الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

صدور رواية وردة عيسى لأنور الخطيب رواية تحارب التطرف وتتنبأ بهزيمة المتقاتلين

2014-11-11 10:18:58 AM
صدور رواية وردة عيسى لأنور الخطيب
رواية تحارب التطرف وتتنبأ بهزيمة المتقاتلين
صورة ارشيفية

 الحدث- الشارقة

وقع الكاتب الروائي والشاعر الفلسطيني أنور الخطيب، في معرض الشارقة الدولي للكتاب، روايته الجديدة "وردة عيسى" التي صدرت حديثا عن دار مداد للنشر والتوزيع في دبي، وسط حضور جمع كوكبة من الكتاب والأدباء والقراء.

وأشاد حسن الزعابي مدير دار النشر بالرواية قائلاً: إنه سيرشحها لجائزة البوكر العالمية وهو مطمئن، لما تحمله الرواية من صورة شاملة للأحداث التي وقعت بعد ما يُسمّى بالربيع العربي، ولجرأة الكاتب في توجيه قلمه الحاد ليدين جميع المتحاربين، ويحارب التطرف، ويرسم الأمل في نهاية المطاف عن طريق ظهور الأطفال حول وردة، التي هي رمز كل شيء جميل.

ويرصد الكاتب الخطيب في هذه الرواية، وهي الثانية عشرة ضمن إصداراتها الروائية، والثانية والعشرون ضمن كتبه الأدبية، الحالة الإنسانية لسكان مدينة قسمتها الحرب إلى قسمين متقاتلين، قسمٌ يسيطر عليه الجيش النظامي بسطوته وجبروته وممارساته القمعية، ويطلق عليه الكاتب القسم الشرقي، وقسم تسيطر عليه الجماعات المتطرفة التي توظف الدين لأغراض شخصية وجماعية، فتقتل وتستبد وتتجار بالسلاح والأطراف البشرية والآثار والنساء والأطفال، ويطلق عليه القسم الغربي. وتتوسط قسمي المدينة دائرة دفن الموتى التي يشتغل فيها عيسى.

وعيسى هو الشخصية الرئيسة التي يرصد الكاتب من خلالها هواجس بطله وتأملاته وفلسفته وحياته الخاصة، وتفاصيل المشهد في قسمي المدينة، بصفته يمتلك بيتا في القسم الذي يسيطر عليه الجيش النظامي، وبيتاً آخر في القسم الذي يسيطر عليه المتطرفون، ويتنقل بين القسمين بسيارة دفن الموتى، ويتعرض للمشاكل والإهانات من حواجز الجيش النظامي والمسلحين المتطرفين، ويضطر إلى نقل أخته وابنتيها من القسم الغربي إلى الشرقي بعد محاولة إجبارها تزويج ابنتها لأحد (المجاهدين). كما يرصد الكاتب المتاعب التي يتعرض لها عيسى من قبل شرائح يقطنون في قسمي المدينة بسبب اسمه (عيسى)، كونه ولد في كنيسة في ليلة عيد ميلاد المسيح، عليه السلام، وباركه الأب في تلك الليلة، واعتُبر علامة مباركة.

أما وردة التي يقترن اسمها بعيسى، فهي الشخصية الحاضرة الغائبة، التي تخرج عارية من بين ألسنة لهب بيت يحترق، ويراها عيسى وحده دون رجال الإطفاء والجنود والمسعفين والمجتمعين، فيحملها إلى المستشفى بسهولة، فلا يراها أحد في المستشفى باستثناء طفلة كانت تنتظر خارج المستشفى، وكذلك لا يراها رجال الحواجز، فيضطر إلى وضعها في ثلاجة الموتى، حيث تحافظ على جمالها ورونقها ونضارتها. وتنتهي الرواية بخروج وردة من ثلاجة الموتى بعد دمار قسمي المدينة، فيتجمع حولها الأطفال ويبدؤون بالنشيد. وكأن الكاتب يتنبأ بدمار المتقاتلين من قسمي المدينة، ليقود الأطفال الحياة الجديدة، بعيداً عن التطرف والظلم والقمع. ووردة هي الرمز الذي استخدمه الكاتب، مرة كانت تظهر كحبيبة لعيسى، ومرة كوطن، وذلك ضمن الشخصية المركبة لعيسى، الذي رضي العمل في ثلاجة دفن الموتى بعد ما واجه من متاعب بسبب اسمه ومسمّاه، وليهرب من القداسة التي كان البعض يلقيها على كاهله كونه ولد في كنيسة في ليلة ميلاد المسيح، وليهرب أيضا من اللعنات التي كانت تصب عليه للسبب ذاته، من قبل ضيقي الأفق والقلوب والمتطرفين المتزمتين.

وهناك شخصيات أخرى في الرواية مثل أخت عيسى "ريما"، وهي أخته من أبيه، التي لجأ إليها بعد موت والديه، وتلعب دور الأم والأخت التي تستمتع إلى هواجسه وخيالاته وقصصه، وكذلك هناك شخصية فارس عبد الحي، الذي أجبر على العمل في دائرة دفن الموتى، بعد أن كان يعمل مديرا لتحرير صحيفة، وغضبت السلطات عليه بعد نشره تحقيقاً حول الفساد، وهناك "دنيا"، التي هربت من المنطقة الغربية بعد محاولة زوجها إقناعها بممارسة "جهاد النكاح" مع أمير الجماعة المتطرفة، وتلجأ إلى دائرة دفن الموتى وتحكي قصتها لعيسى، وقد أسعدت عيسى بتأكيدها على وجود وردة في ثلاجة الموتى، بعد أن كاد أن يجن لعدم تمكن الجنود أو المسلحين من رؤيتها في صندوق الثلاجة.

وأنور الخطيب هو أديب فلسطيني مقيم في الإمارات منذ مدة طويلة، ويكتب الرواية والشعر والقصة القصيرة، وأصدر حتى الآن 12 رواية وثلاث مجموعات قصصية وستة دواوين شعرية، وكتابين في النقد.