الثلاثاء  01 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث"| الهجوم الإلكتروني على الانترنت في فلسطين مستمر فما هو الحل؟

2017-08-06 03:39:35 PM
متابعة
جهاز"راوتر" انترنت

 

الحدث- ريم أبو لبن 

 

"يمكن تخفيف مشكلة الإنترنت من خلال قيام الوكلاء الموزعين ومن يقدم الخدمات بتوصيل الإنترنت عن طريق البدالات، وقد تم طرح هذه الفكرة من قبل ولكن جوبهت بالرفض وتحديداً من قبل الشركاء الكبار في مجال الاتصالات". هذا هو الحل الفعلي للتخفيف من المشكلة الجاصلة حالياً في شبكات الإنترنت حسب ما ذكر لـ"الحدث" وزير الاتصالات السابق د. مشهور أبو دقة.

 

وقال أبو دقة  لـ"الحدث" بأن على المزودين ومقدمي خدمات الإنترنت بأن يشاركوا باستخدام أبراج الاتصالات أو استخدام مراكز تخزين المعلومات أو البدالات التي تستخدم للهاتف النقال أو الثابت، حيث يحقق هذا استفادة للمستهلك، وتخفيضاً لتكاليف الخدمة نسبياً.

 

ويذكر أنه وقبل ثلاثة أيام تعرضت شبكات الإنترنت في الأراضي الفلسطينية لهجمة إلكترونية قد وصفت بـ "الأعنف" إذا ما تم مقارنتها بالاختراق الحاصل عام 2012، حيث تم اختراق تلك الشبكات، وتم استهداف عناوين افتراضية لمختلف الشركات المزودة للانترنت في فلسطين حيث تم اغراقها بملايين الرسائل الإلكترونية لشل عملها.

 

ووأوضح أبو دقة: "الشركات المهيمنة عادة تقاوم ذلك نظراً لهيمنتها على السوق وميلها في العادة للاستمرار بهذه الهيمنة، والتي تجعلها تحتفظ بنسبة أرباح دون منافسة جدية".

 

وقد تسبب الهجوم على الانترنت في اضطراب خدمة الانترنت ولفترة قصيرة جداً مما أدى إلى بطء في التصفح حسب ما ذكر لـ"الحدث" وكيل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سليمان زهيري.

 

وقال الزهيري: "الأجهزة القديمة (الراوتر) هي أجهزة غير محدثة وبذلك تم اختراقها، ولكن نحن الآن في صدد السيطرة بشكل تدريجي على الاختراق الحاصل في شبكات الإنترنت، لاسيما وأن اليوم يعقد اجتماعاً يضم وزارة الاتصالات، والوكلاء والمزودين وكذلك شرطة الجرائم الإلكترونية"

 

وأوضح زهيري خلال حديثه بأن الهجمة الإلكترونية قد طالت جميع شبكات الإنترنت حيث تم استهداف مشغل (hardware) أي الأنظمة العاملة بها، لاسميا وأن الهجوم قد طال في البداية " الرواتر" المشترك النهائي مما أدى إلى اضعاف عملية التصفح. أما الهجوم الثاني فقط طال الخوادم الخاصة لمقدمي الخدمات.

 

في ذات السياق، وبالحديث عن اعتماد طريقة "البدلات" كحل مؤقت لمشكلة الإنترنت. قال زهيري : " إن طريقة توصيل الانترنت من خلال (البدالات) يحتاج إلى بوابة دولية وهذا ما ينقصنا، حيث تهدف البدالة إلى توحيد الإنترنت وتجميعه من مصدر واحد، وهذا الأمر لن يحدث طالما أننا نقع تحت احتلال".

 

" المشكلة في الراوتر وليس الإنترنت"

 

قال مدير عام شركة ( كول يو) رائد عليان: "مشكلة الإنترنت ظهرت تحديدا لدى مستخدمي راوتر (TP-Link)  وفي شهر سبتمبر من العام الماضي، حيث واجه هذا النوع ثغرة في نظام البرمجيات (software) حيث قام المخترق باختراق نظام راوتر ( TP-Link)  دون الحاجة لمعرفة (اسم المستخدم وكلمة السر)، لاسيما وأن هذه العلب من ذات النوع هي موجودة من عام 2013 وما قبل ذلك، ولم يتم تحديث النظام لديها.

 

أضاف :"هناك نوعان من علب توصيل خدمة الإنترنت (راوتر)، ومنها ما هو يعود لعام 2013 حيث يمكن تحديث نظام البرمجة لديه نوعاً ما، أما علب (راوتر) التي استخدمت قبل عام 2013 فهي غير صالحة للتجديد حتى أن مستخدميها يعانون منها لاسيما وأنهم يعتقدون بذات الوقت أن الخلل في الانترنت ذاته ولكن بطبيعة الحال الخلل يكمن في علبة (الراوتر) ذاتها".

