الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الجرس الذهبي *لـ القاص البلغاري فلاديسلاف خريستوف

ترجمة خاصة لـ "الحدث" خيري حمدان

2017-06-05 07:28:03 PM
الجرس الذهبي *لـ القاص البلغاري فلاديسلاف خريستوف

وصلتُ إلى ألمانيا خلال شهر أوغسطس، كنت أعرف بضعة كلمات ألمانية. في البداية بدأت العمل كعامل نظافة في فندق بنجمتين، يقع على بعد بضعة كيلومترات من مدينة كولن. نلت شرف الاعتناء بالطابق الثالث، كان عليّ تنظيف 40 غرفة يوميًا،وأن أردّد لرئيسي: "حاضر سيدي، أنا قادم". هو بالمناسبة روماني الجنسية، وبالكاد أنهى الصفّ السادس الابتدائي. تمكنت من الصمود الفيزيائي والنفسي لشهرين فقط، ثمّ قررت البحث عن عمل آخر.

 

اللعنة، ما الذي يمكن أن يقوم به دكتور في علوم الزراعة، قادم من بلغاريا إلى ألمانيا دون أن يعرف لغة البلد؟ نعم، الأمر حسبما ذكرت، يمكنه حفر وتقليم حدائق الأثرياء.

 

هكذا وبعد أيام معدودة أمضيتها في البحث في ثنايا عروض العمل، طُلبت لإجراء مقابلة مع أول ربّ عمل، السيد “Herr”غارسيا، أحد أكبر الأثرياء المحامين في كولن من أصول أرجنتينية،لذا وجدته أكثر تودّدًا وألفة مع الأجانب العاملين لديه، ويشعر بشيء من التعاطف مع مواطني أوروبا الشرقية تحديدًا، لأنّ زوجته ناتاليا من أصولٍ أوكرانية.

 

تعيش هذه العائلة في بيت مكون من 18 غرفة نوم وصالة استقبال دائرية بمساحة 30 متر، تقع في منتصف المنزل، حيث يمارس السيد غارسيا هوايته المفضلة، التأرجح على مقعده الأثير في مركز الصالة. استقبلني المحامي بقفطانه المنزلي الطويل، وكنّا في أوج الخريف، شعره مصبوغ بالأسود ورمشه ملتفّ بأنوثة. تبادلنا بضعة عبارات وعرفت بأنّ عليّ تنظيف المرآب الكبيرلعربات السيد غارسيا في أوّل أيام العمل.

 

أوراقُ الطلح "الأكاسيا" في تلك الأوقات تتساقط دون توقّف، بدأتُ من أحدِ أركانِ المكان، وببطء تقدّمتُ دون كلل حتى نهاية المرآب، لأجد بعد استراحة الغداء، بأنّ ما نظّفته قد امتلأ مجدّدًا بأوراق الطلح. شعرت بالخوف وكأنّي أدور في حلقة مسحورة، ولفشلي المتوقّع بالحصول على أجري اليومي، فالمرآب مليءٌ بأوراق الشجر بكثافة،زادت عمّا شهده في ساعات الصباح.

 

في المساء تضاعف حجم الأوراق المتجمّعة فوق الأسفلت، وكان التعب قد نال منّي كثيرًا، قدماي ترتجف وأدركت في تلك اللحظة، بأنّ مهنتي كمزارع على وشك الإنتهاء. اقترب منّي السيد غارسيا وعلى فمه ارتسمت ابتسامة طفولية، ناولني مئة يورو وقال: عمل رائع يا سيد خريستوف، تعال غدًا في الوقت نفسه. توالت الأيام تباعًا، أنظّف المرآب وفي المساء أحصل على مئة يورو.

