الإثنين  20 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"الحي يروح".. وثائقي تونسي عن مصوري الربيع العربي

2014-11-09 10:23:31 AM
صورة ارشيفية
 
الحدث- رام لله
 
عُرض فيلم "الحي يروح" في حفل افتتاح المهرجان الدولي للسينما بمدينة الداخلة، وهو عمل وثائقي شد أنفاس الجمهور بشهادة المهتمين والنقاد الذين تابعوا الشريط بقصر المؤتمرات صبيحة يوم السبت.
 
ويرصد الفيلم تجربة مصوري وسائل الإعلام المرئية أثناء تغطيتهم للحروب والثورات في العالم العربي، وهم يسلكون طرقات وعرة وخطيرة لينقلوا للعالم قصص الناس وتفاصيل حياتهم اليومية تحت القصف.
 
المخرج التونسي محمد أمين بوخريص، صاحب هذا العمل، يقول: "إن فكرة الفيلم أتت إلى ذهنه مباشرة بعد وفاة "لوكاس مبروك دوليغا"، الذي يعد أول صحافي مصور فرنسي يلقى حتفه أثناء أدائه واجبه المهني منذ العام 1985 وأول صحافي يقتل في تونس أثناء تظاهرات 14 يناير 2011 أمام وزارة الداخلية إبان ثورة الياسمين".
 
وتابع المخرج: "بدأت منذ لحظة وفاة المصور أعد لفيلم حول جنود الظل هؤلاء الذين ينقلون للعالم الصور ويكشفون له عن المعلومات"، مشيرا إلى أن هذا العمل استغرق منه ثلاث سنوات بدءا من سنة 2011.
 
وأوضح أنه وجد صعوبات في ترتيب مواعيده مع المصورين الصحافيين الذين كان يتتبعهم كشخوص لفيلمه، نظرا لظروف الحرب والحالات الطارئة التي لم يكن بإمكانهم التحكم في مجرياتها، لارتباطاتهم المهنية مع الوكالات التي يشتغلون لفائدتها، مبرزا الدور الذي لعبه زميله مصور الفيلم في تقريب المسافة بينه وبين هؤلاء المراسلين الذين استثمر جزءا من أرشيفهم الخاص في فيلمه.
 
واعتبر الناقد الفني وسيم هاني، أن العمل أفلح في النفاذ إلى قلوب المشاهدين من خلال استعراضه لبوح المراسلين الحميم والصارخ بالعذاب والخوف والشجاعة، وشغف نقل الحقيقة إلى حد يشكل الاقتراب من الموت.
 
وأشار الناقد إلى أن فيلم "الحي يروح"، يضع المشاهد أمام قناص يرى العالم من خلال بندقيته محددا وصغيرا يرقب الناس والنبات والحجر، وفي مواجهته مصور صحافي يقنص هذا الفعل بعين العدسة ومشاهد بتفاصيلها العنيدة، يراها لا كما يراها الناس على التلفزيون لا على مستوى المسافة أو اللحظة النفسية.
 
الفيلم يثير صدمة المشاهد في أكثر من لحظة حين يفاجئه المخرج مثلا بسقوط بعض المراسلين شهداء أثناء أدائهم المهني، بعد أن كان قد رافقهم في أكثر من محطة من تونس إلى ميدان التحرير بمصر مرورا بليبيا وسوريا وفلسطين، وهم ينقلون بأمانة وعفوية مشاهد الحرب عبر عيون تطل من وراء الكاميرا على موت يترصد الناس ويتربص بهم أيضا، وهم لا يدرون أنه قد يطالهم في أي حين.

المصدر: العربية نت