الثلاثاء  07 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل سيقود بناء الجدار مع غزّة لحربٍ جديدة؟

"السنوار لم يفهم حتى الآن حجم التهديد وقوتّه الهندسيّة ولن يُسلّم بالقضاء على تهديده الإستراتيجيّ-الأنفاق"

2017-09-03 11:07:08 AM
هل سيقود بناء الجدار مع غزّة لحربٍ جديدة؟
 
حدث الساعة
مع بدء أعمال بناء الجدار الإسرائيليّ على الحدود مع غزّة، تُحاول الاستخبارات الإسرائيليّة على مختلف أذرعها سبر غور ردّ حركة حماس على هذا التطوّر، وهل ستردّ حماس بقوّةٍ عسكريّةٍ؟ وهل سيؤدّي هذا الردّ لاندلاع مواجهةٍ جديدةٍ بين الطرفين؟ وبحسب تقرير للمُحلل العسكريّ في موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، أمير بوحبوط، الذي اعتمد على مصادر أمنيّة وعسكريّة وصفها بأنّها رفيعة المُستوى، فإنّ القرار الأوّل والأخير في هذا السياق يعود لقائد حماس في غزّة، يحيى السنوار.
 
 
وبحسب المصادر عينها، فإنّ السنوار قلق جدًا من هذا التهديد الذي يتطوّر على الحدود مع إسرائيل. ونقل المُحلل عن جنرال إسرائيليّ، لم يكشف النقاب عن اسمه، قوله إنّ السنوار لم يفهم حتى الآن حجم التهديد وقوتّه الهندسيّة، ولكنّه بالتأكيد على علمٍ وعلى درايةٍ بالتغييرات التي تحصل على الحدود. وتابع الجنرال قائلاً إنّه حتى السنوار نفسه لا يعرف كيف سيتصرّف عندما يشعر بأنّ إسرائيل تقوم بسحب البساط من تحت أرجل السلاح الإستراتيجيّ، أيْ الأنفاق، والتي عملت حركة حماس سنوات طويلة على إقامتها، على حدّ تعبيره.
 
 
علاوةً على ذلك، نقل المُحلل عن ضباط خدموا في المنطقة الجنوبيّة قولهم إنّ حماس حتى ولو لم تجرّ إسرائيل إلى حربٍ، فإنّها ستقوم بعملياتٍ عسكريّةٍ ضدّ بناء الجدار، حيث سيُحاول التنظيم جباية ثمنًا كبيرًا من الدماء من إسرائيل، دون المخاطرة بمواجهةٍ عسكريّةٍ، أيْ أنّ حماس، بحسبهم، ستعمل على السير بين النقاط، توجيه الضربات العسكريّة لإسرائيل، لكن بشكلٍ لا يدفع الطرفان إلى المواجهة العسكريّة الشاملة بينهما، على حدّ تعبيرهم.
 
 
في غضون ذلك، يُواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أيام، إقامة سياج فاصل على طول الحدود مع قطاع غزة، بحيث يرتفع بنحو ستة أمتار فوق الأرض، ويترافق مع إقامة جدار إسمنتي على عمق عشرات الأمتار تحت الأرض، وذلك بهدف منع التسلل.
 
 
وذكر تقرير نشرته صحيفة “هآرتس″ العبرية أنّ الشهور الأخيرة شهدت تغييرات في المنطقة الحدودية، حيث أقيمت مصانع للإسمنت، وتمّ استجلاب عمال من الخارج، في حين تعمل شركات على تسوية المنطقة الحدودية، إضافة إلى إقامة أكوام ترابية لتحجب العمال العاملين في المنطقة.
 
 
وبحسب هذه الصحيفة، فإن العمل اليوم يجري في ستة مواقع، يعمل فيها مواطنون من إسرائيل وإسبانيا ومولدافيا، وكذلك طالبو لجوء من دول أفريقية، مُوضحةً أنّ تكلفة سياج الفصل هذا تقدر بنحو 3 مليارات شيقل، ويتوقع أنْ ينتهي العمل به في نهاية العام 2018.
 
 
وتابع: ويتضمن المشروع الحالي تقوية وتطوير السياج الحدودي القائم، وإقامة سياج آخر إلى الشرق منه بارتفاع ستة أمتار. وبين السياجين سيتم وضع أكوام ترابية تسمح للجيش بنشر دبابات في المنطقة، وشق طرق تتيح للجيش القيام بدوريات غرب السياج الجديد، وكذلك شرقه لتسهيل تحرك قوات الجيش والقيام بأعمال الصيانة للسياج.
 
 
ووفق المصدر ذاته، فإن الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة تأمل بأنْ يوفر سياج الفصل هذا الردّ على تهديد الأنفاق الهجومية التي تخترق الحدود تحت الأرض، حيث إنّ الجيش، وإضافة إلى السياج المعدني المرتفع لستة أمتار فوق الأرض، يعمل على إقامة جدار من الإسمنت المسلح تحت الأرض بعمق عشرات الأمتار، ويشتمل على مجسات تطلق إشارات إنذار في حال الاقتراب من الجدار.
 
 
ويضيف التقرير أنّ الجدار المقام تحت الأرض قد صمم بحيث أنّه يتيح تدمير الأنفاق القائمة على الحدود اليوم. وتمّ نصب ماكينات ضخمة في المنطقة تحفر على أعماق كبيرة في المنطقة، وتدمر الأنفاق في حال وجدت، وذلك من خلال صب مواد سائلة تدعى “بانتونايت” تتيح للجيش معرفة ما إذا كانت هناك أنفاق في المنطقة أم لا.
 
 
وقال التقرير: وتقدر تكلفة كل كيلومتر واحد من هذا الجدار المقام تحت الأرض بنحو 40 مليون شيقل، في حين تصل تكلفة كل كيلومتر من السياج المعدني فوق الأرض بنحو مليون ونصف المليون شيقل. وأضاف: ويتضمن المشروع أيضا، إقامة غرف عمليات في المنطقة، يمكن بواسطتها تفعيل منظومات إطلاق النار التي تتيح للعاملات في الرصد إطلاق النار من موقع إطلاق منصوب على سارية على الخط الحدودي.
 
 
وأشارت الصحيفة ذاتها إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ ينوي وضع سياج تحت المياه في المنطقة البحرية بين إسرائيل وبين قطاع غزة، كما سيقوم ببناء كاسر أمواج على طول بضعة كيلومترات.
 
 
وكان القائد العسكري لمنطقة الجنوب في جيش الاحتلال، أيال زمير، قد صرح لمراسلين عسكريين أنّ الجيش سيُواصل بناء سياج الفصل على طول الحدود مع قطاع غزة، حتى لو تمّ استهداف النشاطات العسكريّة في المنطقة.
المصدر: رأي اليوم