 

أصبح هذا تقليدًا مع مرور الوقت، كأنّي فقدت الورقة المالية تلك ليعيدها لي السيد غارسيا بودّ وسرور مع حلول المساء. بعد انتهاء موسم سقوط أوراق الطلح، قدّم لي المحامي مطواة فضّية وهمس لي بثقة: هناك الكثير من الأعشاب بين حواف بلاط الحديقة، هذه الأعشاب تجتذب النمل، وتتسبّب بحساسيّة شديدة لناتاليا، وأنت يا سيد خريستوف ستزيل الأعشاب بهذه المطواة كيلا يتكاثر النمل، أليس كذلك؟

 

كان بإمكاني إنجاز العمل خلال نصف ساعة على الأكثر، لكنّي وعلى أيّة حال سأحصل على الأجر في نهاية النهار، لهذا قرفصت فوق البلاط وبدأت بتنظيف ما علق به من الأعشاب، خوفًا من حضور النمل وتكاثره. نعم كان عليّ أن أخلّص ناتاليا من عبث النمل فلا يجوز أن تعاني هذه الأوكرانية الحسناء على هذا النحو. ناتاليا متعة لأنظار الرجال، طويلة القامة وتعلو السيد غارسيا بهامتين على الأقل، خصرها نحيل ومشيتها أنيقة تخطو كنمر.

 

يُتهيّأ لي أحيانًا حين تسير كأنّها تخطو فوق حصىً وهميّة، تجبر قامتها على التمايل أكثر وأكثر.

 

غالبًا ما كنت أتساءل، كيف يمكن لأمرأة كهذه أن تمارس الكسل طوال النهار؟ تخرج عند الصباح على دراجتها الهوائية الكلاسيكية إلى مركز تسمير البشرة، لتعود عند الظهر.

 

كثيرًا ما كنت أشاهد رزم البصل الأخضر والكرفس وغيرها من الخضراوات، تتدلّى من طرف حقيبة دراجتها الصغيرة. بعد ساعات الظهر تظهر ناتاليا في الحديقة لتناول السلطة في طبق عامر، تأكل ببطء وعيناها مغلقة، وفي الأثناء يبلّ رشاش الماء المخصّص لريّ الأعشاب كاحليها الأنيقين.

 

من الواضح أن ناتاليا والسيد غارسيا يعيشان بوحدة وعزلة كبيرة. أذكر كيف اقترب منّي المحامي ذو الرمش الطويل في أحد أيام السبت المشمسة قائلا: سيد خريستوف، زوجتي تشعر بوحدة قاتلة، ولدي مبادرة تخصّنا نحن الثلاثة، هل يمكنكم الدخول؟ لن يستغرق الأمر وقتًا طويلا.

 

في البداية توقّعت أن يطلب منّي السيد غارسيا أن أنضمّ لحفلة جنس جماعية. دخلت إلى الصالة الكبيرة وشاهدتُ على الطاولة شموعًا وزجاجة نبيذ فاخر "شاردونيه". أكّد هذا الشكوك المبدئية التي ألمّت بي. "اجلس سيد خريستوف، فهذا بيتك الثاني"، قال السيد غارسيا بلهجة قاتل واثقة دون توتر.

 

في تلك اللحظة كانت ناتاليا تهزّ قامتها على الكرسي، وعلى وجهها الصيفي المنمّش ابتسامة رسمية مصطنعة. "سيد خريستوف، تجد ناتاليا صعوبة بالتحدّث بلغتها الأم هنا، أهلها وأصدقاؤها بعيدون في كييف.

 

حضرتُك من أوروبا الشرقية، ولا بدّ أنّك تعرف اللغة الروسية، هل لي أن أطلب منك مجالستها ومحادثتها، سأدفع لك الأجر المطلوب". تمتم المحامي وفي صوته بعض التردّد،ثمّ سارع بفتح زجاجة النبيذ. شعرت بالدهشة في البداية من العرض المختلف عن المتوقّع، ثمّ اعترتني موجة من الراحة والحزن ذات الوقت.

