الثلاثاء  14 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الخليل لـ الشاعر: أحمد أبو سليم - الأردن

2017-07-14 02:46:34 PM
الخليل
لـ الشاعر: أحمد أبو سليم - الأردن

لَو قُيِّضَ لي

أَن أَحكُمَ هذا الكَونَ لِساعاتٍ

لَقَسَمتُ الأَرضَ إلى نِصفينِ بِخَيطِ هَواءٍ

كَي يَبرأَ مِن كَيدِ السِّحرِ الشَّاهِدُ زوراً

بَينَ الوُسطى والإبهامْ

-      Hebron?

سَأَلَ المَسكونُ بِخوذَتِهِ

اليومَ الغُولَةُ تَرقُصُ لي

في "مُغرِ" الخَوفِ عَلى جُثَّةِ آخِرِ وَلَدٍ

وَتَنامُ عَلى أَذكارِ المَوتِ

وَتَلِّ عِظامْ

ضِدَّانِ عَلى مَرمى حَجَرٍ

في بَيتِ النَّارِ

وَرِثتُ أَصابِعَ مِن وَرَقٍ

وَبِلاداً يَحمِلُها الغُرَباءُ عَلى طَبَقٍ

ماذا انتَظَرَت لَيلى

والفارِسُ آبَ بِلا قَرنينِ مِنَ السَّفَرِ ؟

وَكَأَنَّ الرُّوحَ كُراتُ زُجاجٍ/بلُّورٍ

نَثَرَتها الكَفُّ فَرَنَّ الخَوفُ...

هُنا.....

في سوقِ خَليلِ المَنسيينَ

طَريقٌ أَعمى، وَحَريقٌ....

يُمناكَ صَليبٌ مَعقوفٌ

-وَجهُ العِبريِّ بِلا زيفٍ-

يُسراكَ قَتيلٌ مَحذوفٌ

-وَجهُ العَرَبيِّ كَهذي الجُملَةِ مُعتَرِضٌ

دونَ رُتوشِ

أَو تَعريفِ-

قَبرٌ حَجَريٌّ مَسقوفٌ بِشِباكِ الًّليلِ

كَحُزنِ القَلبِ

يَضيقُ ولكنْ قَد يَتَّسِعُ لأَلفِ قَتيلٍ

كَيفَ لِخَيطٍ أَن يَقسِمَ أَمواجَ البَحرِ

إلى نِصفينِ

وَأَن يَقسِمَ عَظمَ الفَكَّينِ بلا إيلامْ ؟

لَو قُيِّضَ لي

أَن أَحكُمَ هذا الكَونَ لِساعاتٍ

لَجَعَلتُ القِسمَةَ لا تَقبَلُ ضِدَّينِ اثنينِ :

قَتيلٌ يولِمُ في السَّاحَةِ لَحمَ القَتلى

وَالقاتِلُ أَعمى لا يُبصِرُ ضِدَّ المَعنى

مَن سَلَّ قُلوبَ المَحرومينَ وجَفَّفَها

في بابِ السُّوقِ ؟

وَمَن يَنفِخُ يَوماً بالبوقِ ؟

وَمَن يَنسِلُ صورَةَ إسحقَ مِنَ التَّابوتِ ؟

خُلِقنا مِن طينٍ أَحمَرَ بالدَّمِ مَعجونٍ

لا أَفعى أَغوتْ حوَّاءَ

وَلا آدَمُ ضَلَّ الرؤيا

إلاّ كَي يُطفىءَ نارَ الشَّوقِ إلى وَطَنٍ

مِثلَ فِلَسطينَ

يُراوِدُهُ

في كُلِّ مَنامْ

لَو قُيِّضَ لي

أَن أَحكُمَ هذا الكَونَ لِساعاتٍ

لَجَرَحتُ الأَرضَ لكَي تَنزِفَ دمعاً وَدِماءْ

أَمشي في السُّوقِ

وَظِلِّي بينَ شُقوقِ الحائِطِ يَوجِعُني

رائِحَةُ الهَيلِ

عُروقُ الزَّعتَرِ

والقُرنيَّةِ

والبابونِجِ

ميراميَّةِ لاجِئَةٍ

آلَةُ تَصويرٍ خائِفَةٌ

تَرجِفُ في كَفِّي

كالأَشياءِ بَدَتْ خَضراءَ

كَأَنَّ أَبي ما كانَ هُنا...

للعازِفِ حِكمَةُ جُنديٍّ

يَعزِفُ "فَيروزاً" بالعِبريَّةِ مُنتَشِياً

وَأَنا في السُّوقِ بِلا كَلَلٍ

أَلتَقِطُ الصُّورَةَ إثرَ الصُّورَةِ مَسكوناً

بالطُحلُبِ مِن أَثَرِ الطُّوفانِ عَلى الجُدرانِ

كَأَنَّ أَبي ما كانَ هُنا....

تَسقُطُ مِن كَفِّي فَوقَ الأَرضِ الحَجَريَّةِ

آلةُ تَصويري

كُلُّ النَّاسِ تَداعَوا خَلفي مَذعورينَ

تُحاصِرُني غاباتُ سلاحٍ

تَسأَلُني والشكُّ يَفيضُ من الأَعيُنِ :

-مِن أَينَ؟

أُجيبُ مِنَ المَنفى

والأَصلُ أَنا مِن هذا السُّوقِ

هُناكَ عَلى تِلكَ البَوَّابَةِ ماتَ أَبي.

تَرَكوني أَجمَعُ أَشتاتي

وَالكَونُ يُنادي مِن حَولي :

بَلَدٌ مَحكومٌ (بالكاكي)....

كاكي....

كاكي....

كاكي....

وَبِحِكمَةِ خَوفِ المَذعورينَ

بِحِكمَةِ خَوفِ المَذعورينَ...

بحكمةِ خَوفِ المَذعورينَ....

سَيَسقُطُ يَوماً

يَوماً...

يَوماً....

مُختَنِقاً

تَنِقاً....

تَنِقاً.....

تَحتَ الأَقدامْ

لا بُدَّ سَتَسقُطُ " إسرائيلْ"

لا بُدَّ سَتَسقُطُ

" إ

س

ر

ا

ئي

لْ"