الحدث- عصمت منصور
نشرت صحيفة معاريف تحليلا سياسيا حول جولة لقاءات نتنياهو والتقارب بينه وبين ترامب، وترجمته "الحدث" بتصرف، فيما يلي نص التحليل:
الأمم المتحدة هي ذاتها وكذلك نيويورك لكن أمريكا لم تعد هي ذاتها، دونالد ترامب الذي يجلس الآن في البيت الأبيض غير للأبد الدولة الأعظم في العالم.
الانطباع السائد أن أمريكا في عهد ترامب أضعف، حتى في إسرائيل اعتقدوا هذا ولكن الأسابيع الأخيرة في الأمم المتحدة وما رافقها اثبتت أنه لا يقول تصريحات غير منضبطة بل خطابات تترافق مع خطوات سياسية وإجراءات على الأرض.
ترامب الجديد رأيناه في خطابه في الأمم المتحدة ويوم قبلها في اجتماع الأمم المتحدة الذي بادرت اليه سيفره الولايات المتحدة نيكي هيلي لإدخال إصلاحات في المنظمة الدولية بعد ان طالب اثناء حمله الانتخابية الى اغلاق الامم المتحدة.
قال ترامب هذا الأسبوع إن المنظمة الدولية مطالبة بتحسين أدائها وأن تقلل من البيروقراطية داخلها (وهذه من الخطابات المكتوبة التي يلقيها).
إسرائيل تدرك أكثر من غيرها أن أمريكا قوية تعني إسرائيل قوية وهذا يزداد وضوحا عندما تكون الإدارة محافظة ويمينية ومتعاطفة وترى الأمور من ذات المنظور.
في لقاء ترامب نتنياهو لم تتخذ قرارات ولم تتبلور مبادئ فعلية على الأرض تماما مثل اللقاءات السابقة، وما حدث هو عبارة عن تبادل لوجهات النظر والنصائح حيث طرح نتنياهو وجهة نظره من إيران والقضية الفلسطينية وترامب استمع فقط.
وجهة نظر ترامب من إيران تتطابق مع وجهة نظر نتنياهو ولكن مع ذلك كان حذر في الحديث والاجوبة وذات الشيء مع القضية الفلسطينية حيث لم يدخل ترامب في التفاصيل واكتفى في التعبير عن رغبته الشديدة في التوصل الى اتفاق سلام دون أن يذكر بكلمة المستوطنات او البناء او الدولة الفلسطينية.
علينا أن نعود عام الى الخلف لندرك كم تحسن الوضع لأنه في الخطاب السابق أمام الأمم المتحدة لرئيس الولايات المتحدة اجتمع نتنياهو مع أوباما في أجواء مشحونة وخشية من تخلي الولايات المتحدة عن إسرائيل كمال حدث في القرار الخاص في الاستيطان 2334.
هذا العام بوجود ترامب ونيكي هيلي وديفيد فريدمان فأن إسرائيل محمية بشكل جيد كما لو كانت في نفق نووي محصن وليس فقط ان يمسها احد بل أن المجتمع الدولي بدء يرى العلاقة مع إسرائيل هي الطريق الأقرب للولايات المتحدة وهذا سبب وسر نجاح جولات نتنياهو في أمريكا اللاتينية ونيويورك وهذه هي الرسالة التي أراد نتنياهو أن يوصلها للعالم العربي.
نتنياهو خرج للصحفيين وتبين من تصريحاته امه اراد أن يفرض على العالم معاقبة إيران وان يخير العالم بين الاقتصاد الايراني والامريكي كما في الأعوام 2010 وهو سيحاول أن يقنع الأطراف الدولية ذات العلاقة أن إسرائيل قد تتحرك عسكريا إذا ما فشلت الحلول الدبلوماسية وهذا هو تفسير توجهه للإيرانيين مباشرة وهذا تفسير تجاهل الجميع للضربات الإسرائيلية في سوريا.