الحدث- أحمد بعلوشة
على مواقع التواصل الاجتماعي، تسببت فكرة طرح قطاع غزة للبيع بردود أفعال واسعة انقسمت بين مؤيد للفكرة من حيث مضمونها ورسالتها، وبين معارض لها باعتبار ما فيها بأنه تقليل من شأن القطاع.
جاء ذلك بعد أن قام شاب فلسطيني من قطاع غزة بعرض القطاع للبيع على موقع eBay الشهير. ولاقى نسبة مزايدة وصلت إلى 66 ألف دولار أميركي. وفي وصف المنتج المعروض، كتب الشاب "البائع" بأنَّ المنتج مستخدم ورشيق.
نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي غردوا تغريدات ساخرة حول الموضوع، واختتموا معظم تغريداتهم بوسوم #غزة_مش_للبيع و #الارض_عليها_مشاكل، ليقوم الموقع لاحقاً بحذف عرض المزايدة.
وفي صفحته على فيسبوك، قال الشاب عبد الله الطهراوي أنه هو من قام بعرض قطاع غزة للبيع، قائلاً "الأسباب إلي دفعتني لأعرض غزة للبيع على موقع eBay منكم من نظر إليها بأن دوافعها ايجابية.
أولاً: كثير ما سمعت عن تجار الوطن الذين يتاجرون بالوطن وشعبه وجميعهم معرفون لدينا إلا أنهم هم الوحيدون القادرون على العيش في الوطن فالكهرباء والماء والدواء والسلطة والجاه والشعب كل ذلك وأكثر مسير لهم! فعسى أصبح من تجار الوطن فتيسسر الحياة لي في الوطن.
ثانياً: الجميع يقدم حلول غوغائية يعتقد انها نضالية دون الرجوع إلي المرجعية الشعبية، ولكن ما قدمته هو حل غير جدلي وغير نضالي لا يستطيع أحد ان يوافق عليه لأوكد للجميع أننا اتفقنا على أن غزة مش للبيع وتكفي ان تكون هذه نقطة إلتقاء لكل الشعب الفلسطيني والعربي ليتوحد ويبني مستقبله ومصالحة على هذه النقطة غزة مش للبيع. غزة ليس امامها إلي خيارين اما التسليم والإستلام أو الحرب والإبادة، احنا داخلين على حرب مش خايفين منها اذا فرضت علينا وع رقابنا اذا بنطلع منها لو لشبر برة غزة، لكن اذا بقول بيع غزة للعربان إلي بدفعوا مليارات لترامب أولى من تسليمها وبيعها من تحت الطاولة.
ثالثاً: البعض قال ان غزة للبيع من غير شعبها! مين قال ذلك؟! شعب لا يملك قوت يومه ولا يأكل مما صنعت ايديهم بكون هذا الشعب باع نفسه لأجندة الأموال الخارجية. من يوم اتفاق أوسلوا واحنا عايشين على المنح والمساعدات المقدمة للشعب الفلسطيني وكأنهم بدفعوا هذه الأموال مقابل صمودنا في الأرضنا ، هذه الاموال مدفوعة لرهن رقابنا وبيع اجندتنا ومبادئنا لغيرنا، ومابدي أحكي أكثر من هيك في النقطة هذه وشغل التنظيمات والأحزاب والحكومات خير دليل، وقطع الرواتب أوضح دليل".
وحول الموضوع نفسه، قال مدرب الإعلام الاجتماعي محمد أبو القمبز "صحيح غزة مش للبيع، بس لازم العالم يسمع شو بيصير بغزة، وكانت طريقة عبد الله الطهراوي من الطرق المبتكرة اللي وصلت صوت غزة للعالم".
أما الناشط أحمد بركات كتب على حسابه عبر فيسبوك: "غزة للبيع! البوست مش دعائي ولا تشويقي .. السعر وصل لحد كتابتي البوست أكتر من 2000 دولار على eBay.. بس في مشكلة إنه المواصفات مش مكتوبة لغزة بس أنا بقدر أساعد للي بدو يشتري .. قطاع بشكل دولة ومساحة مدينة وتعداد سكاني لدولة، فيه بحر صار نسبة التلوّث فيه عالية لدرجة إنه اليهود سكروا الشاطئ من السباحة عدة أيام. بحتفلوا بشكل يومي لعدة ساعات لما تيجيلهم الكهربا، إلا النت .. لأنه ما بنقطع عندهم لأنه في بطاريات خاصة بالراوترات تاعتهم. فيه ضرائب غريبة عجيبة ما أنزل الله بها من سلطان. من برا بتفكر الناس اللي فيها دواعش ومن جوا بتلاقيهم بواسل. ملاحظة: الشعب الشي الوحيد اللي مش شامل بالمزاد لأنه بيسوى كل شعوب العالم".
وفي السياق، كتبت ميرفت عبد القادر عبر حسابها: " #غزة_مش_للبيع مش عشانها كومة حجار ولا عشانها سجن لـ 2 مليون فلسطيني. مش للبيع عشان اندفع فيها دم".
من جهته، كتب المصور الصحفي نضال الوحيدي: "كما قال الشاعر بيع يا عبد الله الطهراوي بيع .. بس قبل ماتفرق الفلوس، لف العالم كله وحاول تشتري غزة مش هتلاقي #غزة_مش_للبيع".
وفي جوقة الحديث عن الموضوع الذي أوجد فرصة للتعبير عن الوضع الراهن، عبر الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية عن استيائهم من الحالة المعيشية التي وصل لها القطاع، وصافين الوضع بأنه قد وصل إلى حالة لا يمكن قبولها أو الاستمرار في السكوت عنها.