الأربعاء  09 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الشاب محمد رمضان : أجلس وحيداً مع السرطان.. دون مرافق

2017-09-20 04:46:22 PM
الشاب محمد رمضان : أجلس وحيداً مع السرطان.. دون مرافق
الشاب محمد رمضان

هشام عدوان : " سنقدم له المساعدة"

" عرضت كليتي للبيع فحصلت على التحويلة"

 

الحدث- ريم أبو لبن

" كل الي بهمني لما أموت ألاقي أخوي بلم كل شيء بتعلق في وبروحني لأهلي معه". هذا أقصى ما يتمناه مريض السرطان الشاب محمد رمضان (26) عاما، بعد أن أتعبه المرض وأثقل جيبه عقب وقوع الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014(الجرف الصامد) إذ دمر منزل عائلته بالكامل، حتى أن الحرب لم تحتفظ بشهادة ميلاده، وهو ذلك اختار الهروب قسراً  إلى مصرأملاً بالشفاء ليصارع مضاعفات المرض بمفرده.

 

قال رمضان لـ"الحدث": "أجلس وحيداً مع السرطان .. دون مرافق".

 

تسلل المرض إلى جسده بعد الحرب وألقى بسلاحه الخبيث دون أن يدرك عمره الفتي، لاسيما وأنه كان رجلاً " صناعياً" على حد تعبيره وكان يعمل في الدهان والديكور ليسد احتياجات مرضه وأسرته المكونة من الوالدين واخوته السبعة وبينهم فتاة واحدة.

 

قال رمضان : "ذات يوم شعرت بالتعب ولم استطع صعود الدرج، وتوجهت إلى مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار و مستشفى غزة الأوروبي لاجراء الفحوصات وقالوا لي الأطباء بأن سبب مرضي هو( الأملاح)، واكتشفت خلال سفري إلى مصر للبحث عن عمل  قمت بإجراء التحاليل الطبية وتبين بأنني مصاب بـ (السرطان)".

 

واستكمل حديثه : " بعض المستشفيات الحكومية لا تتوجهو إليها ..ليس فيها أطباء ولا حتى أجهزة للعلاج".

 

 

" شهرياً 90 مريضاً بالسرطان"

احصائيات وزارة الصحة في قطاع غزة لعام 2014 تفيد بتسجيل 7069 حالة سرطان في قطاع غزة لحتى هذه اللحظة، لاسيما وأن غزة تسجل سنوياً  قرابة 1500 مريض بالسرطان.

 

الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينة في غزة د. أشرف القدرة قال لـ"الحدث" : "شهرياً يسجل في غزة 90 حالة مصابة بمرض السرطان، وهذا الرقم ينسجم مع المحيط الإقليمي المجاور لفلسطين".

 

أضاف : " قد لا نتمكن من تحديد سبب مرض السرطان وهل فعلياً أصيب المريض به نتيجة تعرض للمتفجرات التي كانت تلقي خلال الاعتداءات التي شهدها القطاع، لذا لا يوجد لدينا أرقام تدلل على عدد المصابين نتيجة تعرضهم للمتفجرات وغيرها من مخلفات الحرب".

 

يذكر أن دولة الاحتلال الإسرائيلي قامت باستخدام قذائف الفسفور الأبيض المحرمة دولياً في حربها على قطاع غزة نهاية عام 2008 وبداية عام 2009. وقد عاودت إسرائيل ضرب غزة من جديد في عام 2014 وقد استخدمت 3 أسلحة محرمة دولياً.

 

وبحسب الإحصائيات فإن غزة تستقبل يومياً ثلاث حالات لمرضى السرطان. فكيف يتم معالجتهم؟ وهل جميعهم يحصلون على تحويلات طبية للعلاج؟ وهل يتمكن مريض السرطان في غزة من تحمل أعباء المرض مادياً؟

 

قال القدرة لـ"الحدث" : " علاج السرطان مكلف جداً ولا يستطيع المريض تحمل عبئه المادي وبمفرده، لاسميا وأننا نتحدث عن مريض السرطان في غزة، فكيف له تحمل تكاليف العلاج في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة ... من المستحيل ذلك؟"

 

" من أمام المعبر .. لن تسافر"

قال رمضان : "في زيارتي الأولى لمصر كنت أمتلك القليل من المال والذي قمت بجمعه من خلال عملي في الدهان وفي عمل آخر، ولذا فقد صرف المبلغ بتسديد تكاليف السفر وإجراء الفحص الذي تبين فيه بأنني مصاب بالسرطان في منطقة معينة من الجسم".

 

بعد أن علم محمد بتكالب مرض السرطان في جسده، عاد مجدداً في عام 2015 إلى قطاع غزة لرؤية عائلته وإبلاغهم بمرضه، ولكن تفاجأ برفض المغادرة مجدداً إلى مصر لاستكمال العلاج، لاسيما وأن المنفذ الوحيد للقطاع وهو معبر رفح يتحكم بحياة المواطنين وحتى المرضى منهم.

