الإثنين  06 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث | انفراجات غزة لا تُساوي الحبر الذي كُتبت به

2017-09-10 07:02:41 AM
متابعة الحدث | انفراجات غزة لا تُساوي الحبر الذي كُتبت به
غزة (أرشيفية- تصوير: فادي ثابت)

 

الحدث- محاسن أُصرف

 

منذ مطلع سبتمبر/ أيلول الحالي، انتظر مليونا فلسطيني في قطاع غزة أن تتحقق الانفراجات التي لهثت ألسنة القادة والمسئولين في غزة، لكن شيئًا لم يحدث وبقي مفعولها تمامًا كإبر المُخدر على جسم مريض خرج للتو من عملية جراحية، وهو ما أثار حفيظة المواطنين وحملهم على وصف التفاهمات التي وُقعت في القاهرة بأنها "فارغة" من المضمون ولا تُساوي الحبر الذي كُتبت به – إن كان تم تدوينها- وفي المقابل رأى مُحللون أن عقبات الأمن في سيناء تُجهض أي مُحاولة للتحسين من واقع الحياة الإنسانية في غزة وتقف كحجر عثرة أمام تقدم أي تفاهم وقُع عليه.

 

ولم يطرأ أي تحسين على واقع الأزمات المتعلقة بحياة المواطنين في قطاع غزة سواء فيما يتعلق بإدخال البضائع أو تحسين الكهرباء أو فتح المعبر أمام سكان غزة بشكلٍ دائم، وبحسب مواطنين التقت بهم "الحدث" فإنهم عقدوا أملًا كبيرًا على نتائج التفاهمات التي بين "مصر وحماس" بفتح المعبر ليتمكنوا من السفر إلا أنهم فوجئوا بفتحه لأيامٍ معدودة فقط لخروج الحجاج فقط وعودة العالقين، وقال "أبو مهدي زايد" من خان يونس جنوب قطاع غزة أنه لم يتمكن من السفر عبر معبر رفح بسبب الإجراءات المصرية التي حددت فئات مُعينة للسفر وتابعت وصده في وجه المسافرين العاديين من غزة.

 

وينتظر "أبو زايد" أن يلتحق بزوجته التي غادرته قبل عام تقريبًا سعيًا وراء الهجرة وهروبًا من جحيم غزة، يقول: أتمنى أن تجد التفاهمات طريقها إلى التطبيق خاصة فيما يتعلق بشأن المعبر لأتمكن من الخروج.

 

وعلى صعيد أزمات الكهرباء قال مواطنون أُخر لـ "الحدث": لم نلمس تحسن جدي على جدول توزيع الكهرباء باستثناء أول أيام عيد الأضحى بعدها عاد البرنامج لـ 6 ساعات وصل – 2 أي أربع ساعات فقط في أحسن الأحوال"، وشدد المواطن "أشرف عبد الله"45 عامًا على أن ما أُشيع بشأن حل أزمة الكهرباء لا يعدو كونه "فقاعة" إعلامية لم تتحقق وبمجرد ارتطامها بأجواء غزة الملتهبة سوءًا انفجرت – كما قال- وأضاف: يبدو أن التفاهمات المبرمة لم يكن مُرحب بها من دول الإقليم لذلك لم تُنفذ وبدأت بإجهاضها ما خيّب آمالنا.

 

الوضع الأمني بسيناء العقدة والحل

 

بدوره يرى "مصطفى الصواف" الكاتب والمحلل السياسي أن عدم إحداث انفراجة في الواقع الغزي وفقًا للتفاهمات التي أُبرمت سابقًا وحددت الأول من سبتمبر/ أيلول موعدًا للمس التغيرات وإحداث الإنفراجات على الأرض خاصة فيما يتعلق بفتح معبر رفح الحدودي، سببه الذرائع المصرية بعدم استقرار الأمن في سيناء، وقال لـ "الحدث": لم يفِّ الجانب المصري بتعهداته للحكومة في غزة وقائدها يحيى السنوار وبالتالي فإن إحداث أي انفراجة على الواقع الغزي لابد أن تمر من بوابة الأمن المصرية، لافتًا أن هذا التنصل أصاب المواطنين بغزة بخيّبة أمل كبيرة وزعزعت ثقتهم بالاتفاقات والتفاهمات الموقعة.

 

ومنذ قرابة الشهرين ويدور الحديث عن انفراجة حقيقية في أزمات القطاع المتعلقة بالحياة الإنسانية كفتح معبر رفح البري بصورة كاملة ودائمة بعد إنهاء أعمال الصيانة والتحديث فيه، إضافة إلى حل مشكلة الكهرباء التي تفاقمت بالقطاع، والسماح بدخول البضائع وإنشاء منطقة تجارية بين غزة ومصر لكن الواقع اليوم يؤكد أن شيئًا مما سبق قد حدث باستثناء إدخال الوقود الذي يدخل إلى القطاع وفقًا للحالة الأمنية في سيناء بكميات لا تتجاوز المليون ونصف المليون لتر في اليوم يذهب قرابة 4000 لتر منها لمحطة تشغيل الكهرباء والبقية يُباع لمحطات تعبئة السيارات وتجني الحكومة أرباحه بعيدًا عن استفادة حقيقية للمواطن تُخفف من واقع أزماته.