السبت  12 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تحليل إخباري| ملامح التغيير في سياسة حماس ما زالت تتوالى

2017-10-07 02:42:09 PM
تحليل إخباري| ملامح التغيير في سياسة حماس ما زالت تتوالى

كتب مستشار التحرير

بات من الواضح تماماً أن السياسة الداخلية لحركة حماس، تشهد تغيراً جدرياً مع صعود قيادة الحركة الجديدة، وهو الأمر الذي تجلى وما زال في تصريحات قادة الحركة بشكل متتالي، فضلا عن اندماج شخصية، كشخصية القيادي صالح عاروري إلى ركب هذه السياسة الجديدة، وهو ما يدلل علي اختياره رئيسا لوفد حركته في محادثات القاهرة.  

 

فإن دققنا في قراءة تصريحات عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية سنجده يقول: " نحن نريد برنامج مشترك نقره ونضع له اليات التنفيذ مع بعضنا البعض في المقاومة والعمل السياسي والدبلوماسي على قاعدة الشراكة ... ونريد أن تجمع منظمة التحرير شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج تحت قيادة واحدة".

 

وحديث الحية هنا حول قيادة واحدة تحت مظلة منظمة التحرير، يعداً لغة متقدمة لم تذهب إليها حركة حماس بهذا الوضوح من قبل، خاصة وأنها كانت قد شككت في شرعية المنظمة في أوقات سابقة.

 

وجاءت تصريحات الحية، خلال مشاركته في المؤتمر السنوي السادس بعنوان "فلسطين.. رؤى استراتيجية سياساتية"، موضحاً أن هيمنة التدخل الدولي في القضية الفلسطينية لصالح الاحتلال يتطلب منا تعزيز جبهتها الداخلية.

 

وأكد الحية أن أية محاولة لإفشال المصالحة ستفشل قائلا: " نحن ذاهبون إلى القاهرة، ومخطئ كل من يفكر افشال المصالحة، هناك حالة عامة يريدها شعبنا وذاهبون للحوار بعقل مفتوح ومرونة عالية، وهذا يريد قناعة بالشراكة والعمل المشترك والعمل الموحد.

هذا الإصرار الذي يعبر عنه عضو المكتب السياسي للحركة باتجاه إنجاح المصالحة، يشير بشكل واضح إلى المنهجية الجديدة التي تتبعها الحركة منذ صعود قيادتها الجديدة برأسة قائدها في القطاع يحيى السنوار، ورئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية.

 

وفي ذات تصريحات الحية نجده يتحدث عن قدرة الشعب الفلسطيني على اتخاذ وسائل متعددة في مواجهة الاحتلال في كل محطة من المحطات، مؤكدا على وجود كيانات ودول وتجمعات ما زالت منحازة للحق الفلسطيني وعلينا اغتنام التعامل معها.

 

مضيفا: " هناك مؤشرات لاستعداد الاطراف الفلسطينية بالايمان بالشراكة، واذا لم تتحقق هذه من الصعب التوجه للمصالحة، موضحا ان هذه المؤشرات ظهرت لدى ابو مازن وحماس.

 

وشدد القيادي في حماس على ان الاتفاق  يجب ان يكون فلسطينيا على الحالة التي يمر بها شعبنا، متسائلا"  هل نحن في مرحلة دولة ام مرحلة تحرر وطني ؟؟.

 

وقال الحية: إن السلطة نشأت تحت الاحتلال ولم نكن فيها، ويجب أن لا تكون عبء علينا قائلا بالعامة: "احنا ما بنقول نهدمها ولكن ما بدنا تكون عبء على المشروع الوطني".

 

وأضاف، نريدها سلطة بمكوناتها الثلاث الرئاسة والحكومة والمجلس التشريعي، لتدير شؤون الشعب في الضفة الغربية وغزة والقدس.

 

واعتبر الحية  المقاومة المسلحة والمقاومة الشعبية وغير الشعبية والعمل الدبلوماسي وغير السياسي "مهم"

 

تناول الحية لفكرة تعدد اشكال المقاومة يعد واحداً من ابرز مؤشرات التغيير الواضح في سياسة الحركة خاصة على الجبهة الداخلية، فضلاً عن فكرة الشراكة السياسية، وهو ما يؤكد على التوجهات الجديدة للحركة.

 

الحية وفي ختام تصريحاته قال: "من الخطأ وضع متفجرات ونحن ذاهبون إلى القاهرة ".

 

وفي سياق متصل كانت تصريحات القيادي في حركة حماس طاهر النونو حين قال: "إن حركته ذاهبة إلى حوارات القاهرة المقررة الثلاثاء المقبل بخيار "إما أن ننجح أو أن ننجح".

 

وكتب النونو في تصريح مقتصب نشره على حسابه في الفيس بوك، مساء الجمعة، "خياراتنا في حوارات القاهرة إما أن ننجح أو أن ننجح، لذلك فإن على الجميع خلق البيئة المساهمة في النجاح".

 

وكان التصريح الأكثر إثارة للجدل، قد ورد على لسان رئيس حركة حماس في قطاع غزة حين قال: "سأكسر عنق كل من لا يريد المصالحة، سواء كان من حماس أو غيرها".

 

كل هذه التصريحات وغيرها بهذه اللغة الجديدة، تؤكد على أن حركة حماس قد اتخذت قرارها بتغيير نهجها السياسي، تحديداً في الشأن الداخلي، الأمر الذي يعطي بريقاً من الأمل باتجاه اتمام المصالحة، فهل ستنجح الحركة في تحييد من يحاول جذبها إلى سياستها السابقة؟ هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.