الحدث- علاء صبيحات
التوأمة هي علاقة تنشأ غالباً بين بلديتين إحداهما فلسطينية والأخرى أجنبية، الهدف منها تقديم العديد من الخدمات المتبادلة التي تستفيد منها البلديتين، وقد تعود بمشروع يخدم البلدية الفلسطينية، هكذا لخّص رئيس اتحاد البلديات الفلسطينية الألمانية موسى حديد تعريفه لهذه العلاقة.
وبحسب ما وصف حديد فإن الخدمات التي تُقدّمها التوأمة تقدّم بشكل أساسي تجربة البلدية الأجنبية في التعامل مع الظروف الطارئة وسبل تطوير ذاتها لصالح البلدية المحلية.
في حين قال رئيس بلدية جنين د.محمد ابو غالي لـ"الحدث" إن بلدية جنين الحاصلة على التوأمة مع مقاطعة (فالديمارن) الفرنسية منذ العام 1996 تلقت العديد من الخبرات وتم الاستفادة منها على مرّ السنوات.
الهدف من التوأمة؟
وبالحديث حول الهدف من التوأمة، قال رئيس اتحاد البلديات الفلسطينية الألمانية موسى حديد لـ"الحدث" إن علاقات التوأمة تهدف لإقامة مشاريع على الأراضي الفلسطينية وبتمويل مشترك.
أمثلة كثيرة على المشاريع المقامة بفعل التوأمة كما ذكر حديد، التي تهدف لتقوية السياحة في بيت لحم، أو مشاريع الطاقة المتجددة والنفايات الصلبة والصرف الصحي في مدينتي الخليل ونابلس على سبيل المثال لا الحصر.
الهدف الذي لا مناص منه كما وصف حديد هو أن يتم البحث عن علاقة تحمل طابع الاستمرارية، فلا مكان لعلاقات توأمة تنشأ وتنتهي إذ أنه من الأفضل لكلا الطرفين أن تستمر العلاقة لأطول مدّة ممكنة.
استكمالا لما سبق أكّد أبو غالي أن التوأمة الناشئة في جنين مع المقاطعة الفرنسية، نجم عنها تمويل مشروع ضخم لإعداد مخطط "المدينة المثالية" المتعلق بمخطط للصرف الصحي وشبكة المياه الواصلة للمنازل، ولكن هذا المشروع لا يزال ينتظر التمويل.
هل الحصول على التوأمة أمر سهل؟
بعد أن أثنى رئيس بلدية جنين على علاقة التوأمة نظرا للفائدة التي عادت بها على مدينة جنين، ونصحه لكل رؤساء البلديات أن يتقدموا للحصول على توأمة، أشار موسى حديد إلى أن الحصول على التوأمة أمر سهل ولا يحمل أي تعقديات مقارنة بفوائده.
إذ قال حديد إن الحصول على توأمة يشترط رغبة الطرفين بها أولا، كذلك البحث عن نوعية العلاقة التي ستعود بالفائدة وليس عن أعداد العلاقات التي قد لا تقدّم الخدمة الفعلية، بالإضافة لما سبق فإنه يتم دراسة أوجه التشابه بين المدن الفلسطينية والأجنبية.
ومن خلال تجربته الشخصية كرئيس اتحاد البلديات الفلسطينية الالمانية، فقد أشار حديد إلى أنه تتم دراسة التوأمة مع بلديات ألمانية بعد دراسة العديد من الأمور في البلديتين الراغبتين في التوأمة.
الطبيعة الجغرافية وعدد السكان في البلديتين أمرين أساسيين كما أكّد حديد، كما أن المشاريع المطلوبة من البلدية له دور كبير، بالإضافة لما سبق فإن الأفكار المطروحة في البلديات لها دو كبير على حد قول حديد.
متابعة التوأمة
المثال الأجدر أن يصف متابعة التوأمة بين البلديات هو مؤتمر اتحاد البلديات الفلسطينية الألمانية، حيث قال حديد إن المتابعة تتم من خلال مؤتمر يعقد بشكل دوري لمتابعة قضايا التوأمة الألمانية الفلسطينية.
هذا المؤتمر عُقد في العام 2014 في مدينتي رام الله وبيت لحم، ثم في العام 2015 في بلدية فيينا، وعقد قبل أيام في مدينة أريحا للمرة الثالثة.
يهدف الؤتمر كما قال حديد إلى متابعة التوأمة القديمة، والبحث عن إقامة علاقات جديدة، ومتابعة المشاريع والمقترحات المقدّمة، بالإضافة لإطلاع رؤساء البلديات الألمانية على واقع البلديات الفلسطينية لتعزيز صمودهم من خلال زيارات ميدانية للعديد من البلديات.