الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص"الحدث" |مُصور الكادحين في غزة "خالد أبو الجديان" يروي بالصور رحلة الصيادين في بطن البحر

2017-08-27 04:15:12 PM
خاص
معرض الصنارة

الحدث- محاسن أُصرف 


على مد يومين حاول المصور الفلسطيني خالد أبو الجديان، أن يشرح معاناة أكثر من أربعة آلاف صيّاد بثمانية عشر صورة، التقطها أثناء رحلة صيد استمرت لـ ستة عشرة ساعة، لخَّص فيها وجه الحياة الآخر للصياد الفلسطيني في عرض البحر وقوة إرادته وشجاعته في مجابهة الطرادات الإسرائيلية.


هُناك وعلى شباك الصيد عُلقت وجوه الصيّادين، منهم طاعنٌ في السن تجاوز الستين عامًا وآخر طفل لم يبلغ العاشرة وثالث ورابع كانوا  شبابًا في العشرينيات، جميعهم وحدهم البحث عن الرزق في جوف البحر  بعد أن ضاق بهم الحال خارجه، واختار المُصور "أبو الجديّان" قارب الصيّاد الأسير "عبد المعطي الهبيل" ليعرض على متنه صور  الرحلة إيمانًا منه أن عرض المعاناة بصورتها الواقعية أنجح في التأثير وقال لـ "الحدث": "إن ذلك سبيلًا لجذب انتباه وسائل الإعلام ومؤسسات حقوق الإنسان المحلية والدولية  وحملها على القيام بدورها في مناصرة حقوق الصيادين الذين هم أفقر فئات المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة".


ويواجه الصيادون في قطاع غزة معاناة لا محدودة بسبب انتهاكات الاحتلال التي تتراوح بين اعتقال ومُطاردة وإصابة وإلحاق الضرر بالمعدات ومصادرتها في كثير من الأحيان، ويقول  أحد الصيادين الذين تابع المعرض: "إن ما تم نقله جزء من معاناة يومية يُقاسيها الصيّاد في الحصول على رزقه وقوت أطفاله دون أن يلتفت إليه أحد" آملًا أن يُحقق المعرض حالة من الالتفات الحقيقي من مؤسسات المجتمع سواء المحلي أو الدولي حول قضاياهم من شأنها أن تُرغم الاحتلال على وقف انتهاكاته، يستدرك قائلًا: "نجح المعرض في تسليط الضوء على معاناة الصياد لكنه نجاح موسمي سينتهي بانتهاء المعرض ومن ثمّ يُنسى".
الرحلة الأصعب


وبحسب "أبو الجديان" فإن تصوير رحلة الصيد داخل عرض بحر غزة الموسوم بالمنع والمضايقات من قبل الاحتلال كانت الأصعب والأخطر، فالاحتلال لا يترك ساكنًا يتحرك إذا علم بأي محاولة لتوثيق انتهاكاته، يقول: "أثناء الرحلة تم إطلاق النار بشكل كثيف ومباشر تجاهنا لكن الصيادين لم يفروا أبدًا"، ويُضيف أن ذلك الموقف حمله على المخاطرة لتوثيق الحدث بالصورة فألصق كاميراته أسفل القارب لكن الأمر لم يتعدَّ بالنسبة للاحتلال سوى بضعة طلقات من أجل إرهاب الصياديين ومنعهم من كسب رزقهم داخل البحر.


بدورهم الصيادين الـ 12 الذين حملهم المركب في رحلة البحث عن الرزق، التحموا جميعًا وقت إطلاق النار واستمروا في مواصلة عملهم، ليس استعراضًا بل تحديًا لقرارات ومقاومًا لرغبته في إرهابهم، يقول "أبو الجدّيان" هذا التحدي منحني المزيد من الإيمان للدفاع عن حقوق الكادحين، أولئك الذين لا يلقون بالًا لحياتهم من أجل توفير سبيل عيش كريم لأسرهم وأبناءهم"، داعيًا المؤسسات الأهلية والرسمية في قطاع غزة وكذلك مؤسسات المجتمع الدولي أن توجه اهتمامها لهذه الفئات الهشة باعتبارها الأكثر حاجة.


ويتكبد الصياد الفلسطيني الكثير من المصاريف التشغيلية من أجل الإبحار لاستخراج رزقه من بطن البحر الملغوم بالطرادات الإسرائيلية وبحسب "أبو الجديان" فإن قيمة الوقود المُشغل لمولد مركب الصيد يتجاوز الـ 1700 شيكل، لافتًا إلى أنّه لا يخرج بصيد يوفر له هذا المبلغ وفقًا للمسافة المسموح بها والتي لا تتجاوز الـ 6 أميال، فيما يُشير الصيّاد "أشرف الهسي" إلى ضآلة كميات الأسماك ضئيلة في مسافة الأميال الستة وقال: لا يخرج الصيادين بكميات وفيرة من هناك،  وأضاف أن ما يزيد معاناة الصيّاد في غزة الأوضاع الاقتصادية للسكان والتي تُجبرهم على العزوف عن شراء الأسماك الطازجة مرتفعة الثمن نسبيًا لصالح شراء الأسماك المثلجة منخفضة السعر.