الخميس  16 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث | موهبة غزية تتصدر مسابقة ناشونال جيوغرافيك بهذه الصورة

2017-07-26 07:50:54 AM
متابعة الحدث | موهبة غزية تتصدر مسابقة ناشونال جيوغرافيك بهذه الصورة
الصورة التي فازت بالمسابقة

 

الحدث- عامر بعلوشة

 

ما زال قطاع غزة وبرغم ما يتعرض له من اضطهاد وتهميش على كافة المستويات، يحارب في كل الميادين، وينهض من كل لحظة يأس، نحو المستقبل والنور، مما يجعل العدو قبل القريب، يقرّ بمن يعيش في هذا القطاع، من مواهب وفنانين ومبدعين، في كافة المجالات والعناوين، ينتظرون أي لحظة ومنفذ، ليمرّوا خلاله، موصلين رسائل الحياة والجمال والعلم، للعالم أجمع.

 

من بين 19 ألف مصور حول العالم، في مسابقة أعدّتها ناشونال جيوغرافيك للتصوير الفوتوغرافي، وبعد شهور من التحضير والتصويت على المسابقة، استطاع المصوّر والفنان الفلسطيني "محمود أبو سلامة" "28 عاما" من مخيم جباليا لللاجئين شمال قطاع غزة، أن يحوز على المرتبة الأولى من بينهم جميعاً، في صورة حملت في طيّاتها لحظات واحدة، من الفرح والمعاناة، داخل أروقة وأزقة مخيمات اللجوء والعودة بإذن الله.

 

أبو سلامة الشاب البسيط، المثال للفنان الفلسطيني المتواضع والحيّ، الذي لا يمكن لأي مُعيقات وصعوبات أن تثنيه عن مواصلة طريقه، والمضيّ قدماً نحو القمة، برغم كل ما يمكن أن يكون عقبة أمامه وأمام نجاحه، حيث بدأ مشواره الفنيّ قبل عدة سنين، بواسطة كاميرا صغيرة متواضعة، تحمّل وصبّر من أجل أن يجمع ثمنها، كي ينطلق نحو عالمه الجديد ويبدأ بالبحث عن أي لحظة جمال، كي يلتقطها بعدسته.

 

وفي مداخلته للحدث قال المصوّر أبو سلامة: "كل إنجاز في غزة ليس بالأمر السهل، فأنت دائماً وحدك، ودائماً تحت رحمة الظروف التي نعاني منها جميعاً"، وأضاف: "حين بدأت مشوار التصوير كنت بكاميرا صغيرة، وبعدها تمكّنت من الحصول على كاميرا جيدة، وبدأت الأفكار تتطور شيئاً فشيئاً، حتى أصبحت صوري تحوز على استحسان كبير لدى جمهوري المتواضع عبر مواقع التواصل، الذين تمكنت من خلالهم من توسيع انتشار اعمالي وعلاقاتي الفنية، وعملت مع عدة وكالات ومؤسسات في مجال التصوير"

المصور أبو سلامة ناشونال جيوغرافيك غزة

وفي سؤاله حول تجربة المسابقة قال أبو سلامة: "أحببت أن أشارك بالمسابقة بصورة من داخل المخيم، صورة بسيطة تحمل في طياتها مشاهداً للمعاناة والبساطة والجمال، كحياة أهل المخيم بالضبط، وبحمد الله وبتشجيع من الأصدقاء وبعد انتهاء فترة التصويت تمكّنت من الحصول على المرتبة الأولى من بين أكثر من 19 ألف صورة شاركت في المسابقة"

 

ويعبر عن شعوره لحظة الفوز بأنها كانت من أسعد لحظات حياته، وأنه كان سعيداً جداً بالإهتمام الكبير الذي حاز عليه من الوسط الإعلامي والفنّي، وأنه يأمل الآن أن يتمكّن من السفر إلى ابو ظبي حين قدوم موعد تسليم الجوائز، كي تكتمل فرحته، ويضيف متهدّجا: " ولكن للأسف، وضع المعبر كما تعلم، صعب للغاية، وهي ليست بالمرة الأولى تحصل، فقد حصلت معي سابقاً ومع فنانين وكتاب ومبدعين كثر"

 

وعقّب أبو سلامة: "الحصار المفروض على غزة حرم أهلها من كثير من الفرص، وأنا على يقين بأن شعب غزة يستحق من الجميع أن ينظر إليه وإلى موهوبيه، وبأن غزة تمتلك الكثير، وهي رغم كل تلك الصعوبات، استطاعت تصدير الكثير من المواهب والفنانين، الذين لمعوا في مجالات كثيرة كالغناء والرسم والكتابة وغيرها"

 

واعتبر أبو سلامة بانه لا زال يحاول أن يمثّل بلده وقضيّته، وأنه سيكون دائماً، على مقربة من أهل مخيّمه، وحاملاً لقضية وطنه أولاً وأخيراً، في كل رسالة فن من كاميرته.