الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترامب والحاح الحاجة الى نجاح / بقلم : نبيل عمرو

2017-06-27 01:32:00 PM
ترامب والحاح الحاجة الى نجاح / بقلم : نبيل عمرو
نبيل عمرو

 

الديبلوماسي الذي يصفه صهره بالناجح قبل ان يبدأ أي عمل، وصل الى إسرائيل وفلسطين، ليحتل واجهة التحرك الذي بدأه السيد جيسون جرينبلات، للتهيئة لاطلاق مفاوضات فلسطينية إسرائيلية.

 

السيد كوشنير.. الذي ترك وراءه شبهات بصلة مريبة مع الروس، وجد أمامه احتفالا إسرائيليا يقوده بنيامين نتنياهو شخصياً، بإقامة اول مستوطنة كاملة في الضفة الغربية في عهد دونالد ترمب، هذا بعد التغاضي عن إقامة الاف الوحدات السكنية في المستوطنات وبمحاذاتها.

 

البحث عن نجاح خصوصا حين تتفاقم الازمات الداخلية، يبدو همّاً بديهيا لأي زعيم سياسي، إلا انه ضرورة حيوية، بل تكاد تكون مصيرية بالنسبة للرئيس الأمريكي ترمب، ولحسن حظنا في الشرق الأوسط، ان الرجل اختار منطقتنا لاحراز نجاحات فيها، ولحسن حظ الفلسطينيين اليائسين ان الرئيس الاشكالي فتح ملفهم المغلق على الفشل طيلة عهدين طويلين من عهود الإدارة الامريكية.

 

النجاح الذي ينشده ترمب يختلف عن النجاح الذي ينشده المراهنون عليه وخصوصا من الجانب الفلسطيني، فماذا يريد ترمب أولا ثم ماذا يريد الفلسطينيون أخيرا؟

 

ترمب ومن خلال مستشاريه العارفين ببواطن الأمور، يرى او يرون له ان المتاح ، والذي مع بعض دعاية استثنائية سيكون مدويا، هو جمع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على مائدة واحدة، وستكون صورة ترمب وهو يتصدر الواجهة، بمثابة الحدث الأبرز فيها، فهو الرئيس الاشكالي المثخن بالجراحات الداخلية ينجح في ما لم ينجح فيه اسلافه، اما مساعدوه فسوف يواصلون العمل مع الفرقاء بما يعتبر نجاحا في احياء المسار مع عدم التدقيق في مآلاته النهائية، التي سيستغرق ظهورها وقتا طويلا، اما الفلسطينيون حيث ترى قيادتهم في ترمب المنقذ والمخلص على الأقل من حالة التجاهل والإهمال، فلا يغادرهم التطلع الى احتمال ان يمارس ترمب ضغطا جديا على الإسرائيليين وفق نظرية تبسيطية هي ان ترمب يملك من مؤهلات الضغط اكثر بكثير مما ملك أوباما وكيري ، وهذه النظرية تستند الى فرضية ان نتنياهو لا يستطيع قول لا لترمب.

 

المفارقة ... ان القول الفصل في نجاح ترمب من عدمه يظل بيد نتنياهو، الذي ينتهج خطة تبدو حتى الان فعالة في التعامل مع صديقه، قوامها ممالئته في الشكليات ومفاجأته بالوقائع، لهذا ومع الترحيب الإسرائيلي الحار بالديبلوماسي الناجح سلفاً كوشنير، والاستعداد الاولي لتلبية دعوة ترمب "لو حدثت" لصورة في البيت الأبيض مع عباس، إلا ان العمل على الأرض سيتواصل، وهذا ما يتم فعلا ونحن ما نزال في بدايات التحرك "الترمبي" نحو السلام.

 

الخلاصة ... الجميع حتى الان يبدو مرتاحا مما يفعل ترمب. الإسرائيليون يعملون كما يشاؤون، والفلسطينيون يتفائلون كما يحتاجون، وترمب يوازن الإشكالات الداخلية بحركة خارجية، اما الإنجاز الحقيقي وهو انهاء الصراع في الشرق الأوسط وجذره الفلسطيني بالذات فسيظل كما كان دائما في انتظار معجزة!