير أن قطع الراتب بدد أمل انتظاره أبدًا، يقول: " لدينا الكثير من الالتزامات لأسرنا وأطفالنا وللناس حق علينا بإيجار المسكن، لا شيء من ذلك سيُؤَدى، إن القادم أصعب وأقسى".

 

وشدد أن منع الرواتب في هذه الفقرة بالذات مقصودة لإذلال الأسير ووضعه في بوتقة الأزمة والمأساة، واستمر بالقول: "هكذا يُجزى من ضحى بعمره وراه القضبان من أجل الوطن وحريته وأمنه، حسبنا الله ونعم الوكيل".

 

وفي ذات السياق قال الأسير المحرر جلال صقر، إن المتضرر الأكبر من سياسة قطع الأرزاق وفقًا للهوى التنظيمي والانتماء السياسي عائلات الأسرى، مؤكدًا أن الأيام القادمة ستزداد الأوضاع الإنسانية والمعيشية لغالبيتهم سوءًا وشدد على ضرورة تنظيم الوقفات الاحتجاجية وإعلاء الصوت ليُسمع السلطة في رام الله وتُلغي القرار الذي يتنافى مع القيم الأخلاقية والوطنية الفلسطينية.

 

وعلى ذات المطالبة أصر الأسير المُحرر هلال جرادات والذي أبُعد من موطنه في رام الله إلى قطاع غزة، مؤكدًا أن الأسير المُبعد يعيش حياة ملؤها المعاناة والألم باعتباره بعيدًا عن أهله وموطنه، وقال: "إن تحميله المزيد من الأعباء سيقضى على بوصلة صموده" داعيًا إلى رفض السياسات التي تُحاول تنفيذها السلطة الفلسطينية ارضاءً لإسرائيل وأمريكا التي دعت إلى وقف المخصصات للأسرى باعتبار أنهم إرهابيون وقاموا بعمليات تخريبية ضد الاحتلال.

 

وتُشكل المخصصات التي يتقاضاها الأسرى المعين لهم والدخل الأساسي الذي لا يملكون غالبًا غيره في ظل انعدام فرص العمل وارتفاع معدلات الفقر والبطالة في الأراضي الفلسطينية.