الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لهؤلاء تُرفع القبعة../ بقلم: نبيل عمرو

2017-09-12 11:02:03 AM
لهؤلاء تُرفع القبعة../ بقلم: نبيل عمرو
نبيل عمرو

 

الشعب الذي في أعماقه مخزون فرح لا ينضب، والذي اختار قهر المأساة بالإبداع، يستحق أن يرفع له العالم القبعة.

 

 ربما يكون الأسوأ في الظاهرة الفلسطينية هو السياسة والمتاجرون بها، وسجانو الشعب وراء قضبان شعاراتها المستحيلة، إلا أن هذا الأسوأ لم يعد هو العنوان ولا الهوية.

 

شاعر فلسطيني يفوز بجائزة عالمية، وممثل فلسطيني يفوز بالجائزة الأولى في أهم مهرجان سينمائي في أوروبا، وروائيون فلسطينيون يحتكرون أهم الجوائز العربية، أوليست الرواية هي أم الآداب.

 

وقلنا كلامًا كثيرًا عن الموسيقى والغناء، إذ يحتل شبابنا وشاباتنا المراكز الأولى في كل المسابقات التي تعتمد الكفاءة قبل كل شيء.

 

هذه عينة مما نعرف، ولعلنا لا نعرف كل شيء، فهنالك طلبة لاجئون يحتلون صدارة الامتحانات في مدارسهم، وهنالك علماء ومخترعون يتنافسون مع أقوى وأهم العقول في أوروبا وأمريكا، هذا دون أن نرجع إلى الوراء قليلاً، ونتذكر الذين ماتوا بعد أن تربعوا على القمم العالمية، وتخرج من تحت أيديهم في العلم ملايين الطلبة في أهم جامعات العالم.

 

كل شيء يستحق أن نتباهى به إلا السياسة، فماذا نقول عن واقع الحال بين غزة والضفة، بين غزة وغزة، بين الضفة والضفة، بين المنظمة والمنظمة، وبين فتح وفتح، وماذا نقول عن حماس وحماس، حيث آثر من أغوتهم السلطة إلى حدِّ الانفصام، أن يتحدثوا باسم جزء من الوطن، ويقيموا الاتفاقات مع هذا الجزء كما لو أنه دولة مستقلة، ولا يهم أن يقول نتنياهو مع من أتحدث، وقد لا يجد ترمب مخرجًا من وعده الكبير غير نفق الانقسام، وهشاشة الوضع الداخلي الفلسطيني.

 

بقدر ما يدعو الإبداع الفردي الفلسطيني، والتميز في كل المجالات إلى الإعجاب والثقة والأمل، ففي الوقت ذاته نشعر بالحزن.

 

في عصر ذهبي، نوشك أن ننساه، ونحن في منتصف عمر الثورة الفلسطينية، كان هنالك تكامل خلاق بين المقاتل من أجل الحرية والاستقلال، والمبدع في الوطن والمنفى، والأداء المتقن لمهام العمل الوطني بكل مستوياته، كان عندنا وعاء عبقريّ يحمي ويتبنى وينتج، ولا ننسى كيف أن العالم تجند لمصلحة حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ليس فقط لأنه ظلم واستُلب وكادت تلغى هويته، بل لأنه أثبت جدارة في أن يبني بلدًا ونظامًا على أرض دولته الحرة المستقلة.

 

لا نستطيع القول إن حالنا الآن يشبه تلك الحقبة الذهبية، إلا أن نافذة الأمل لن تغلق، لأن الذي يفتحها هم أبناء القضية أبناء الاغتراب في الوطن وخارج الوطن، فالسياسة والسياسيون يأتون ويذهبون، يمشون ويتعثرون، ولكن إبداع الحالة والشعب سيواصل فتح نوافذ الأمل، فما من شعب استبدل الظلم بالإبداع إلا وفاز أخيرًا.