 

لغتي الروسية ليست جيّدة كما هو متوقّع، لكنّي أجبت بالموافقة وبدأت جلسة المحادثة الأولى مع ناتاليا،بحضور السيد غارسيا ونظراته القويّة النافذة. 

 

حاولت في البداية أن أتحدث مع الأوكرانية عن الأدب الروسي، دوستويفسكي وتشيخوف وتولستوي وبوشكين، لكنّي سرعان ما أدركت خطئي وانتقلت للحديث عن تشيروباتشكا "مخلوق من الرسوم الكاريكاتورية ذو وبرٍ وافر"، وعن التمساح غينا والمسلسل الروسي الشهير "نو باغادي" وعن اليد الجوهرية وغيرها من الأفلام الكلاسيكية. وجدت في هذا النمط من الحوار نجاحًا أكبر، ومع هذا قررت أن أتطرّق لثيمة الغذاء وأنواع الطعام، الفطائر الرقيقة، الزلابية وحساء البورش الأوكراني والفودكا بالطبع، بهذا حصلت على 15 دقيقة أخرى لمواصلة الحوار.

 

أخيرًا استخدمت أقوى أوراقي، المنتجعات البلغارية المتواجدة على ساحل البحر الأسود. تبيّن لي أنّ ناتاليا قد ارتادت منتجع "ألبينا" مع أفراد عائلتها للاستجمام في طفولتها. اتّسعت حدقتا عينيها، أخبرتني كيف اشتروا لها طوق نجاة بلاستيكي على هيأة طائر بجع، وكيف استخدمته كلّ صيف خلال السنوات التالية، حتى كبرت ونضجت وبدأ أترابها يهزأون من طوقها الطفوليّ.

 

تابع السيد غارسيا الحديث باهتمام بالغ، كأنّه يفهم كلّ كلمة نتفوّه بها، يضحك لضحكات ناتاليا، ويأسى حين يرى عينيها متجهّمة. هكذا مرّت ساعة كاملة دون أن نشعر بثقل الوقت، نظر السيد غارسيا إلى ساعته وقال: "سيد خريستوف، أشكرك من القلب وهذه لك مقابل ساعة المحادثة". قدّم لي ورقتين جديدتين من فئة المئة يورو، ثمّ غادرت وقد حلّت ساعة استراحة الغداء.

 

تبلغ مساحة حديقة السيد غارسيا قرابة عشرة هكتارات، وغالبًا ما ألجأ للقيلولة خلال استراحة الغداء، أحبّ الركض ما بين زهور الردندرة والروزاليا. الحديقة في منتهى الجمال ومنظّمة، وكنت أخشى حين تناول الطعام والساندويتشات أن يقع بعض الفتات فوق عشب الحديقة النديّ المشذّب بعناية، وفجأة سمعت شخصًا يصيح من الحقل المجاور "أنت، أنت..!" الصوت حادّ وقاطع، لكنّي أدركت في أعماقي بأنّه لشخص مسالم. التفتّ ورأيتُ من فوق سياج الحديقة المنخفض رأس رجل أشقر في منتصف العمر يضحك. وقفت واقتربت منه. "اسمي روكاش، أنا من بولندا، يبدو أنّنا جيران"، قال الرجل بلهجة احتفالية. 

 

توحي ملابسه بأنّه موظّف زراعي مثلي أو على الأرجح يؤدّي وظيفة ما في الحديقة. حين سألته عن طبيعة عمله، ضحك لوكاش بملء فمه حتى بانت أسنانه المصفرّة المصطفّة كمشط ذرة. ثمّ انحنى ليظهر من جديد فوق السور، يحمل بين يديه قطة مذعورة تركل برجليها. "أترى، هذه مرتسيلا، قطة حبشيّة ثمنها عشرة آلاف أورو، مهمّتي أن أعتني بها طوال اليوم.

