الثلاثاء  01 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص "الحدث"| نكبة جديدة بانتظار 57 مواطناً من حي الفهيدات شرق القدس (صور, فيديو)

2017-08-03 07:04:07 PM
خاص
حي الفهيدات شرق القدس بمحاذات معسكر لجيش الاحتلال (الحدث: محمد غفري)

 

الحدث- محمد غفري

 

في حي الفهيدات شرق مدينة القدس المحتلة تصارع عائلات فلسطينية على البقاء في منازلها ومواجهة قرارت الهدم ومحاولات الطرد، التي تلاحقهم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، معلنين رفضهم القاطع لأي تسوية أو بدائل عن أرض الأجداد.

 

المواطن يونس فهيدات أحد سكان الحي القريب من بلدة عناتا، قال إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تلاحقهم باستمرار من أجل هدم الحي بشكل كامل، والاستيلاء على أرضه التي تبلغ مساحتها 57 دونماً.

 

فهيدات الذي حاوره مراسل "الحدث" من فوق أحد منازل الحي، أوضح أن لهذه المنطقة أهمية استراتيجية لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تقع خلف الجدار الفاصل عن بلدة عناتا، ويحيط بها معسكر لجيش الاحتلال من كافة الجهات باستثناء منطقة الجدار.

 

 

أمس الأربعاء، سلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي سكان الحي أوامر لهدم 6 منازل، وأعطتهم مهلة لمدة ثلاثة أيام للطعن في قرارات الهدم، علماً بأن اليوم الخميس لا يكفي لإعداد ملف والبحث عن محامي وتكليفه للمرافعة في القضية، أما غداً الجمعة وبعده السبت فهي أيام عطل رسمية في محاكم الاحتلال، وبالتالي سلطات الاحتلال علاوة على قرارات الهدم الجائرة، لم تفسح المجال للطعن في قرارها.

 

في سياق ذلك، أكد يونس فهيدات في حواره مع "الحدث"، أن الاحتلال سبق وسلم العائلات 17 أمر هدم عام 2013، يضاف إليها الان 6 أوامر هدم جديدة، وهو ما يعني أن كافة منازل الحي البالغة 9 منازل ومرافقها من حضائر للأغنام ومخازن وبركسات باتت كلها مهدةة بالهدم والإبادة يوم الأحد القادم.

 

وأوضح فهيدات، أن 57 شخصاً يسكن في هذا الحي بينهم نحو 30 طفلاً مهددون بالتشريد، في حال لو نفذت سلطات الاحتلال أوامر الهدم.

 

 

تقصير رسمي

فهيدات أشار إلى تقصير من قبل الجهات الرسمية الفلسطينة في متابعة القضية سواء من الناحية القانونية ومواجهة قرارات الاحتلال، أو من خلال توفير الخدمات الأساسية للحي، الذي يعاني من أهمال شديد.

 

وأكد فهيدات أنه منذ أمس الأربعاء وحتى اليوم الخميس (13:00)، لم تتصل أي جهة رسمية ولم يحضر إلى الحي أي مسؤول فلسطيني أو حتى يرسل من ينوب عنه.

 

لذلك وجه نداءه إلى السلطة الفلسطينية وهيئة الجدار والاستيطان على وجه التحديد من أجل التحرك السريع وتكليف محام يدافع عن القضية، والتدخل العاجل قبل تنفيذ قرارات الهدم.

 

وأكد فهيدات، أن تكليف محام للدفاع عن القضية وإعداد الملفات القانونية يفوق قدرات أهالي الحي وهو العمل الذي يجب أن تقوم به الجهات الرسمية الفلسطينية.

 

 

مخاطر على حياة السكان

ولأن حي الفهيدات يقع خلف الجدار الفاصل ويحيط به معسكر لجيش الاحتلال من كافة الجهات، جعل ذلك حياة السكان فيه مهددة بالخطر الدائم.

 

يونس فهيدات، قال لـ"الحدث" إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم هذا المعسكر مركزاً للتدريب وتقوم باستمرار باطلاق الرصاص، ومنها ما يصل إلى منازل المواطنين.

 

وأضاف فهيدات، أن 8 مواطنين من سكان الحي مصابون بمرض السرطان بسبب أبراج الاتصالات وأجهزة الرادار والتشويش المنتشرة في محيط الحي.

 

كما ووصف فهيدات، مضايقات آليات الاحتلال وجنوده المستمرة لأهالي الحي، حيث يشرعون بإطلاق النار والصراخ عبر السماعات لمجرد اقتراب طفل صغير من السياج الفاصل بين المعسكر والحي.

 

 

تسويات وإصرار على البقاء

وعلى الرغم من كل هذه المضايقات وضعف الخدمات والمخاطر المترتبة على العيش في أرضهم، إلا أن هناك إصرار جم على الصمود لدى سكان حي الفهيدات.

 

يأتي هذا الاصرار على البقاء بالتزامن مع عروض وإغراءات تقدمها سلطات الاحتلال للسكان المحليين من أجل إخلاء الحي طوعاً.

 

 بعض هذه العروض كان شراء الأرض البالغة 57 دونماً بمبلغ 20 مليون دولار أمريكي، وفي مرة ثانية عرض الاحتلال عليهم مبلغ شيك مفتوح.

 

أما العرض الثاني الذي قدمته سلطات الاحتلال لأهالي الحي فكان بقاؤهم في الحي ومنحهم هويات إسرائيلية، مقابل إغلاق الجدار عليهم وفصلهم عن الضفة الغربية ومنعهم من إعمار منازل جديدة.

 

هذه العروض قوبلت برفض قاطع من قبل الأهالي، بحسب ما ذكر يونس فهيدات، ومن خلفه طفله الصغير محمد، الذي ولد وتربى واعتاد على العيش هنا.

 

وأكد فهيدات، أن أهالي الحي لن يقبلوا بأي شكل من الأشكال بيع أرضهم للاحتلال الإسرائيلي، ولن يقبلوا بالجنسية الإسرائيلية وفصلهم عن بلدتهم عناتا بعد إغلاق الجدار عليهم.

 

وأضاف، أن بعض منازل الحي بنيت قبل الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967، والحل الوحيد هو إزالة معسكر قوات الاحتلال وليس الحي.

 

وبين إصرار على البقاء حتى الرمق الأخير من قبل أهالي حي الفهيدات المهمل من قبل السلطة الفلسطينية، وملاحقة جنود الاحتلال المستمرة لأهالي الحي، تمضي حكومة الاحتلال في مخططاتها الأوسع من ذلك، الرامية إلى تهويد مدينة القدس المحتلة، وتوسعتها ضمن مشروع القدس الكبرى، وإحداث التفوق الديموغرافي لصالح المستوطنين اليهود على حساب طرد أصحاب الحق من الفلسطينيين.