الأحد  05 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في أروقة المشهد العربي الراهن/ بقلم: يونس العموري

2017-06-15 10:14:07 AM
في أروقة المشهد العربي الراهن/ بقلم: يونس العموري
يونس العموري

 

 

هو المشهد الذي يبدو مرتبكا ومربكا في آن معا ... وهو المشهد الذي قد يستعصي على التفكيك ومحاولة استيعاب الحدث والتداعيات الناجمة عن الاهتزازت الكبرى التي ما انفكت تتواصل في شتى بقاع المسمى بالوطن العربي ... والارتباك لا شك انه سيد الموقف بلا منازع ... وخربشات الفهم صارت واحدة من بلاغة الكلام لملوك الكلمة وابجديات التحليل .... فبعد ان كان ربيعا عربيا مشرقا مزهرا صار الأن واقعا تقسيميا يأتي على صهوة بيكو وسايكس الجديد ... والتبشير بالتفتيت من جديد .... وهنا حيث نمكث في هذا المكان نحشر انفسنا في المساحات الضيقة وبازقة الإستعصاء على الفهم وننتظر ارتداد الهزات العنيفة الأتية من عمق الصحاري التي كنا نعتقد انها لابد مزهرة على اعتبار ان الربيع قادم هذه المرة ..... وحيث ان وقائع الواقع العربي معقد اكثر مما يجب في ظل اختلاط المفاهيم وتضاربها ببعضها البعض نحاول ان نستثمر ما يمكن استثماره في اتون تحقيق المُراد عربيا من قبل جماهير القهر والغم ... ويأتي من يأتي مبشرا بالتقسيم والتفتيت على اعتبار انه لن يكون استنهاض عربي حقيقي وان من خلال تحرك الجموع الشعبية العربية لخلع الحاكم واحالته الى مواطن مطرود او مقتول او مودع بزنزانة في سجن ....

 

ويكون ان يتم تفصيل الانتقال الديمقراطي والحر لما يسمى بارادة الشعوب وما هي الا لحظات حتى تعبر الصناديق عن ارادة الفقراء فتظهر النتائج بأن ولاة الله هم من يفوزون واصحاب الدعوة هم من يعتلون العرش الأن ... وحتى نتفهم اللحظة يُقال لنا ان التبشير بالعصر الجديد قد آن اوانه ورعاة الكلمة الحسنى قد اتفقوا مع رعاة الحرية وعُقدت الاتفاقات وحُددت المحاذير والبرتوكلات قد أُمهرت بالتواقيع وجاء من يبشر بصباح العرب برغد الحياة في ظله .... حيث الشهوة المجنونة الجامحة لإعتلاء منصة الأمر، والآمر هذه المرة يدعي انه انما يجيء بالتكليف الألهي .... والشعوب قد منحتهم القوة الألهية للحكم والتحكم والاحكام .... 


والصمت يصبح سيدا للموقف في ارتباك الصمت الذي يسود ويعبر عن ذاته بكافة الميادين برغم كل اشكال الصراخ المفتعل .... هناك حيث ارض الكنانة طُرد الفرعون الاخير وجاء الأمر من سادة الأمر للبزات العسكرية وللقصة بقية واستكمال ... وما لبث ان اكتشف الفقراء انما هم ضحايا في اتون الاستثمار ما بين قوى التعبير الرباني وهؤلاء الذي يعبرون خلسة للمكان مسيطرين على الزمان والازمان ... 


هناك من يؤيد ومن يعترض ومن يقرأ فصول المؤامرة ... والمؤامرة في ارض الكنانة من الممكن ان تحالك امورها وفصولها بالشكل المرضي ولما يسمى بالثوار كل التأييد والمبايعة ومن يتبنى ذات النظرية يرى بحمص وحلب وودرعا والفقراء بحواري القامشلي مأجورين مندسين ضد المقاومة والممانعة وتصبح جامعة الدول العربية جزء لا يتجزء من لعبة التفتيت والتقسيم بقيادة الذي كان بالأمس القريب اميرا للمقاومة .... 


لاشك ان ثمة تخبط عميق في ظل صمت مطبق يسيطر الأن على المشهد عموما ... والصمت يسيطر على المشهد برغم الضجيج المفتعل وبرغم صراخ القتلي .... فالموتى ايضا يتألمون حينما يضجعون قهرا ... والاحياء يتساءلون عن جدوى استمرار الفعل الحيوي للعيش في ظل النحر والقتل والركل بالازقة .... في تلك الاحياء العتيقة التي تنبض بعبق التاريخ يتم تجريد الضحية من الالم .... بذاك الفعل الذي يتجاوز كل ضجيج النقاش وما يسمى بالحوار او حقيقة المؤامرة المحاكة ضد نظام المقاومة والممانعة الفعل الذي تخطى كل اشكال الافعال المعللة والمبررة حيث الامتهان لكرامة الضحايا والاستهانة بالالم والتحطيم لصورة الانسان فينا .....

 

امتهنوا السلطة ونصبوا انفسهم ولاة على رقاب العباد وحينما تصبح السلطة مطلقة بيد الحاكم يصبح العمل السياسي مسيرا ومسخرا للفرد والفرد هنا هو الحاكم بأمره ليصل العمل السياسي الى الحضيض وفي الحضيض تتجلى الدونية بابشع صورها وحيث ان الانهيار القكري والاخلاقي بات احد اهم سمات قياصرة الصقيع فلا شك ان القيم والمعاني ذات الدلالات تتغير وتتوسخ بوسخ القمع ... وتتجلى النظريات وتحاول ان تتصارع مع الاشخاص الذين اعتقدوا بالوهم انهم يمتلكون حقيقة الأشياء وهم من يملكون الحق ولا حق الا الحق الناطقين به .... 

