الخميس  09 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الكل فوق الشجرة إلا المصلين فتحتها

2017-07-17 10:05:15 AM
الكل فوق الشجرة إلا المصلين فتحتها
رولا سرحان

 

 

موقف القيادات الفلسطينية، ومواقف الدول العربية، من مجريات الأحداث في الأقصى، مواقف مخجلة، بدءا من التصريحات المقتضبة لكل من يدعي شرعية تمثيله للفلسطينيين، مرورا بمواقف ادانة عملية الاقصى صباح الجمعة والتي صدرت من بعض الدول العربية، انتهاء بموقف السعودية الصامت وغير المبرر.

 

وفي ظل ردود الفعل الأولية الباردة على قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي الذي صدر يوم الجمعة بإغلاق الحرم القدسي الشريف، فإن الاحتلال قرر استغلال الموقف، لعله يرى فيه الفرصة الأنسب في تحقيق مآربه بالتضييق على المصلين في الأقصى كما يفعل في الحرم الإبراهيمي في الخليل، فيكون مصير الأقصى كما هو مصير الحرم الإبراهيمي الآن.

 

إشكالية القيادة الفلسطينية اليوم، أنها تريد رفض ما تقوم به سلطات الاحتلال من اجراءات تمس بواقع المسجد الأقصى، وتريد في المقابل إدانة العملية التي وقعت يوم الجمعة، فيما تريد دولة الاحتلال فرض واقع جديد بينما تريد أن تقنع العالم بأنها لا تفعل ذلك.

 

حتى المملكة الأردنية الهاشمية، الدولة الوحيدة التي خرجت فيها مظاهرات منددة بما يحدث في الأقصى، هي الأخرى في أعلى الشجرة، فباستثناء محاولتها الأولى للضغط على اسرائيل للتراجع عن قرارها بمنع الصلاة يوم الجمعة الماضية، لم نسمع تصريحات أخرى منددة بما يجري اليوم من أحداث، خاصة بعد الصفعة التي وجهها نتنياهو للدولة الهاشمية بأن أفشل المفاوضات التي جرت بهذا الخصوص يوم الجمعة، وقرر تنفيذ قراره وقرار مؤسسته الأمنية بإغلاق الحرم أمام المصلين، كانت رسالته واضحة ونقلها على لسان ما يسمى بوزير الأمن الداخلي آردان: "بأن السيادة على الأقصى هي لإسرائيل"، من هنا بدت الأردن صاحبة السيادة والولاية على الأقصى بحسب الاتفاقات الدولية بهذا الخصوص،  كالبطة العارية التي لها ريش لكنها لا تطير.

 

أما المصلون، المدافعون، المرابطون، عند أبواب الحرم، فهم غير ذلك، فكل حارس من حراس الأقصى، وكل مؤذن، وكل عامل نظافة، وكل قارئ في المصحف، وكل من صلى ما قبل باب الحرم، وكل حام لقدسية المكان هناك،  هو تحت شجرة الرحمن، وتحت شجرة الاحترام التي ظللنا بها بأن حافظ على ما تبقى من أمل في أنه بالإمكان أن يكون لنا صوتُ مسموع، فيفهم الاحتلال بأن 30,000 من أبناء القدس ما زالوا احياء يدافعون عن اقصاهم بعيدا عن ولاية من لا ولاية لهم، وبعيدا عن وصاية من لا وصاية لهم، وبعيدا عما يهيئه الاحتلال لهم وما يخفيه.

 

صمودهم هو وحده من سيحمي الأقصى وما سيدفع الاحتلال للتراجع عما يفرضه من اجراءات.

 

هي معركة الاقصى، فمن بقي فوق الشجرة، لن يستطيع النزول بصمت بعد الآن.