الأحد  19 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص "الحدث"| في ضواحي شرق القدس.. لا يوجد مستشفيات لإسعاف الجرحى

"نريد مستشفى ووزارة الصحة الفلسطينية لا تستجيب"

2017-07-24 08:35:30 AM
خاص
الشهيد محمد لافي في مجمع فلسطين الطبي (الحدث: محمد غفري)

 

الحدث- ريم أبو لبن

 

قد ذيع بأن الشهيد محمد لافي (18)عاماً من بلدة أبو ديس قد نقل بجراح خطيرة إلى مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله، وشريكه في الشهادة يوسف كاشور (24) عاماً من بلدة العيزرية هو الأخر نقل مضرج بدمائه إلى مستشفى أريحا الحكومي، ولخطورة وضعه الصحي نقل لاحقاً إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله.

 

والسؤال هنا، لماذا لا تتوفر مستشفيات في بلدات شرق القدس المحتلة لمعالجة الجرحى قبل استشهادهم؟

 

"عدم إنشاء مستشفيات في ضواحي القدس سببه مخطط يهدف إلى استقطاب سكان الضواحي وتلقيهم العلاج داخل مستشفيات القدس المحتلة وليس أمامهم خيار آخر"، هذا ما أكده لـ"الحدث" رئيس الهيئة الإدارية لمستشفى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس عبد الله صبري.

 

وأضاف : "في السنوات السابقة كان هناك مخطط لإنشاء مستشفى في بلدة أبو ديس الواقعة شرق القدس ولم يكتمل الأمر حيث اعتبر بأن هذا المستشفى قد يضر في مصلحة المستشفيات في القدس المحتلة، حيث تسعى الأخيرة لاستقطاب سكان ضواحي القدس ومنها (عناتا، الرام، أبو ديس، العيزرية)".

 

في ذات السياق، أكد صبري بأن البلدات الواقعة في ضواحي القدس المحتلة هي بواقع الأمر تضم مراكز صحية فقط، وفيها تتوفر الخدمات اللازمة لاسعاف الجرحى وحالات الطوارئ، أما الإصابات الخطيرة والتي تنجم عن العدوان الإسرائيلي، كما هو دائر حالياً في مدينة القدس وضواحيها، فيتم علاجها داخل المستشفيات في القدس المحتلة.

 

وقال: "لا توجد مستشفيات متقدمة لعلاج هذه الحالات والاصابات، والوضع الراهن فقط يقتصر على مراكز طوارئ وهناك مركز للطوارئ في بلدة أبو ديس تابع لمستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية، كما أن هناك مراكز متقدمة أيضا في بلدة العيزرية".

 

وحول إمكانية بناء مستشفى في ضواحي القدس، قال صبري: "الأمر يحتاج إلى طاقم من الأطباء المختصين، وأرض مناسبة لإنشاءه، وقد سبق أن تم التخطيط لبناء مستشفى ولكن هذا الأمر قد فشل".

 

في ذات السياق، قال مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة حمدي النابلسي لـ"الحدث": " الأمر يعتمد أيضا على الإمكانيات المالية التي توفرها وزارة الصحة".

 

وأضاف النابلسي: "عادة ما يتم بناء المستشفيات على أساس الكثافة السكانية والموقع الجغرافي، غير أن التقسيمات الجغرافية السياسية لبلدات وضواحي القدس المحتلة قد لعبت دوراً كبيراً للحد من بناء المستشفيات في تلك المناطق التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية".

 

المطلع والمقاصد والمجمع الطبي هي الأقرب

واستكمالاً للحديث عن سبب عدم توفر مستشفيات في بلدات ضواحي شرق القدس المحتلة لمعالجة المرضى والمصابين وتحديداً ممن يقعون في دائرة المواجه المباشرة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في ظل الأوضاع الحالية المتوترة، التي تمر بها القدس وضواحيها. قال النابلسي لـ"الحدث": "مستشفى المطلع والمقاصد وكذلك المجمع الطبي في مدينة رام الله هي الأقرب لسكان ضواحي القدس، وعملية نقل المصاب عبر الإسعاف لا يستغرق الوقت الطويل للوصول إلى تلك المستشفيات".