 

بكل ساحات الوغى صار المشهد مرعبا ... وانكشف المستور وسدنة القيصر يسيرون الأن بالطرقات عرايا والفضائح تتولى ... والكل يتخبط  .....

 

هل أتاكم حديث عاشقة بنفسجية لا تبيع مواويلها للغزاة ...؟؟ تلك التي كانت تسمى بنت الجبل وسيدته ... أميرة الليل وعروس الشمس ... مهد العشق وخباياه ... كاتمة اسرار المعمورة ... سيدة البعث الاول لرسالة الايمان بالانسان .... المنسجمة مع كينونتها بالبحر وامواجه وتلال شاهقة لا تخشى عنان السماء ... مليكة اللحظة وصانعة المجد الانساني ... هل اتاكم ضجيج صراخ آناتها للحظة الاغتصاب برمل الصحراء المكفهرة ... ممزقة كانت من وجع اللحظة .. جاءت تبغي نصرتها وللشد على ازرها فما كان الا الاعتداء الموجع وظلم ذوي القربى اشد مرارة واكثر ايلاما .... 

 

ونحن نرقب ونترقب نتائج التصارع في الرمال المتحركة حيث لغة البزنس والدولار هي الحاكمة ودفع جزية القرن وابرام الصفقة التاريخية مابين العم سام الجديد وملوك القبلة والولد الشاق لابد من اعادته الى حظيرة الطاعة بعد ان انتهى دوره الوظيفي ويبدو ان لعبة الاسد من قبل الفأر االسغير قد استهوته وتمرد على الخنوع والخضوع، بالتالي كان الضجيج كجزء من فعل الإخضاع باسلوب الاكشن والاثارة ...  وبمكان ما للجغرافيه ان تتكلم ، فهل أتاكم الحديث الجغرافي الجديد للمعنى المتربص للتاريخ ... فللجغرافيا مكان آخر ايها السادة برمل الصحراء .... وللوحات الممهورة بتوقيع سادة النفط زمن اخر ايها القادمون الى منصات التتويج بشكل هامشي وعابر .... والمرارة قد تصبح سيدة للموقف عندما وقفنا مندهشين   للرسم المسخ المشوه الذي اعتدى على تراتيل المؤمنين القابعين تحت شجر الصنوبر ... وزهر اللوز يزهي بالوانه منذ الالاف القرون والحجر الكنعاني الرابض بالمكان هناك على تلال الكرمل ما زال يتربص الفرصة لينطق بعروبته وبلغة الضاد التي ما انفكت ان صرخت باسم ثكالى الجليل ورجال كان ان عادوا عند اول الصبح ببطن تلال الكرمل ... والمرج والسهل لا يقبل الا القمح زرعا ... 



هناك حيث التلاعب بالمصائر كانت الجريمة شاهدة على الذبح الأخير للشاة المقاومة لحد السيف الملتمع بقيظ البيداء .... هناك حيث صار الخليج جزء من لعبة المساومة وفنون التجارة الرائجة بمصائر الشعوب ... واعلن الليل عن حلكة سواده اكثر والكل متدحرج مستسلما لوقائع خطوط الجغرافية المرتسمة بثنايا عباءة المنقلب على ابيه، السارق للعرش المنتحل لصفة الحاكم عبر الضجيج الكلامي من خلال الأثير .... 
 

فيا امير الخصم والفتن انت واحد ممن يستهوي لعبة التمزيق والتفتيت والتقسيم ومن اطلق عليه يوما اسم لقب امير المقاومة لابد من ان امارتك قد صارت للمساومة وللبيع الرخيص في اسواق نخاسة ... نرفض تجارتك وعبثك ومحاولتك اليائسة لأن تصبح السيد الأمير ... قد تكون اميرهم وسيدهم لكن حتما لا تصلح لأن تكون اميرا في كتابة التاريخ .... 


سيقولون لم نأتي بالجديد ... وسيقولون هو الواقع وللواقع قوانين ... وربما يقولون انتم من رستيم خريطتكم ولن نكون اكثر منكم حرصا ولن نكون الكاثوليك اكثر من قداسة البابا .. والبابا لديكم كان ان منح صكوك الغفران .... سيقولون وويقولون ... ولنا ان نقول ايضا ان رجالنا كانوا قد قالوا وما زالوا يقولون ... والاطفال رافضين لكل منطق تغيير الاسماء والعبث بكنى عائلاتهم ... والحائرات المنتظرات لصهيل الخيل لن ييأسن من الانتظار وان شابت خصلات شعورهن وستبقى النار بالخيمة موقدة للفرسان القادمين .... 


سقولون قد فات اوان الغضب ولن يغضبوا ... وهل للغضب من مكان في ظل افتعال الهدوء والتهدئة والكل يغني على ليله...؟؟ وهل من معنى للحكمة والتعقل حينما يصبح الجنون جزء من الممارسة الفعلية لمن يظن ذاته متحكما بشطب الخطوط وتسمية الاشياء بغير مسمياتها ..؟؟ وهل من مكان للأمراء في الصف المدرسي ليتعملوا الجغرافيا ...؟؟ 


هل اتاكم حديث الجليل لأبناء الجليل حينما عبروا رمال صحاريكم ورسموا الحروف الابجدية لتعليم ابناءكم وعلموكم ركوب الصعب وتشييد مدائنكم ...؟؟ هل تنتظرون محو اسم فلسطين بفارغ الصبر ليُصار الى تسميتكم بسادة المنطقة حتى تستون على العرش المهلهل ....