 

ربّ عملي مليونير، يدفع لي 2000 أورو شهريًا للاعتناء بها. وأنا، صدّقني أبذل كلّ ما بوسعي، قال لوكاش بفخر ليريني ثانية مشط الذرة الصفراء في فمه. "لوكاش، ما رأيك لو سرقنا هذه القطة، سنقتسم المال ونغتني". قلت ممازحًا لمجاراة نبرة صوته الجذلة. 

 

اغتمّ الرجل على الفور، قطّب جبينه وقال بحزم وغضب: "هل أنت مجنون؟" هذه القطة تطعم عائلتي منذ أربع سنوات. لديّ طفلان يدرسان وزوجتي أقيلت من عملها قبل ثلاثة أشهر..".

 

قاطعته حين رأيت في رقبة القطة جرسًا ذهبيًا مربوطًا بشارة من الحرير. "ما هذا الجرس يا لوكاش؟" سألته بمرح. "جرس ذهبيّ، 22 قيراط، اشتراه ربّ عملي بمناسبة عيد ميلادها الأول، هذا النمط من القطط لا تموء ولا يمكن العثور عليها دون الجرس، خاصّة حين تختفي في مكان ما، لكنّها كباقي القطط، ما أن ترى جحرًا حتى تدلف اللعينة إلى أعماقه!". قال لوكاش ورمقها متّهمًا.

 

في الأثناء سمعنا صوتًا خشنًا لشخص مسنّ من الحقل المجاور، "لوكاشش، أين أنت، تعال هنا على الفور..لوكاشش..".

 

اختفى البولندي صاحب أسنان الذرة المصطفّة على الفور خلف السور. التهمتُ رغيفالساندويتشوغمرني شعورٌ بأنّي أتواجد في مكان تغمره رفاهية مفرطة، ويبدو أنّ نهاية إحدى الحضارات المعاصرة قد باتت وشيكة.

 

وضعتُ خطّة لاستدراج القطّة خلال الأيام القليلة المقبلة، كي أتمكّن من تفحّصها عن قرب فهي مخلوق أنيق للغاية، مقاطعُ وجهها حادّةوتشبه إلى حدّ بعيد القطط المصرية القديمة وفي عينيها ألق جنوني، تفضح أصولها وطبيعتها البرية وجرأتها على القيام بأيّ شيء، في أي وقت يطيب لها ذلك.

 

إذا كانت الجواهر هي أفضل أصدقاء الفتيات، كما جاء في إحدى الأغاني الشهيرة، فإنّ نبات الناردين هو الصديق المفضّل للقطط. هكذا وفي إحدى الصباحات، وضعت كميني المحكم لغواية مرتسيلا، دلقت زجاجة من سائل الناردين من جهة حديقة السيد غارسيا، ثمّ اختبأت خلف شجرة رودودندرون حمراء متفتّحة وانتظرت.

 

بعد دقيقة أو دقيقتين، شاهدت كيف تسلّقت مرتسيلا السور بخفّة لتستقرّ فوق الأعشاب الطرية المشبعة بمادة الناردين، تمرّغت في الأعشاب بمرح وسعادة تشتمّ الرائحة الزكية وكنت مختبئًا في الجوار.

 

اقتربت منها ببطء، زحفت في الأمتار الأخيرة التي تفصلني عنها كيلا يرعبها ظهوري. شعورها بالتوحّد أضفى على الأجواء مزيدًا من الطمأنينة، كانت منشغلة بالكامل باستنشاق الناردين، ما سمح لي بملاطفتها لساعات. جسدها في منتهى الليونة، كأنّك تلامس سطح ماء.

 

أمعنت النظر في الجرس الذهبي ولاحظت الحرف المحفور عليه "م"، يا لها من لفتة كريمة! تملّكتني في تلك اللحظة رغبة كبيرة، بتقديم الجرس الثمين هدية لحبيبتي، واسمها يبدأ بحرف الميم أيضًا، فكّت يداي بخفّة الرباط عن رقبة مرتسيلا، وبعد ثوانٍ معدودة، كان الجرس الذهبي في راحة يدي، تحفة فنية خالصة!