 

أبو دقة: "الهجوم ذاته وبنفس الطريقة لماذا لم تحل المسألة؟"

 

وقال وزير الاتصالات السابق د. مشهور أبو دقة: "هذا الاختراق لم يحدث لأول مرة، حيث حدث من قبل بذات الطريقة والآلية ولم تستخدم تقنيات جديدة لتفاجئ الوكلاء والمزودين للإنترنت. فلماذا لم تحل المسألة لهذه اللحظة؟ وجميع الدول هي معرضة للهجوم الإلكتروني.

 

وأَضاف : "المطلوب لحل مشكلة الانترنت والاختراقات المتكررة أن يكون لدينا امكانيات وأكثر جاهزية لاستقبال أي خلل قد يحدث، فلا الشركات الخاصة أو الحكومة جاهزة لذلك".

 

في حين، أكد وكيل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سليمان زهيري، إنه تمت السيطرة بشكل كامل على الهجمة التي تعرضت لها شبكات الانترنت قبل ثلاثة أيام، وإن الأمور عادت الى طبيعتها ولا يوجد أية اختراقات ذات قيمة منذ مساء أمس حتى اليوم.

 

موضحاً بأن فلسطين هي جزء من دول العالم التي تتعرض بشكل شبه يومي لهجمات قراصنة الحاسوب "هاكرز"، لكن وتيرة هذه الهجمات تقل وتزداد من وقت لآخر، ودائما ما يتم وضع مجموعة من الإجراءات للحد من آثارها.

 

أما مدير عام شركة ( كول يو) رائد عليان فقد أكد بأن الخلل في الإنترنت هو خلل فردي وليس على الشبكة ككل، وعليه فإن كل مستخدم قد واجه هذه المشكلة سيتم معالجة الأمر معه بشكل فردي وهذا يستغرق وقت أكبر، وفي طبيعة الحال فإن العامل في شركة الإنترنت يستقبل بطبيعة الحال 15 مكالمة في الساعة، وكل مشترك يحتاج إلى 10 دقائق لمعالجة الخلل والبرمجة. ولذا فإن الموظف لا يمكنه الاستجابة لأكثر من 6 مكالمات في الساعة.

 

وأَضاف : "بجانب ذلك، فقد يكون مصدر الهجوم الإلكتروني واحد ولكن أثره مختلف، وخلال 3 أيام ماضية حتى مساء أمس كان يحدث الاختراق كل 3 ساعات ولمدة 15 دقيقة. أي من لحظة بدء الهجوم مروراً بقيام الشركات بتحديد مصدر الهجوم وحجبه وكل هذا يسترق وقتاً، لاسيما وأن المستخدم قد يجد بطئاً في فتح صفحة الانترنت".

 

لذا فإن هذا الهجوم الإلكتروني حسب ما ذكر عليان يحدث بشكل يومي في جميع الدول ولكن بدرجات متفاوتة، ولكن هذه المرة قد زادت وتيرة الهجوم. وقال : " عادة هذه الهجمات تظهر حدوث ظروف سياسية بارزة في المنطقة".

 

عليان : "نحن لا نتاجر بـ الراوتر"

 

وقد امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالاتهامات ضد شركات الإنترنت باعتبار أن هذا الخلل الحاصل قد افتعل عمداً بهدف بيع كميات من علب توصيل خدمة الإنترنت "الراوتر" للمستخدمين وبتكلفة أعلى.

 

" نحن لا نتاجر بـالراوتر". هذا ما أكده مدير عام شركة ( كول يو) رائد عليان لـ"الحدث" موضحاً بذلك بأن دورشركات الإنترنت هي تزويد المستخدم بخدمات الإنترنت الجيد وليس ببيعه الراوتر.

 

وأكد عليان خلال حديثه بأن استبدال " الراوتر" القديم بـ "راوتر" جديد هو أمر جدي للمستخدم، لاسميا وإن كان "الراوتر" قد مر على استخدامه سنتين أو ثلاث سنوات.

 

أضاف : " الراوتر الذي يباع في الأسواق بـ 100 شيقل، يباع لدى شركات الانترنت بـ 80 شيقل، والهدف ليس الربح وإنما تقديم خدمة جيدة، والشركات الانترنت لا تعنى ببيع الرواتير للمستخدم".

 

"أنا غيرت الراوتر وجبت سلكوم"

 

قال أحد مستخدمي الإنترنت في مدينة رام الله : "تم اعادة برمجة الراوتر القديم ولا مشاكل لحتى اللحظة". أما اخر"الخلل لا يمكن في الراوتر وأنما في زيادة سرعة الإنترنت، غير أن مزودي الإنترنت لا يملكون الجاهزية الكاملة لهذه الزيادة .. ولذا وقع الخلل".

 

أما أحدهم فقد لجأ لاستخدام شريحة إسرائيلية لتزويده بالإنترنت و كحل مؤقت : "انا غيرت الراوتر وجبت سلكوم صار صاروخ".

 

والسؤال هنا، هل تكرار حدوث الخلل في شبكات الإنترنت الفلسطينية قد يفتح المجال بإعادة توسيع حلبة البحث عن الشرائح الإسرائيلية؟