 

تخضع بلدات ضواحي القدس المحتلة للسيطرة الإسرائيلية حيث تقع هذه البلدات في منطقة "C"، وفق التقسيم الجغرافي الذي خلفته اتفاقية أوسلو عامن 1993م، ولذا فقد يكون من الصعب بناء مستشفيات في تلك المناطق حسب ما ذكر  مدير عام المستشفيات في الضفة الغربية حمدي النابلسي، غير أن هذه المناطق تفتقر لتوفير الخدمات والبنية التحتية.

 

ويذكر أن دولة الاحتلال الإسرائيلي قد أقامت العديد من المستوطنات حول ضواحي القدس، كما ضمت مستوطنات قديمة أخرى خارج حدود بلدية القدس بعد احتلالها للقدس الشرقية عام 1967م، وبناءها لجدار الفصل العنصري عام 2002، حيث عمل على عزل العديد من البلدات العربية عن القدس المحتلة، منها: العيزرية، أبو ديس، الرام، حزما، عناتا، السواحرة الشرقية، بيت إكسا، الشيخ سعد، وقلنديا.

 

الحواجز سبب اخر يسرع الموت

وتقف الحواجز العسكرية وجدار الفصل العنصري كعائقاً أمام إسعاف المرضى والحرجى وتحديداً من يسقط مصاباً بعد مجابهة العدو، ضمن المواجهات المندلعة في ضواحي مدينة القدس المحتلة، حيث يتم نقل المصاب حينها إلى المجمع الطبي في رام الله، أو إلى مستشفى أريحا الحكومي. والسؤال هنا كم يستغرف المصاب وقتاً لنقله إلى تلك المستشفيات؟ وقد ينال الشهادة قبل وصوله.

 لنبدأ بأزمة السير على الشارع المحاذي لحاجز قلنديا العسكري فهو وحده حكاية أخرى، وهو من أكبر الحواجز العسكرية التي أقامها جيش الاحتلال الإسرائيلي عقب انتفاضة عام 2000، وعنده تشتد الأزمات المرورية، وفيه حلبة لسباق السيارات المتجهة من القدس المحتلة إلى وسط الضفة الغربية، لاسيما وأن العبور من خلاله يستغرق عدة ساعات. إذا كيف يكون الحال عندما تعلق سيارة الإسعاف في تلك الأزمة وهي تحمل إحدى المصابين؟.

 

وقبل الوصول لحاجز قلنديا، تجابهك أزمة سير خانقة عند قرية جبع الواقعة شمال القدس وعلى حاجزها العسكري، ولسوء حظ المصاب المحمل داخل الإسعاف فقد يتعنت الجنود ويركبوا موجة الأهواء لاعاقة حركة مرور المركبات في ذاك الوقت. ألن يؤثر هذا على فرصة إنقاذ المصاب وتحديداً من توصف إصابته بالخطيرة؟.

 

فرعون: نريد مستشفى ووزارة الصحة لا تستجيب

رئيس المجلس البلدي في العيزرية عصام فرعون قال: "لا يوجد مستشفى في ضواحي القدس، وما يتوفر هنا مراكز صحية تجارية تقدم الخدمات الطبية الطارئة ولا تفي بالغرض، لاسيما وأن عشرات الحالات التي قد تأثرت صحياً نتيجة عدم توفر المستشفى".

 

وقال مستاءً: "عدم وجود مستشفى هو أمر مأساوي، ولا يوجد آذان صاغية حتى الجهات الرسمية ترفض بناء المستشفى".

 

وأضاف لـ"الحدث": "طالبنا وزارة الصحة الفلسطينية عدة مرات بتنفيذ مقترح لبناء مستشفى في ضواحي القدس المحتلة، ولكن لم تبدي أي اهتمام، وكان الرد ينطوي تحت إطار تطوير مستشفيات القدس المحتلة والعمل معها دون الحاجة لبناء مستشفى جديد".