الخميس  02 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

رغم ضيق العيش.. غزة تتزين للعيد

2017-06-24 07:06:19 PM
رغم ضيق العيش.. غزة تتزين للعيد

 

الحدث- محاسن أُصرف

الضائقة الاقتصادية التي يُعاني منها قطاع غزة وأثرت على ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بشكل ملحوظ خلال السنوات العشر الأخيرة، لم تمنع الفلسطينيون هناك من الاستعداد لاستقبال عيد الفطر بكثير من الفرحة بإحياء التقاليد الشعبية كشراء طعام العيد من الكعك والسماقية والفسيخ أو شراء الملابس الجديدة، أو نصب الأراجيح التقليدية القلابة في الشوارع والأحياء ليسعد بها الأطفال، وتحضير بعض من النقود وإن قلت من أجل "العيدية" التي تُدخل الفرحة الغامرة على قلوبهم.

 

هنا في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وفي أحد أحيائها الشعبية يُصر العم "أبو حسن" 55 عامًا على نصب أرجوحة دوارة يعرفها الأطفال "بالشقاليب"، على بعد أمتار من بيته يُزينها بالرايات الملونة وبعض البالونات، استعدادًا لاستقبال مرتاديها من أطفال الحي، يقول: "إن الأرجوحة ترسم البسمة على وجوه الأطفال خاصة أنها لا تُكلفهم شيئًا فقط نصف شيكل يستمتعون بالشقلبة فيها على مد خمس دقائق".

 

وتُعد الأراجيح الملاذ الأسعد للأطفال، تجدهم بعد أن تناولوا طعام إفطارهم واستلموا عيديتهم يلوذون بها للاستمتاع والفرح، يقول الطفل "أحمد" 8 أعوام: "إن بهجة العيد الحقيقية ركوب الأرجوحة وإنفاق العيدية على المسليات بالإضافة إلى ساندويتش الشاورما"، ويُشير أنّه جمّع قبل العيد بعضًا من النقود من مصروفه اليومي لأجل الخروج مع أصدقائه للهو والمرح، لافتًا أن ذلك المبلغ يتضاعف مع العيدية التي يتقاضاها من أقاربه.

 

كعك العيد يفوح في الأزقة

في أزقة القطاع وما إن تمر بحي من أحيائه حتى تشتم رائحة كعك العيد تفوح في الأفق فهو تقليد مبهج لا يمكن تجاهله، أم محمد فارس 45 عامًا في آخر يومين من رمضان قررت أن تصنع كعك العيد، ساعدها على ذلك شيك الشئون الاجتماعية الذي تقاضته قبل أيام، تقول: "لا يحلو العيد دون أن تتزين مائدة الضيافة بحبات الكعك"، وتُضيف أنه طقس موسمي يُدخل البهجة والفرح على قلوب الأسر الغزية.

 

لقد صنعت السيدة 6 كيلو من الكعك بأشكال مختلفة ونقوش مبهجة ورغم ذلك لم يُكلفها الكثير، تؤكد أنها تصنع العجوة في المنزل إذ تملك شجر نخيل تجني منه الرطب وتقوم بتجفيفه وتخزينه لاستخدامه في موسم الكعك والدقيق والزيت متوفر لديها دومًا، بينما بقية الحاجيات من السمسم وكلفة الكعك لم تُكلفها أكثر من 50 شيكل ساعدها في توفيرها شيك الشئون الذي استلمته مؤخرًا.

الأسواق تتزين للعيد

وكما البيوت تتزين بحلي العيد كذلك الأسواق تجد الباعة يُزينون محالهم بأنواعٍ مختلفة من البضائع، هنا في محل أبو حصيرة الفسيخ والرنجا بأنواعهما يُزين واجه، وفي محال الخضار يُصر الباعة على تضمين بسطاتهم كل ما يلزم أكلة "السماقية" أكوام كثيرة من حزم السلق يُجاورها في البقالة الطحينة الحمراء والسماق الحب والشطة وغيرها وبالنظر إلى الجانب الأخر تجد محال كثيرة تبيع حلوى العيد وأنواع مختلفة من الشوكولاته حتى إن عزّت العيدية النقدية وجد الزائرين من الأطفال عيدية معنوية تمنحهم البهجة.

 

يقول التاجر "سعد بربخ" الذي يتوسط دكانه سوق خان يونس المركزي شرق السكة: " رغم الضائقة المالية التي يتعرض لها سكان القطاع إلا أن الإقبال على شراء حاجيات العيد جيد والحمد لله" ويُتابع أن ما ساعد على تحسن حركة البيع تقاضي الموظفين سلفة من رواتبهم إضافة إلى شيكات الشئون الاجتماعية وأخيرًا المساعدات المالية للعمال والتي بلغت 200 شيكل لعشرات الآلاف من العمال، الرجل بدا سعيدًا وأكد لنا أن أجواء العيد حاضرة رغم كل الألم والمعاناة.

 

وبالانتقال إلى وسط المدينة تجد سوق الملابس ومحال الحلويات لا تخلو من المتسوقين فهذه "مرح عبد اللطيف" 33 عامًا كانت في محل السعدي للحلويات بخان يونس جنوب القطاع، تنتقي أنواعًا مختلفة من حبات الشكولاته كـالباونتي والسنيكرز والرايزن وبعض الحلقوم وكذلك الملبس المحشو بالشكولاته، تقول: " سأهدي هذه الحلوى لأبناء أشقائي صباح يوم العيد".

 

فـ"مرح" التي تعطلت عن العمل قبل عامين بعد أن انتهت فترة البطالة التي حظيت بها عن طريق وزارة العمل، لا تملك الكثير من المال لمنح العيدية لأكثر من عشرين فردًا من أبناء أشقائها الخمسة لذلك تعمد إلى إهدائهم الحلوى فهي تُعطي ذات مفعول البهجة كالعيدية – وفق قولها-