 

قال محمد لـ"الحدث": " عام ونصف وأنا انتظر موافقة السفر مرة اخرى رغم تواجد الكشوفات والتقارير بحوزتي و التي تدلل على خضوعي للعلاج في مصر. وإذا بي اتوجه إلى المعبر واطلعهم على الكشوفات ولكن لم يظهر اسمي من ضمن المسافرين.. وفقدت الأمل".

 

واستكمل حديثه : "قالوا لي على المعبر( لن تستطيع السفر)..وبالحديث مع الجانب المصري تم تسهيل سفري تبعاً لحالتي المرضية، ووصلت مصر وأجريت التحاليل ولم أملك من النقود إلا القليل وقد حصلت عليها من مساعدة أحدهم".

 

استرق النظر إلى جسده قليلاً، ليستذكر ما قد أصابه ومنعه من التمتع بموهبة " النحت والرسم" لاسيما وأن المرض قد طال العظام لديه وتعطل عمل اليد اليمنى بشكل جزئي وهو بذلك لم يتمكن من اكمال الصورة التي بدأ برسمها ليقرر بعد ذلك ترك دراسة الفنون في جامعة الأقصى في غزة والتوجه لمصر بحثاً عن مستقبل أفضل، وإذا بمرض السرطان يجابه ما قد حلم به. فهل يشفى منه؟

 

 

قال محمد : " بدل ما أكمل علاج .. انزلت اشتغل وانا مريض وعملت في الدهان حتى احصد ثمن العلاج"

 

في ذات السياق، قال :" بعد مضي شهر على تواجدي في مصر، أجريت صورة أشعة لمنطقة البطن وتبين بأنني بحاجة إلى علاج كيماوي، ولم يتوفر لدي المال الكافي للحصول على جلسات الكيماوي".

 

 

" قررت بيع كليتي ..فحصلت على تحويلة"

كتب الشاب محمد رمضان وعبر صفحته "فيس بوك : "  قررت أنا محمد رمضان وبكل قواي العقلية وبدون استسلام أو ضغط بيع كليتي لأي شخص يريد كلية"

 

قال محمد : " وزارة الصحة في غزة طلبوا مني العودة إلى غزة حتى احصل على تحويلة طبية، وعندما قررت بيع كليتي حصلت على تحويلة طبية للعلاج في  مستشفى معهد ناصر"

 

هذا ما كتبه محمد رداً على الواقع الصحي الذي عاشه بعد حرب عام 2014، لاسيما وأنه يخضع للعلاج في مستشفى معهد ناصر في مصر، وهو وحيد بلا مرافق، حيث لم يتمكن أحد من أفراده ملازمته السفر لاسيما وأن اخاه أشرف ينتظر أملا بالسفر بعد فتح المعبر، لاسيما وأنه قد وجهت إليه وعودات بسفره ليرافق اخاه بالمرض.

 

قال أشرف لـ"الحدث" : "تلقيت وعودات بالسفر، وأنا انتظر حتى اللحظة، حيث  تم وضع اسمي ضمن كشوفات المسافرين للحالات الإنسانية ..وانا انتظر مع الاخرين".

 

الناطق باسم هيئة المعابر والحدود في قطاع غزة هشام عدوان قال لـ"الحدث": " سيتم بحث موضوعه وسنقدم له المساعدة، وسنتحدث مع أخواننا في التسجيل".

 

 

" لم يتوفر العلاج"

قال رمضان لـ"الحدث": " احصل على العلاج في مستشفى معهد ناصر، ولكن الأدوية اللازمة والمرافقة للعلاج الكيماوي غير متوفرة لديهم، لذا أقوم بشراء الدواء من الصيدليات الخاصة، وهي مكلفة جداً غير أنني بحاجة لتوفير اليود المشع والمخصص لعلاج أمراض الغدة الدرقية وأورامها حيث تبين من خلال التحاليل وجود تضخم في الغدة".

 

أضاف : "علي الحصول على 3 جلسات للكيماوي ولم أكمل هذه الجلسات بفعل عدم توفر الأدوية داخل المستشفى وهي مكلفة جدا، فكيف سأحصل عليها؟ لاسيما وأن اخر جلسة للعلاج قد حصلت عليها كانت قبل حلول شهر رمضان المبارك .. وماذا عن باقي الجلسات؟ أريد الدواء؟".

 

ماذا تريد؟

بجانب  المطالبة توفير العلاج الكامل . قال رمضان :" أحتاج لمن يرافقني في مراحل علاجي، لذا أطالب بالسماح لأخي أشرف رمضان بدخول مصر لمرافقتي في محنتي لعدم قدرتي على مساعدة نفسي بعد توقف عمل يدي اليمنى عن العمل إثر إصابتي بمرض السرطان".