 

أطبقت قبضة يدي على الجرس كأنّي على وشك فقدانه، ومن الحقل المجاور سمعت صوت لوكاش المذعور يصيح: "مرتسيلااااا، مرتسيلااااا..". لم يكن بوسعها أن تجيب فهي لا تقدر على المواء والجرس لم يعد في رقبتها.

 

في تلك اللحظة تذكّرت ابن لوكاش وزوجته التي فقدت عملها منذ ثلاثة أشهر. أدركت ما يمكن أن يحدث إذا ما طرد لوكاش من عمله، يعود هذا الرجل إلى البيت كلّ مساء، وعائلته تجلس صامتة حول الطاولة،ولا أحد يجرؤ على مدّ يده لتناول الطعام..ابتلّت عينايّ بالدموع، وسرعان ما أعدت رباط الجرس إلى عنق مرتسيلا. ضممتها إلى صدري بقوّة، وصحت بكلّ ما أوتيت من قوّة "لوكاششش، لوكاششش..". بان رأسه الأشقر من خلف السور، وأخذ يلتفت في كلّ الاتجاهات، كرأس وحش بحيرة لوخ نس.

 

حين رأى لوكاش مرتسيلا بين يدي، بان صفّ الذرة الصفراء في فمه. ناولته القطّة من فوق الجدار الإسمنتي، احتضنها على الفور بيدين مرتجفتين، ثمّ ضمّها بشدّة لدرجة أجبرها على المواء من شدّة الألم. "حبيبتي، لماذا..؟".

 

حين عاد لرشده شكرني لوكاش لأكثر من عشر مرّات، لعثوري عليها خلال تغيّبه عن المكان، وعشر مرّات أخرى، لأنّي اعتنيت بها في الأثناء ثمّ اختفى الاثنان فجأة خلف السور. بعد دقيقة ظهر لوكاش مجدّدًا يحمل بين يديه باقة كبيرة من السوسن، وكان من الواضح بأنّه قد اقتطفها للتوّ من الحديقة "هذه لك"، قال وعلى وجهه ابتسامة تلميد عاشق في الصفّ الثامن، تناولت الباقة من فوق الجدار.

 

لا أدري كيف أتصرّف في مثل هذا الموقف، شعرت بالامتنان وكنت مضطربًا للغاية. أخيرًا جمعت قواي وقلت مازحًا: ستنال حبيبتي هدية جميلة هذا المساء. رفع لوكاش سبابته محذّرًا ومتعاطفًا، ولمعت في فمه صفّ حبّات الذرة الصفراء مجدّدًا.

---------

 

وُلد فلاديسلاف خريستوف في مدينة شومن عام 1976. نشر قصائده في العديد من الدوريات الأدبية أهمّها مجلة المعاصر الفصلية، الصفحة، الشعلة، مجلة الأدب والفن والثقافة وغيرها.

 

صدرت له مؤلفات عدة منها: "صور للأطفال" نصوص أدبية قصيرة عام 2010، إنسو "قصائد - 2012"، "جيرماني" 2015 .

 

مرشح لنيل جائزة (إيفان نيكولوف) الوطنية. عضو في المنظمة الدولية "The Haiku Foundation".

 

حاز على العديد من الجوائز الدولية في مجال النصوص القصيرة وقصائد الهايكو . يعتبر ضمن قائمة المائة الأوائل في تصنيفات أفضل المبدعين وكتاب الهايكو في أوروبا.

 

كما نشرت أعماله في المجموعات والمختارات الأدبية الدولية. ترجمت أعماله للغات عدة منها الإنجليزية، الألمانية، الفرنسية، الإسبانية، الإيطالية، والعربية.