الأربعاء  02 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص "الحدث": في المخيم.. رفض إعطاءه الخبز بالدين فحاول حرق نفسه وقال: "أريد وظيفة"

2017-08-09 02:56:08 PM
خاص
(تعبيرية: الحدث)

 

 

الحدث- ريم أبو لبن

 

"البارحة رفض الخباز إعطائي الخبز ولكثرة الديون حاولت إحراق نفسي وشربت كمية من مادة قابلة للاشتغال (تينر)، ولكن أنقذني أحدهم قبل فوات الاوان ... أمي مريضة بالسرطان، وأبي لديه فشل كلوي وأنا المعيل الوحيد وبدون وظيفة ..ماذا أفعل؟". هذا ما قاله لـ"الحدث" الشاب محمد خريس (27)عاماً من سكان مخيم الفارعة التابع لمحافظة طوباس.

 

"أريد وظيفة، لا أريد أي شيء آخر". هذا أقصى ما يحلم به الشاب خريس، حيث حاول البارحة وتحديدا الساعة السابعة ليلاً ومن أمام مخيم الفارعة بحرق نفسه من خلال شرب كمية من المادة القابلة للاشتغال (تينر)، وفي اللحظة الاخيرة قام أحدهم بإنقاذه، لاسيما وأن أفراد من المخابرات اقتادوه للتحقيق معه ومعرفة أسباب ارتكابه هذا الفعل.

 

قال: "الظروف التي أعيشها لا أحد يستطيع تحملها، وما فعلته كان ردة فعل تجاه هذه الظروف، حيث تكدست الديون ولم استطع دفعها، وبحثت عن عمل ولم أجد، فلم أجد حلاً اخر من إحراق نفسي لاسيما وأنني كنت غير مدرك لما أفعل ... غصب عني".

 

وأِشار خريس في حديثه لمراسلة "الحدث"، بأنه لا يوجد معيل لعائلته المكونة من خمسة أفراد (3 إناث، و 2 ذكور)، لاسيما وأن والده لا يعمل ولديه قصر في النظر غير عذابه اليومي مع غسيل الكلى حيث يعالج في المستشفى التركي في محافظة طوباس وعلى حساب وزارة الشؤون الاجتماعية، حيث تقدم الوزارة للأب مبلغاً يصل إلى 700 شيقل وكل 3 أشهر . وهنا يتساءل خريس هذا المبلغ شو بكفي؟.

 

وأَضاف: "والدي نظره ضعيف غير أنه يقوم بغسل كليته يوماً بعد يوم في المستشفى التركي، ولم يلتفت لوضعنا أحد وما نحصل عليه من مساعدات مقدمة من الشؤون الاجتماعية لا تسد علاج والدي فكيف سيكفي لتوفير احتياجاتي انا وأخي الصغير الذي التحق بالثانوية العامة لاسيما وأن إخوتي الاخرين هم متزوجون ".

 

لم يكن الشاب محمد خريس يعلم ما سيحل به وبأسرته بعد عودته إلى فلسطين، لاسيما وأنه قضى حياته في السعودية، وكان يعيش حياة اقتصادية جيدة مقارنة بما آل اليه الوضع الآن وبعد مكوثه قرابة 6 سنوات في مخيم الفارعة دون عمل، حيث أنهى دراسة الثانوية العامة في سعودية ثم انتقل بعد ذلك إلى فلسطين ليرافق والده في رحلة علاجه، حيث منع والده من تلقي الخدمات العلاجية في السعودية وكان يجابه بالرفض وقيل له: "أنت رجل أجنبي ويمنع عليك العلاج".

 

لم يستطع جريس إكمال تعليمه الجامعي بسبب الظروف الاقتصادية التي أحالت دون ذلك، لاسيما وأن جريس لم يحصل على شهادة الثانوية وبشكل رسمي من إحدى المدارس الخاصة، فعليه دفع مبلغ يصل إلى 18 ألف ريال سعودي للحصول عليها أي ما يعادل 4800 دولار، وقد يشكل هذا عبئاً اضافيا يواجه أثناء بحثه عن العمل.

 

أما الوالدة فلها حكاية اخرى، فهي أيضا تعاني من إصابتها بمرض سرطان الثدي حسب ما ذكر جريس ل"الحدث" وهي الان متواجدة في الأردن ومنذ 6 سنوات لتلقي العلاج اللازم، لاسيما وأنها لا تستطيع الدخول إلى فلسطين لاعتبارها مواطنة أردنية وتمتلك الرقم الوطني والكرت الأصفر، وهي بالتالي لا تمتلك الهوية الفلسطينية.

 

قال جريس : "لا يمكن لأمي القدوم هنا، وهي تتلقي العلاج في الخارج، وأنا أقوم بزيارتها من الفترة للأخرى".

 

في ذات السياق، ذكر مصدر أمني لـ"الحدث" بأنه تم حماية الشاب محمد خريس ومنعه من ارتكاب جرم بحق نفسه، حيث تم اقتياده إلى المقر الأمني والتحدث معه وتهدئته وطمأنته.

 

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه: " مثل هذه الحالات لا تترك هكذا حيث يتم مساعدتها، وفي حالة الشاب محمد تم مساعدته وتوفير بعض من احتياجاته المنزليه كما تم التوجه إلى الجهات الرسمية والمؤسسات المختصة لتقديم المساعدة له". 

 

إذا قد تغلبنا الظروف القاسية أحياناً، وقد نقف على ناصية الحياة دون أن نفكر وبطريقة منطقية ماذا سنفعل؟ وتجرفنا هذه الظروف أحياناً لارتكاب جرم بحق أنفسنا وقد نضيع ما بين هذا وذاك خاصة عندما نشعر بأن الأبواب أمامنا قد أغلقت، رغم أن أحلامنا هي بمضمونها ليست أحلام وإنما هي حق مكتسب في جميع دول العالم.

 

وأنهى خريس حديثه: " لا أريد مساعدات ولا نقود، أريد أن أعمل، فقط لا غير".