الأربعاء  09 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث"| ماذا يفعل وفد حماس بالقاهرة؟

2017-09-11 01:15:01 PM
متابعة

 

الحدث- عامر بعلوشة

حالة من الترقّب والقلق تنتاب قطاع غزة والمشهد السياسي بشكل عام، بعد زيارة طارئة لوفد رفيع المستوى من حركة حماس إلى القاهرة قبل يومين، برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية.

 

زيارة إعتقد الكثير أنها مصيرية، نظراً لما تحمله الحالة السياسية من ملفّات مطروحة على الطاولة، أمام الوفد الحمساوي هناك، سواءً من ناحية ملف الجنود الأسرى المختطفين وصفقة التبادل مع الطرف الإسرائيلي، أم من ناحية المصالحة الوطنية الفلسطينية، بين حركتي حماس وفتح.

 

هناك نتائج على الأرض

هذا من وجهة نظر الكاتب والمحلل السياسي عزيز المصري، الذي قال في مداخلته لـ "الحدث": أنا أرى أن زيارة وفد حماس بقيادة رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية ورئيس الحركة في غزة يحيى السنوار إضافة إلى قيادات من الخارج بشكل مفاجئ، تكاد تكون أشبه بالإستدعاء، مما يؤكد أن لهذه الزيارة ما بعدها من نتائج على الأرض.

 

ويضيف المصري: "وجود السنوار يؤكد أن اللقاء سيتناول ملف الجنود الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، حيث لمّحت صحيفة معاريف في عددها يوم الأمس أن السنوار سيلتقي مدير جهاز المخابرات المصرية خالد فوزي لمناقشة ملف الأسرى، و يمكن البناء على هذه الفرضية بوجود رئيس الصليب الأحمر قبل عدة أيام في غزة ولقاءه بالسنوار، وبعدها إلى تل أبيب".

 

وتابع: "إضافة إلى ملف المصالحة الفلسطينية عالخط من جديد يأتي في إطار صراع المحاور الإقليمية بين قطر- تركيا، وبين مصر- الإمارات، فحماس تعاني من تداعيات إجراءات الرئيس عباس في غزة، ومصر تريد الحفاظ على الأمن في سيناء، هذا لن يتحقق إلا بوجود جهاز أمني موحّد في غزة، يتكفّل في حماية الحدود"

وأضاف: "إضافة إلى أخبار عن إجتماع إسماعيل هنية بالقيادي البارز في تيار دحلان سمير المشهراوي، يأتي في نطاق تعزيز الإجراءات والتسهيلات بين الطرفين فيما يتعلق بلجنة التكافل".

 

لا مناص من تدارك الوضع الداخلي.

ومن جانبه قال الدكتور ذوالفقار سويرجو القياديّ في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لمراسل "الحدث": "أعتقد أن المتغيرات السياسية فيما يتعلق بفشل حول حلّ الدولتين وتراجع الولايات المتحدة عن موقفها، نفت مبررات وجود السلطة كسلطة وطنية، والتي جازفت بسمتعتها لسنوات طويلة، على أمل الوصول لحل الدولتين".

 

وأضاف سويرجو: "كل شيئ يتبدد بسرعة، وتدارك الوضع الداخلي هي الضمانة الوحيدة لبقاء دور المنظمة في المقدمة".

 

وأشار: "حماس بحاجة لموقف إيجابي من الرئيس، والرئيس بحاجة لدعم حماس في توجه للأمم المتحدة لطلب عضوية كاملة، كأسلوب رد على الموقف الأمريكي الذي تبنّى موقف نتنياهو بشكل كامل".

 

وتابع: "أعتقد أن الأمور تفرض نفسها بقوة، ونحن أمام منعطف جديد من نوع جديد. تصالح المأزومين من أجل توحيد نوع الأزمة ومواجهتها قبل أن يسقط الجميع"

 

المهم أن يتغير الواقع

حالة الكثير من الشباب والنشطاء في غزة، حيث إعتبر كثيرون أن زيارة الوفد وما ينتج عنها من تغيّرات سياسية حول من سيكون ومن سيتولى هي ليست مهمة، بقدر أهمية ما قد ينتج عن هذه التفاهمات والحوارات من نتائج تلامس الوضع المعيشي لدى سكان قطاع غزة، حيث مرارة الحصار والضيق أصبحت غير مطاقة لأحد.

 

حيث اعتبر الناشط والكاتب أحمد جودة أن كل ما مرّ به شعب غزة، جعله يغيّب معظم أولوياته الوطنية، من أجل أن يلبي حاجاته الإنسانية، ويضيف جودة لمراسل الحدث: " أي تغيير مرتقب من زيارات وفود حماس وجميع التفاهمات التي تجري، هو التغيير الذي سيكون على الصعيد المطلبي، الناس تنتظر فتح المعبر، مجيئ الكهرباء، ولا ينتظرون صلح أو مصلحة وطنية، وهذا ما تسبب فيه طرفيّ الإنقسام"

 

ويشير جودة بأن حركة حماس على دراية بخطورة الواقع السياسي المفروض على قطاع غزة، وهي تسعى إلى إيجاد حلّ ولكن وفق حدود معينة.

 

ونوّه إلى أن هذا اللقاء هو بلا شك يأتي في سياق عملية تغيير قادمة، ولكن أين يصب هذا التغيير وفي مصلحة من، لا أحد يدري.