الحدث- عامر بعلوشة
ضجّت صفحات التواصل الإجتماعي الغزي بالعديد من المنشورات الغاضبة والرافضة، جراء غلاء أسعار السجائر في غزة، حيث وصل ثمن علبة السجائر من 15 شيقلا إلى 20 شيقلا، في غضون الأيام الأخيرة الماضية، مما ولّد حالة من الاستنكار لدى النشطاء الغزيين الذين أطلقوا في المقابل حملة كبيرة لمقاطعة التدخين، كإحتجاج على هذا الإرتفاع في الأسعار، نتيجة فرض الضرائب العالية على السجائر.
#قاطعوا_التدخين
وقد عبّر النشطاء عن رأيهم هذا عبر وسم (#قاطعوا_التدخين) الذي انتشر كالنار في الهشيم في صفحات الفيس بوك، وحاز على الكثير من التفاعل والإلتزام عبر المواقع وعلى الأرض، و هذا ما قاله الناشط والمحامي أيمن ميمة لمراسل "الحدث"، حيث أكّد على أن الحملة قد حازت على رواج واسع، وقد بدأ تأثيرها الفعلي على الأرض.
وأضاف ميمة لمراسل "الحدث": "معظم النشطاء والمؤثرين عبر مواقع التواصل حثّوا على الحملة، وقد كان التعاطي معها كبير نظراً لما يعانيه المواطن الغزّي بشكل عام من ضغط، فأصبح بحاجة لأي وسيلة من شأنها التأثير والتقليل من هذه المعاناة"
وأوضح ميمة أن ثمن علبة السجائر هذا، (أي الـ20 شيكل) هي تقريباً يومية عامل في قطاع غزة، وهو ثمن مرتفع جداً مقارنة بالوضع الإقتصادي العام في القطاع.
وقال الناشط والكاتب أمين عابد أحد الداعين لحملة المقاطعة للحدث: "لا بد من إيجاد وسيلة ممانعة شعبية لأي قرار جائر يصدر بحقه"، وأضاف: "السجائر تُدر اموالاً باهضة على اللجنة الإدارية في غزة، وبالمقابل لا يجد المواطن الغزي أي خدمات مقابل هذه الضرائب الباهظة"
وأكّد عابد بأن مقاطعة التدخين واجبة على كافة الشباب في غزة، ليس لعامل صحيّ، بقدر ما هو لعامل ديموقراطي وحقوقيّ، وأن هذه الحملة والطريقة في الرفض والممانعة هي مطلوبة في كافة القرارات والتجاوزات بحق عامة الناس في القطاع.
ومن جانب آخر قال الناشط والمحلل السياسي إبراهيم المدهون بأن غلاء أسعار التدخين له فائدتين: أولاً زيادة عائد الحكومة، وثانياً بأنه يتم محاربة هذه الظاهرة، على حد قوله.
وأوضح المدهون بأنه في كل دول العالم هناك اتباع لهذه الاستراتيجية في التعامل مع التدخين.
وعلى الأرض لم تختلف الحكاية كثيراً، حيث قال المواطن "ن،ب"، و الذي يمتلك محلاً لبيع السجائر في مخيم جباليا في شمال غزة، بأنه لم يبِع طوال اليوم، ربع الكمية المعتاد بيعها في الوضع الطبيعي، وأضاف: "من أين للناس أن تشتري سجائر، عشرين شيكل ثمن العلبة، يعني كل سيجارة ثمنها شيكل، هذا المبلغ بالنسبة للمواطن الغلبان كبيرو لا يمكن استيعابه.
وأشار إلى أن الكثير من الشباب أقلعوا عن التدخين، وأن الحملة التي تجوب الفيس بوك أثرت بشكل مباشر على فئة كبيرة من الزبائن، وهذا كله أثر على حجم التعامل والبيع للسجائر.