الجمعة  04 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث | سكان غزة وثلاثة أعوام من المعاناة في الكرافانات

2017-07-30 06:25:44 AM
متابعة الحدث | سكان غزة وثلاثة أعوام من المعاناة في الكرافانات
الكرافانات التي يسكنها الغزيون (تصوير: الحدث 2017)

 

عامر بعلوشة – غزة

 

رغم كل ما يدور في هذا العالم من تغييرات وأحداث متتابعة ومتتالية، ورغم مضيّ الوقت وإضمحلال قضيّتهم أمام الإعلام والرأي العام المحلي والعالمي، لا زال سكان الكرافانات في غزة قابعون في المعاناة على مدار ثلاثة أعوام متتالية، بعد العدوان الأخير،  في فقر و لا إستقرار، وانعدام للراحة صيفاً وشتاءاً، ومزيدٍ من الإنتظار والخيبات!

 

مقعدُ ومريض، وله من الأبناء ما يتجاوز الـ13، وزوجتين إحداهن بحاجة للعلاج وتعاني من عدة أمراض، وأخرى تُعيل كل الأسرة، جميعهم يقطنون في إثنين من الكرافانات التي تم توزيعها بعد الحرب في منطقة بيت حانون، وكل كرافان منها لا تتجاوز مساحته الثلاثين متراً.

 

مشهد من مشاهد كثيرة تراها خلال تنقلك بين أزقة الكرفانات المنتشرة في عدة مناطق في قطاع غزة، في شكل مأساوي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، و حالة من الألم والمعاناة الحقيقية؛ التي تتكبدها هذه الفئة ممن فقدوا منازلهم إبان العدوان الأخير، ولا زالوا حتى اللحظة على حالتهم، وسط تهميش من كافة الاطراف لقضيّتهم، وتوقف مشروع إعادة الإعمار بسبب الخلافات السياسية والحصار المفروض على القطاع وإعاقة دخول مواد البناء، وهؤلاء الثكالى من يدفعون الضريبة.

 

وكما ورد على لسان  الخبير الاقتصادي ماهر الطباع لـ "الحدث":" فإن مُجمل ما تلبيه عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة بعد ثلاثة سنوات من الحرب، لم يتجاوز الـ17 بالمئة من إجمالي الحالات المتضررة."

 

وشدد الطباع على وقف إعادة الإعمار كلياً في القطاع الإقتصادي، حيث هناك أكثر من 4400 منشأة إقتصادية قد تضررت وقدرت خسائرها بما يزيد عن 280 مليون دولار.

 

 ونوّه  إلى أن عدد الفلسطينيين الذين ما زالوا نازحين وبدون مأوى جراء الحرب الإسرائيلية عام 2014 يقدر بأكثر من 6300 أسرة (حوالي 33 ألف فرد)، فيما توجد فجوة عاجلة في المساعدة والحاجة لدعم مالي نقدي لنحو 5300 أسرة نازحة تقريباً، محذُراً من ضرورة العمل الفوري لإتمام عملية إعادة الإعمار.

 

ومن جانبه قال المواطن "م.ع" أحد سكان الكرافانات في المنطقة الشرقية لمراسل الحدث: "نحن نعاني يومياً وكل ساعة وكل دقيقة من حياتنا في الكرفان"

 

وأضاف: " مش قادرين نتحمل يا عالم، صيف بنموت، شتا بنغرق وبنموت برضه، وكل شوي بقولك الشهر الجاي ع أول السنة، وهي صار 3 سنين والحال زي ما هو" على حد قوله."

 

ولفت إلى أنه يعاني من عدة أمراض أيضاً، ولديه طفل يحتاج إلى السفر للعلاج، ولكن دون فائدة.

 

ومن خزاعة قال محمد أبو ريدة لمراسل الحدث: "لا يمكن تصور الحياة داخل الكرافان، ماذا يمكن أن نفعل في مثل هذا الحر وهذه الظروف من انقطاع كهرباء وضيق حال ؟"

 

وتابع: " نحن لازلنا كما نحن منذ الحرب، بلا مأوى، بلا استقرار، ووظيفتنا فقط إنتظار أن يتم إعادة إعمار منزلنا، أي العودة إلى الوضع الطبيعي الذي كنا فيه"

 

وأشار إلى سوء جودة الكرفانات التي يعيشون بها، واهتراءها مع مرور الزمن، وعدم قدرتها على تلبية ما يلبيه المنزل العاديّ، فهي ألواح من الحديد الرقيق، لا تقيّ حر الصيف، ولا برد الشتاء.

 

وفي موقف حقوقيّ قال المحاميّ والناشط الحقوقي نضال الشوا لمراسل "الحدث": " الحياة داخل الكرفانات لا تصلح للبشر، وهي تفتقد لأقل مقومات الحياة البشرية"

 

وأضاف: "حق المسكن وإعادة إعمار منازل هؤلاء الناس كفلته كافة المواثيق والأعراف، وعرقلة دخوله بسبب الحصار والإنقسام هو بمثابة جريمة تُمارس بحق هذه الفئة التي قدمت أبنائها ومنازلها واستقرارها في الحرب الأخيرة"

 

وشدد الشوا على ضرورة الدور الإعلامي والحقوقي في معالجة الأزمة، داعياً كافة الأطراف إلى "الإلتزام بما تقتضيه مصلحة الشعب أولا وأخيراً"

 

وأكّد بدوره على أهمية الدور القانوني وملاحقة إسرائيل دولياً في هذه الإنتهاكات الإنسانية التي مارستها ولا زالت تمارسها بحق أهل غزة، موجهاً تحيّته إلى الأهل الصابرين في الكرفانات في كل مناطق القطاع.