الحدث- ريم أبو لبن
"عروس القدس المحتلة سترتدي الثوب الفلسطيني العام القادم كباقي المدن الفلسطينية". هذا ما تتمناه لنا حجازي (31) عاماً صاحبة فكرة ارتداء الزي الفلسطيني في يومه المعهود والموافق الخامس والعشرون من شهر تموز في كل عام وهو يوم مقترن بيوم الثقافة العربي.
قالت حجازي "هذا العام مختلف، فلم ترتد النساء الأثواب في الخامس والعشرين من شهر تموز الماضي، بسبب الظروف السياسية التي تمر بها مدينة القدس المحتلة وإغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين، لذا فقد تم تأجيل اليوم المعهود والاحتفال به بالأمس حيث لامست أطراف أثواب النساء شوارع مدينة رام الله، بعد أن علت أصوات الزغاريد في مدينة جنين، وقد تسمع الأصوات ذاتها في مدينة نابلس الثلاثاء القادم حيث ستزف العروس بمشاركة فرق للعزف ويتخلله عرض للأثواب".
يوم الزي الفلسطيني، هو يوم وطني كما وصفته حجازي، وفيه تسمع الزغاريد "مهاهاة" و تشبك الأيادي في دبكة شعبية لترسم لوحة فنية تضم النساء والرجال وحتى الأطفال من مختلف القرى والمدن الفلسطينية،
وكلهم جاءوا لإحياء هذا اليوم بارتداء الأثواب الفلسطينية المختلفة والسير في أزقة وقرى وبلدات المحافظات الفلسطينية، غير أن لكل ثوب من هذه الأثواب حكاية يسردها الجيل الجديد، لاسميا وأن بعضهن قد ارتدن الأثواب الفلسطينية والتي حيكت قبل 100 عام.
قبل ثلاث سنوات، كان يردد البعض كلمة "مشروع" الزي الفلسطيني حيث كان مقتصراً على عدد قليل من المشاركين وفي مناطق محددة حتى أصبح اليوم هو "حالة" عامة تجذب الكثير من الوافدين والشركاء من مختلف مناطق الضفة الغربية، حيث تتفرد كل منطقة بيوم احتفالي يتخلله فعاليات داعية للحفاظ على الموروث التقليدي ومحمايته من السرقة والتزوير الإسرائيلي، لاسميا وأن دولة الاحتلال دائما ما تظهر للعالم بمظهر "المبتكر" للثقافة وموروثاتها، وهي بحدث ذاتها " سارقة" لها .
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نشرت في أوقات سابقة، صورًا لعارضات إسرائيليات، ومضيفات بشركة الطيران الإسرائيلية (العال)، يرتدين الزي الفلسطيني، على أنه "إسرائيلي".
غير وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميرى ريجف قد ظهرت ترتدي فستانا رسم عليه مدينة القدس والمسجد الاقصى وقبة الصخرة خلال حضورها مهرجان كان السينمائى الدولى.
في ذات السياق، قالت حجازي:"ما أثار فضولي لعمل يوم للزي الفلسطيني هو انتشار صور لعارضة إسرائيلية ترتدي الزي الفلسطيني على انه موروث إسرائيلي. فلماذا نظهر بمظهر العجز أمام هذا ..فقلت لنفعل شيئاً ! واليوم يصادف السنة الثالثة لإحياء يوم الزي الفلسطيني".
أضافت: "في بداية المبادرة وجهنا دعوات للأفراد عبر (فيس بوك) لارتداء الثوب الفلسطيني في كلا من من رام الله، وغزة، وجنين ونابلس، والقدس، حتى أن صدى الدعوة قد وصل كلا من عمان وروما والسويد وحتى قطر، فهؤلاء قد اعتبروا بأن هذا اليوم هو يوم وطني وأصبحوا يحتفلون به".
واستكملت حديثها: "عام بعد عام، كبر المشروع وأصبح حالة معروفة لدى الجميع في داخل فلسطين وخارجها، ونحن نسعى في السنة القادمة إلى احياء هذا اليوم في القدس المحتلة، حيث عملنا جاهدين في بداية انطلاق المشروع بأن نتوج عروس القدس بالثوب الفلسطيني، ولكن كانت الظروف السياسية تقف أمامنا عائقاً لتحقيق ما حققناه في المدن الاخرى".
وقالت حجازي: "يوم الزي الفلسطيني أثمر بمجهود شبابي فلسطيني دون تلقي الدعم من أي جهة كانت، وبعد تطوير الفكرة واحتوائها واحتضانها، ازداد عدد المشاركين فيها وكذلك الشركاء والمبادرين، ففي هذا العام شارك في الاحتفال كلا من بلدية البيرة، ومركز حواء، وجمعية الروزنا، ومنتدى شارك، وجمعية نساء بيرزيت، ومركز حسن مصطفى، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة".
أَضافت: "يوم الزي الفلسطيني في رام الله قد تضمن مسيرة تراثية جابت شوارع رام الله وصولا الى مركز الاحتفال في مركز البيرة الثقافي، وهناك بدأت الفعاليات التي تعزز من اهمية الثوب الفلسطيني وترسيخه في عقول الأطفال. غنوا ودبكوا وضحكوا ..لوحات فنية جميلة تدلل على حب الوطن".
وقالت مبتسمة : " كانت عيون المشاركين مفعمة بالحنين إلى فلسطين الأصلية، أي إلا ما قبل الاحتلال الإسرائيلي، التراث هو حي ولا يموت".
استكملت حديثها : يوم الزي الفلسطيني هو يوم حاسم ونتائجه هي الأهم، حيث من خلال هذا اليوم نقوم بزيادة وعي الأفراد تجاه ارتداء الزي الفلسطيني وتحفيز الكبار والصغار على شراءه وارتداءه في الأيام العادية والمناسبات".
وقلبت ثوب جدتها قائلة: "نحن شباب فلسطيني، وأوجدنا من لاشيء قصة .. وسترويها الأجيال جيل بعد جيل".
صور من يوم الزي الفلسطيني في مدينة رام الله